منتدى الف توتة و حدوتة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    فتاوى سيد المرسلين [ 1 ]

    avatar
    توتة
    Admin


    عدد المساهمات : 2017
    تاريخ التسجيل : 13/02/2014

    فتاوى سيد المرسلين [ 1 ] Empty فتاوى سيد المرسلين [ 1 ]

    مُساهمة من طرف توتة الإثنين 6 ديسمبر - 11:52

    فتاوى سيد المرسلين [ 1 ] Eslam_12

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الإسلامية
    روض السائلين لفتاوى سيد المرسلين
    فتاوى سيد المرسلين [ 1 ] 1410
    ● [ فتاوى سيد المرسلين ] ●
    صلى الله عليه وسلم

    فتاوى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى فَصَحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه
    1 - سُئل عن رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى، فقال: «هل تُضارون في رؤية الشمس صحواً في الظهيرة ليس دونها سحاب؟» قالوا: لا. فقال: «هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس دونه سحاب؟» قالوا: لا، قال: «فإنكم ترونه كذلك» .
    2 - وسئل كيف نراه ونحن ملء الأرض وهو واحد؟ فقال: «أنبئكم عن ذلك في آلاء الله، الشمس والقمر آية منه صغيرة تَرَونهما، ويريانكم ساعة واحدة لا تضارّون في رؤيتهما، ولعمْر الهك لهو أقدرُ على أن يراكم وترونه» .
    3 - وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن مسألة القدر، وما يعمل الناس فيه، أمر قد قضى وفرغَ منه أم أمر يستأنف؟ فقال: «بل أمر قد قضى وفرغ منه» فسئل حينئذ: ففيم العمل؟ فأجاب بقوله: «اعملوا فكلُّ ميسرٌ لما خلق له، أما مَن كان من أهل السعادة فسيُيسَّرُ لعمل أهل السعادة، ومَن كان من أهل الشقاوة فييسَّر لعمل أهل الشقاوة» . ثم قرأ قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى}(الليل: 5) إلى آخر الآيتين.
    4 - وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عما يكتمه الناس في ضمائرهم، هل يعلمه الله؟ فقال: «نعم» .
    5 - وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سُئل: أين كان ربنا قبل أن تخلق السموات والأرض؟ فلم ينكر على السائل، وقال: «كان في عماءٍ ما فوقه هواء وما تحته هواء» .
    6 - وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سُئل عن مبدأ تخليق هذا العالم، فأجاب بأن قال: «كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء» .
    7 - وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أين يكون الناس يوم تبدَّلُ الأرضُ؟ فقال: «على الصراط،» وفي لفظ آخر: «هم في الظلمة دون الجسر» فسئل: مَنْ أولُ الناس إجازة، فقال: «فقراء المهاجرين» ، ولا تنافي بين الجوابين؛ فإن الظلمة أول الصراط؛ فهناك مبدأ التبديل، وتمامه وهم على الصراط.
    8 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } (الانشقاق: فقال: «ذلك العرْض» .
    9 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن أول طعام يأكله أهل الجنة؟ فقال: «زيادة كبد الحوت» ، فسئل صلى الله عليه وسلم: ما غذاؤهم على أثره؟ فقال: «يُنحر لهم ثوْر الجنة الذي كان يأكل من أطرافها» ، فسئل صلى الله عليه وسلم: ما شرابهم عليه فيها؟ فقال: «من عينٍ فيها تسمى سَلسبيلا» .
    10 - وسئل هل رأيت ربك؟ فقال: «نور أنَّى أراه» . فذكر الجوار، ونبَّه على المانع من الرؤية، وهو النور الذي هو حجاب الرب تعالى الذي لو كشفه لم يقم له شيء.
    11 - وسئل صلى الله عليه وسلم: يا رسول لله كيف يجمعنا ربنا بعد ما تُمزقنا الرياح والبلى والسباع؟ فقال للسائل: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الأرض أشرفت عليها وهي مَدَرة بالية فقلت: لا تحيى أبداً، ثم أرسل ربك عليها السماء فلم تلبث عليك إلا أياماً، ثم أشرفت عليها وهي شربة واحدة، ولعمر إلهك لهو أقْدَرُ على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض».
    12 - وسئل صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟ فقال: «تُعْرَضون عليه باديةً له صفحاتكم لا تخفى عليه خافية منكم، فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء، فينضَحُ بها قلبكم، فَلَعمْر الهك ما يُخْطىء وجه واحد منكم منها قطرةٌ، فأما المسلم فتدَعُ وجهه مثل الريْطة البيضاء، وأما الكافر فتحطمه بمثل الحميم الأسود» .
    13 - وسئل بم نبصر، وقد حبس الشمس والقمر؟ فقال للسائل: «بمثل بَصَرِك ساعتَك هذه، وذلك مع طلوع الشمس، وذلك في يوم أشرقت فيه الأرضُ، ثم واجهته الجبال» ، فسئل صلى الله عليه وسلم: بم نجزى من حسناتنا وسيئاتنا؟ فقال: «الحسنَةُ بعشرة أمثالها، والسيئة بمثلها أو يعفو» ، فسئل صلى الله عليه وسلم على ماء يطلع من الجنة، فقال: «على أنهارٍ من عَسَل مُصَفَّى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وفاكهة لعَمر الهك مما تعلمون، وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة» ، فسئل صلى الله عليه وسلم: ألَنا فيها أزواج؟ فقال: «الصالحات للصالحين، تَلَذُّونهن مثل لَذَّاتكم في الدنيا، وَيَلذُّونكم، غير أن لا توالُدَ» .
    14 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن كيفية إتيان الوَحي إليه، فقال: «يأتيني أحياناً مثل صلصلة الجرس؛ وهو أشدُّه عليَّ، فَيَفْصِمُ عني وقد وَعيْتُ ما قال، وأحياناً يتمثل لي المَلكُ رجلاً» .
    15 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن شبه الولد بأبيه تارة وبأمه تارة، فقال: «إذا سبقَ ماء الرجل ماء المرأة كان الشبه له، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل فالشبه لها» . وأما ما رواه مسلم في صحيحه أنه قال: «إذا علا ماءُ الرجل ماءَ المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا ماءُ المرأة ماءَ الرجل آنث بإذن الله» . فكان شيخنا يتوقف في كون هذا اللفظ محفوظاً، ويقول: المحفوظ هو اللفظ الأول. والإذكار والإيناث ليس له سبب طبيعي، وإنما هو بأمر الرب تبارك وتعالى للمَلِك أن يخلقه كما يشاء؛ ولهذا جعل مع الرزق والأجل والسعادة والشقاوة. قلت: فإن كان هذا اللفظ محفوظاً فلا تنافي بينه وبين اللفظ الأول، ويكون سبق الماء سبباً للشَّبه، وعلوه على ماء الآخر سبباً للإذكار والإيناث، والله أعلم.
    16 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن أهل الدار من المشركين يبيتون، فيصاب من ذَرَاريهم ونسائهم، فقال: «هم منهم» . حديث صحيح، ومراده صلى الله عليه وسلم بكونهم منهم: التبعية في أحكام الدنيا، وعدم الضمان، لا التبعية في عقاب الآخرة؛ فإن الله تعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه.
    17 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى } (النجم: 13) فقال: «إنما هو جبريل عليه السلام، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين» . ولما نزل قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } (الزمر: 30، 31) سئل صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواصِّ الذنوب؟ فقال: «نعم ليكررن عليكم حتى تؤدوا إلى كل ذي حق حقه» فقال الزبير: والله إن الأمر لشديد .
    18 - وسئل صلى الله عليه وسلم: كيف يحشر الكافر على وجهه؟ فقال: «أليس الذي أمشاه في الدنيا على رجليه قادراً على أن يمشيه في الآخرة على وجهه؟» .
    19 - وسئل صلى الله عليه وسلم هل تذكرون أهاليكم يوم القيامة؟ فقال: «أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحداً، حيث يوضع الميزان حتى يعلم: أيثقُل ميزانه أم يخف، وحيث يتطاير الكتب حتى يعلم كتابه من يمينه أو من شماله أو من وراء ظهره، وحيث يوضع الصراط على جسر جهنم، على حافتيه كلاليبُ وحَسَك، يحبس الله به من يشاء من خلقه، حتى يعلم أينجو أم لا ينجو» .
    20 - وسئل صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله الرجل يحب القوم، ولما يعمل بأعمالهم، فقال: «المرء مع من أحبَّ» .
    21 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الكوثر، فقال: «هو نهر أعْطانيه ربي في الجنة، هو أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طيور أعناقها كأعناقِ الجزرِ» ، قيل: يا رسول الله إنها لناعمة، قال: «آكلُها أنْعَم منها» .
    22 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدْخل الناسَ النارَ؟ فقال: «الأجوَفان: الفم والفَرْج» وعن أكثر ما يُدْخلهم الجنة، فقال: «تقوى الله وحسن الخلق» .
    23 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن المرأة تتزوج الرجلين والثلاثة، مع مَنْ تكون منهم يوم القيامة؟ فقال: «تخير، فتكون مع أحسنهم خلقاً» .
    24 - وسئل صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ فقال: «أن تجعل لله نداً وهو خلقك» ؛ قيل: ثم ماذا؟ قال: «أن تقتل ولدك خَشْيَة أن يطعم معك» . قيل: ثم ماذا؟ قال: «أن تَزْني بحليلة جارك» .
    25 - وسئل صلى الله عليه وسلم: أيُّ الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: «الصلاة على وَقْتها» ، وفي لفظ: «لأول وقتها» ، قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» ، قيل: ثم ماذا؟ قال: «برُّ الوالدين» .
    26 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {ياأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً }(مريم: 28) وبين عيسى وموسى عليهما السلام ما بينهما، فقال: «كانوا يسمون بأنبيائهم، وبالصالحين قبلهم» .
    27 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن أول أشراط الساعة، فقال: «نار تحشُرُ الناس من المشرق إلى المغرب» . وهذه إحدى مسائل عبد الله بن سلام الثلاث. والمسألة الثانية: ما أول طعام يأكله أهل الجنة؟. والثالثة: سبب شبه الولد بأبيه وأمه، فولّدها الكاذبون، وجعلوها كتاباً مستقلاً، سموه مسائل عبد الله بن سلام، وهي هذه الثلاثة في صحيح البخاري.
    28 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فقال: «شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» .
    29 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت» .
    30 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك» .
    31 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } (المؤمنون: 60)، فقال: «هم الذين يَصُومون، ويصلون، ويتصدقون، ويخافون أن لا يقبل منهم» .
    32 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى? ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَاذَا غَافِلِينَ } (الأعراف: 172) الآية، فقال: «إن الله تعالى خَلَقَ آدم، ثم مسح على ظهره بيمينه، فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح على ظهره فاستخرج منه ذرية، فقال: خلقت هؤلاء للنار، وبعمل أهل النار يعملون» ، فقال رجل: يا رسول الله ففيمَ العملُ؟ فقال: «إن الله إذا خلق العبدَ للجنة استعمله بعمل أهل الجنة، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة، فيدخله الجنة، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل النار» .
    33 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }(المائدة: 105) فقال: «بل ايتَمِرُوا بالمعروف، وتناهَوْا عن المنكر، حتى إذا رأيت شُحَّا مُطاعاً، وهَوىً متبعاً، ودُنْيا مؤثرة، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العوام» .
    34 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الأدوية، والرُّقى، هل ترد من القدر شيئاً؟ فقال: «هي من القدر» .
    35 - وسئل صلى الله عليه وسلم عمن يموت من أطفال المشركين، فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين» . وليس هذا قولاً بالتوقف كما ظنه بعضهم، ولا قولاً بمجازاة الله لهم على ما يعلمه منهم أنهم عامِلوه لو كانوا عاشوا، بل هو جواب فصل وأن الله يعلم ما هم عاملوه، وسيجازيهم على معلومه فيهم بما يظهر منهم يوم القيامة، لا على مجرد علمه، كما صرحت به سائر الأحاديث واتفق عليه أهل الحديث أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار.
    36 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن سَبَأ: هل هو أرض أم امرأة، فقال: «ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب؛ فتيامَنَ منهم ستة، وتشاءَم منهم أربعة؛ فأما الذين تشَاءموا فلخْمٌ وجُذَام وغسَّان وعامِلَةُ، وأما الذين تيامنوا، فالأزْدُ والأشْعَرِيُّونَ وحِمْيَر وكِنْدَة ومَذْحِج وأنمار» . فقال رجل: يا رسول الله وما أنمار؟ فقالَ: «الذين منهم خَثْعَم وبجيلة» .
    37 - وسئل عن قوله تعالى: {مِن دُونِهِ فَكِيدُونِى جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } (يونس: 164) فقال صلى الله عليه وسلم: «هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن، أو تُرَى له» .
    38 - وسئل عن أفضل الرقاب، يعني في العتق، فقال: «أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً» .
    39 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الجهاد، فقال: «مَنْ عُقِرَ جوادُه وأريق دمه» .
    40 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الصدقة، فقال: «أن تتصدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغِنى» .
    41 - وسئل صلى الله عليه وسلم: أي الكلام أفضل؟ فقال: «ما اصطفى الله للملائكة: سبحان الله وبحمده» .
    42 - وسئل صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ وفي لفظ: متى كنت نبياً؟ فقال: «وآدم بين الروح والجسد» . هذا هو اللفظ الصحيح، والعوام يَرْونه: بين الماء والطين، قال شيخنا: وهذا باطل، وليس بين الماء والطين مرتبة، واللفظ المعروف ما ذكرناه.
    43 - وذكر الإمام أحمد في مسنده أن أعرابياً سأله: يا رسول الله أخْبِرْني عن الهجرة إليك أينما كنت أم لقوم خاصة أم إلى أرض معلومة أم إذا مت انقطعت؟ فسأل ثلاث مرات ثم جلس، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيراً ثم قال: «أين السائل؟» قال: ها هو ذا حاضر يا رسول الله، قال: «الهجرة أن تهجر الفواحشَ ما ظَهَرَ منها وما بطن، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، ثم أنت مهاجر، وإن مُتَّ في الحضر» فقام آخر فقال: يا رسول الله أخبرني عن ثياب أهل الجنة، أتخْلقُ خلْقاً أم تُنْسَجُ نسجاً؟ قال: فضحك القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تضحكون من جاهل يسأل عالماً؟» فاستلبث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ساعةً، ثم قال: «أين السائل عن ثياب أهل الجنة؟» فقال: ها هو ذا يا رسول الله، قال: «لا، بل تنشق عنها ثمار الجنة» ، ثلاث مرات.
    44 - وسئل صلى الله عليه وسلم: أُنْفضي إلى نسائنا في الجنة؟ وفي لفظ آخر: هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ فقال: «إي والذي نفسي بيده إن الرجل لَيُفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عَذراء» قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي: رجال إسناده عندي على شرط صحيح.
    45 - وسئل صلى الله عليه وسلم: أنطأ في الجنة؟ فقال: «نعم، والذي نفسي بيده، دَحْماً دَحْماً، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكراً» ، ورجال إسناده على شرط صحيح ابن حبان.
    46 - وفي معجم الطبراني أنه سُئل: هل يتناكح أهل الجنة؟ فقال: «بذَكَرٍ لا يميل، وشهوة لا تنقطع، دَحْماً دَحْماً» . قال الجوهري: الدَّحْم: الدفع الشديد.
    47 - وفيه أيضاً أنه سئل صلى الله عليه وسلم: أيجامع أهل الجنة؟ فقال: «دَحْماً دَحْماً، ولكن لا مَنِيَّ ولا منية» .
    48 - وسئل صلى الله عليه وسلم: أينام أهل الجنة؟ فقال: «النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون» .
    49 - وسئل صلى الله عليه وسلم: هل في الجنة خيل؟ فقال: «إن دخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه فطار بك في الجنة حيث شئت» .
    50 - وسئل صلى الله عليه وسلم: هل في الجنة إبل؟ فلم يقل للسائل مثل ما قال للأول، بل قال: «إن يدْخِلْكَ الله الجنةَ يكن لك فيها ما اشتهت نفسك وقرت عينك» .
    51 - وفي معجم الطبراني أن أم سلمة رضي الله عنها سألته فقالت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } قال: «حورٌ: بيض، عينٌ: ضِخام العيون شعر الحوراء بمنزلة جناح النسر».
    52 - قلت: أخبرني عن قول الله عز وجل: {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ }(الواقعة: 23) فقال: «صفاؤهن صفاء الدُّر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي» .قلت: أخبرني عن قوله تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ }( الرحمن: 70) قال: «خَيِّرات الأخلاق حسان الوجوه». قلت: أخبرني عن قول الله عز وجل: {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } ؟ (الصافات: 49) قال: «رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشرة» . قلت: أخبرني يا رسول الله عن قوله تعالى: {عُرُباً أَتْرَاباً } 3 4 } (الواقعة: 37) قال: «هُنَّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمْصاً شمطاً ، خلقهن الله بعد الكبر فجعلهن الله عذَارى، عُرُباً متعشقات متحببات» أتراباً: على ميلاد واحد. قلت: يا رسول الله: نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: «بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين، كفضل الظِّهارة على البطانة» . قلت: يا رسول الله، وبم ذاك؟ قال: «بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله تعالى، ألبسَ الله وجوههن النور، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صُفر الحليِّ مجامرهنَّ الدُّر، وأمشاطهن الذهب، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً، ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً، طوبى لمن كنا له وكان لنا» . قلت: يا رسول الله: المرأة منا تتزوج الرجلين، والثلاثة والأربعة، ثم تموت، فتدخل الجنة، ويدخلون معها، من يكون زوجها؟ قال: «يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً، فتقول: يا رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقاً في دار الدنيا فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة».
    53 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالاَْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }(الزمر: 67) أين الناس يومئذ؟ قال: «على جسر جهنم» .
    54 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فقال: «إذا سرَّتكَ حسناتُك، وساءتك سيئاتك فأنت مؤمن» .
    55 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الإثم، فقال: «إذا حاكَ في قلبك شيء فدعه» .
    56 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم، فقال: «البر ما اطمأن إليه القلبُ واطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في القلب وتردَّد في الصدر» .
    57 - وسأله صلى الله عليه وسلم عمر: هل نعمل في شيء نستأنفه أم في شيء قد فرغ منه؟ قال: «بل في شيء قد فرغ منه» قال: ففيمَ العمل؟ قال: «يا عمر لا يدرك ذلك إلا بالعمل» ، قال: إذاً نجتهد يا رسول الله.
    58 - وكذلك سأله سُراقة بن مالك بنُ جعشم فقال: يا رسول الله أخبرنا عن أمرنا كأننا ننظر إليه، إبما جرت به الأقلام، وثبتت به المقادير أم بما يستأنف؟ فقال: «لا، بل بما جرت به الأقلام وثبتت به المقادير» ، قال: ففيم العمل إذاً قال: «اعملوا فكلٌّ مُيسَّر» ، قال سراقة: فلا أكون أبداً أشدَّ اجتهاداً في العمل مني الآن.
    فصل من فتاوى إمام المتقين صلى الله عليه وسلم في الطهارة
    59 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الوضوء بماء البحر، فقال: «هو الطَّهُور ماؤه والحِلُّ مَيته» .
    60 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من بئر بُضاعة، وهي بئر يلقى فيها الحيضُ والنتن ولحوم الكلاب، فقال: «الماء طَهور لا ينجسه شيء» .
    61 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الماء يكون بالفلاة، وما يَنوبه من الدواب والسباع، فقال: «إذا كان الماء قُلَّتين لم ينجسه شيء» .
    62 - وسأله أبو ثعلبة فقال، إنا بأرض قوم أهل كتاب، وإنهم يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر، فكيف نصنع بآنيتهم وقدورهم؟ فقال: «إن لم تجدوا غيرها فارْحَضوها بالماء، واطبخوا فيها، واشربوا» .
    63 - وفي الصحيحين: إنا بأرض قوم أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ قال: «لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرَها، فاغسلوها ثم كلوا فيها» .
    64 - وفي المسند والسنن، أفتنا في آنية المجوس إذا اضطررنا إليها، فقال: «إذا اضطررتم إليها فاغسلوها بالماء واطبخوا فيها» .
    65 - وفي الترمذي: سئل عن قُدور المجوس، فقال: «أنقوها غسلاً، واطبخوا فيها» .
    66 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الرجل يُخيَّل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: «لا يَنصرف حتى يَسمع صوتاً أو يجد ريحاً» .
    67 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن المَذي، قال: «يجزىء منه الوضوء» ، فقال له السائل: فكيف بما أصاب ثوبي منه؟ فقال: «يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب منه» .
    68 - وسئل صلى الله عليه وسلم عما يوجب الغسل، وعن الماء يكون بعد الماء، فقال: «ذاك المَذْي وكل فحل يمذي، فتغسل من ذلك فَرْجَكَ وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصلاة» .
    69 - وسألته فاطمة بنت أبي حبيْش فقالت: إني امرأة أستحاضُ فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال: «لا، إنما ذلك عِرْق وليس بحيضة، فإذا أقبلت حَيضتُكِ فدَعِي الصلاة، فإذا أدبرَتْ فاغسلي عنك الدم ثم صلي» .
    70 - وسئل عنها أيضاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تدعُ الصلاة أيام أقرائها التي كانت تحيض فيها، ثم تغتسل وتتوضأ عند كل صلاة، وتصوم وتصلي» .
    71 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الغنم، فقال: «إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ» .
    72 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من لحوم الإبل، فقال: «نعم توضأ من لحوم الإبل» .
    73 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مَرابض الغنم، فقال: «نعم صلوا فيها» .
    74 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل، فقال: «لا» .
    75 - وسئل صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، ما تقول في رجل لقي امرأة لا يعرفها، فليس يأتي الرجل من امرأته شيء إلا قد أتاه منها، غير أنه لم يجامعها، فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وَأَقِمِ الصلاةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذالِكَ ذِكْرَى لِلذَاكِرِينَ } (هود: 114) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «توضأ ثم صلِّ» فقال معاذ: فقلت يا رسول الله أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: «بل للمؤمنين عامة» .
    76 - وسألته صلى الله عليه وسلم أم سُليم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم إذا رأت الماء» ، فقالت أم سلمة: أو تحتلم المرأة؟ فقال: «تَربَت يداكِ، فبم يشبهها ولدها؟» .
    77 - وفي لفظ أن أم سليم سألت نبي الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأت المرأة ذلك فلتغتسل» .
    78 - وفي المسند أن خَوْلَة بنت حكيم سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، فقال: «ليس عليها غسل حتى تنزل، كما أن الرجل ليس عليه غسل حتى ينزل» .
    79 - وسأله أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عن المذي، فقال: «من المذي الوضوء، ومن المنيِّ الغسل» ، وفي لفظ: «إذا رأيت المذْيَ فتوضأ، واغسل ذكرك، وإذا رأيت نضح الماء فاغتسل» .
    80 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاماً، فقال: «يغتسل» وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولم يجد البللَ، فقال: «لا غسلَ عليه» .
    81 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، وعائشة جالسة، فقال: «إني أفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل» .
    82 - وسألته أم سلمة فقالت: يا رسول الله إني امرأة أشدّ ضفر رأسي، أفأنقضه لغسل الجنابة؟ فقال: «لا، إنما يكفيكِ أن تَحثِي على رأسك ثلاثَ حَثيات ثم تفيضين عليكِ الماء» وعند أبي داود: «اغمزِي قرونَكِ عند كل حَفنة» .
    83 - وسألته صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: يا رسول الله إن لنا طريقاً إلى المسجد مُنْتنة، فكيف نفعل إذا مُطِرنا؟ فقال: «أليس بعد طريق هي أطيب منها؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «هذه بهذه» ، وفي لفظ: «أليس بعده ما هو أطيب منه؟» قلت: بلى، قال: «فإن هذا يذهب بذاك» .
    84 - وسئل صلى الله عليه وسلم فقيل له: إنا نريد المسجد فنطأ الطريق النجسة، فقال: «الأرض يطهر بعضها بعضاً» .
    85 - وسألته صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إحدانا يصيب ثوبَها من دم الحيضة، كيف تصنع به؟ فقال: «تحتُّه، ثم تقرضه بالماء، ثم تنضحه، ثم تصلي فيه» .
    86 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن فأرة وقعت في سمْن، فقال: «ألقوها وما حولها وكلوا سمنكم» ، ولم يصح فيه التفصيل بين الجامد والمائع.
    87 - وسألته صلى الله عليه وسلم ميْمونة عن شاة ماتت فألقوا إهابها، فقال: «هلا أخذتم مسكها» فقالت: نأخذ مسك شاة قد ماتت؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم: إنما قال تعالى: {قُل لاَ أَجِدُ فِى مَآ أُوْحِىَ إِلَىَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (الأنعام: 145) «وإنكم لا تطعمونه إن تدبغوه تنتفعوا به» فأرسلت إليها فسلخت مسكها فدبغته، فاتخذت منه قربة حتى تخرقت عندها.
    88 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن جلود الميتة، فقال: «ذكاؤها دِباغها» .
    89 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الاستطابة، فقال: «أولا يجدُ أحدكم ثلاثة أحجار، حجران للصفحتين، وحجر للمسرُبة» ؟ حديث حسن، وعند مالك مرسلاً: «أو لا يجدُ أحدكم ثلاثة أحجار» ؟ ولم يزد.
    90 - وسأله سراقة عن التغوُّط؛ فأمره أن يتنكَّبَ القبلة، ولا يستقبلها، ولا يستدبرها، ولا يستقبل الريح، وأن يتنجى بثلاثة أحجار ليس فيها رجيع، أو ثلاثة أعواد، أو بثلاث حثيات من تراب.
    91 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الوضوء، فقال: «أسْبغ الوضوء، وخلِّل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً».
    92 - وسأله صلى الله عليه وسلم عمرو بن عَنْبَسة فقال: كيف الوضوء؟ قال: «أما الوضوء فإنك إذا توضأت فغسلْت كفيك، فأنقيتهما خرجتْ خطاياك من بين أظافرك وأنامِلك، فإذا تمضمضْتَ واستنشقت، وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين، ومسحْتَ رأسك، وغسلت رجليك اغتسلت من عامة خطاياك كيوم ولدتك أمك» .
    93 - وسأله صلى الله عليه وسلم أعرابي عن الوضوء، فأراه ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: «هكذا الوضوء؛ فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدَّى وظلم» .
    94 - وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيٌّ فقال: يا رسول الله، الرجل منا يكون في الصلاة فيكون منه الرُّويحةُ ويكون في الماء قِلة، فقال: «إذا فسا أحدُكم فليتوضأ، ولا تأتوا النساء في أعْجازهن؛ فإن الله لا يستحي من الحق»
    95 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن المَسْح على الخفين، فقال: «للمسافر ثلاثة أيام، وللمقيم يوماً وليلة» .
    96 - وسأله صلى الله عليه وسلم ابن أبي عمارة فقال: يا رسول الله أمسح على الخفين؟ فقال: «نعم» ، قال: يوماً؟ قال: «ويومين» قال: وثلاثة أيام؟ قال: «نعم وما شئت» وفي رواية: حتى بلغ سبعاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم وما بدا لك» . فطائفة من أهل العلم أخذَتْ بظاهره وجوَّزوا المسح بلا توقيت، وطائفة قالت: هذا مُطلق، وأحاديث التوقيت مقَيَّدة، والمقيَّد يقضي على المطلق.
    97 - وسأله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: أكون في الرمل أربعة أشهر أو خمسة أشهر، ويكون فينا النفساء والحائض والجنب، فما نرى؟ قال: «عليك بالتراب» .
    98 - وسأله صلى الله عليه وسلم أبو ذر: إني أغرب عن الماء ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فقال: «إن الصعيد الطيب طهورٌ ما لم تجد الماء عشر حِجَجٍ، فإذا وجدت الماء فأمسَّه بشرتَك» .
    99 - وسأله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقال: انكسرت إحدى زَنْديَّ، «فأمره أن يمسح على الجبائر» .
    100 - وقال ثوبان: استفتوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الغسل من الجنابة فقال: «أما الرجل فلينشُرْ رأسه، فليغسله حتى يبلغ أصول الشعر، وأما المرأة فلا عليها أن لا تنقضه، لتَغْزِفْ على رأسها ثلاث غرفات تكفيها» .
    101 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: إني اغتسلت من الجنابة وصليت الصبح، ثم أصبحت فرأيت قدْر موضع الظفر لم يصبه ماء فقال: «لو كنْتَ مسحْتَ عليه بيدك أجزأك» .
    102 - وسألته صلى الله عليه وسلم امرأة عن الحيض، فقال: «تأخذ إحداكُنَّ ماءها وقِدرها فتطهر، فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها، فتدلُكه دلْكاً شديداً حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تصبُّ عليها الماء، ثم تأخذ فِرصَة مُمسَّكةٍ فتطهر بها» .
    103 - وسألته صلى الله عليه وسلم عن غسل الجنابة فقال: «تأخذ ماء فتطهر فتحسن الطهور، ثم تصب الماء على رأسها، فتدلكه، حتى يبلغ شؤون رأسها، ثم تُفيض الماء عليها» .
    104 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل: ما يحل لي من امرأتي وهي حائض، فقال: «تشد عليها إزارها، ثم شأنك بأعلاها» .
    105 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن مؤاكلة الحائض، فقال: «واكِلْها» .
    106 - وسئل صلى الله عليه وسلم كم تجلس النفساء؟ فقال: «تجلس أربعين يوماً، إلا أن ترى الطهر قبل ذلك» .
    ● [ فتاوى متعلقة بالصلاة ] ●
    107 - وسأله صلى الله عليه وسلم ثوبان عن أحبِّ الأعمال إلى الله تعالى، فقال: «عليك بكثرة السجود لله عز وجل؛ فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجةً وحط بها عنك خطيئة» .
    108 - وسأله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن سعد: أيما أفضل، الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد؟ فقال: «ألا ترى إلى بيتي ما أقربُه من المسجد؟ فلأنْ أصلِّي في بيتي أحب إليَّ من أن أصلي في المسجد، إلا أن تكون صلاة مكتوبة» .
    109 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل في بيته، فقال: «نوِّروا بيوتكم» .
    110 - وسئل صلى الله عليه وسلم: متى يصلّي الصبي؟ فقال: «إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة» .
    111 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن قتل رجل مخنث يتشبه بالنساء، فقال: «إني نهيتُ عن قتل المصلين» .
    112 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلاة، فقال للسائل: «صلِّ معنا هذين اليومين» ، فلما زالت الشمس أمر بلالاً فأذن، ثم أمره فأقام الظهر، ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر، فلما كان اليوم الثاني أمره فأبرَدَ بالظهر، وصلى العصر والشمس مرتفعة أخرها فوق الذي كان، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل، وصلى الفجر فأسفر بها، ثم قال: «أين السائل عن وقت الصلاة؟» فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال: «وقتُ صلاتكم ما رأيتم» .
    113 - وسئل صلى الله عليه وسلم: هل من ساعة أقرب إلى الله من الأخرى؟ قال: «نعم، أقربُ ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن» .
    114 - وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الوسطى، فقال: «هي صلاة العصر» .
    115 - وسئل صلى الله عليه وسلم: هل في ساعات الليل والنهار ساعة تكره الصلاة فيها؟ فقال: «نعم إذا صليت الصبح فدع الصلاة، حتى تطلع الشمس؛ فإنها تطلع بين قرني شيطان، ثم صلِّ، فإن الصلاة محضورة متقبلة، حتى تستوي الشمس على رأسِك كالرُّمح، فدع الصلاة فإن تلك الساعة تُسجرُ جهنم وتفتح فيها أبوابها، حتى ترتفع الشمس عن حاجبك الأيمن، فإذا زالت الشمس فالصلاة محضورة متقبلة حتى تصلي العصر، ثم دع الصلاة حتى تغيب الشمس» وفيه دليل على تعليم النهي بفعل صلاة الصبح لا بوقتها.
    116 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: لا أستطيع أن آخذ شيئاً من القرآن فعلمني ما يجزيني، فقال: «قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله» ، فقال: يا رسول الله هذا لله، فما لي؟ فقال: «قل اللهم ارحمني وعافني واهدني وارزقني» ، فقال بيده هكذا وقبضها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما هذا فقد تملأ يديه من الخير».
    117 - وسأله صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين -ـ وكان به بواسير -ـ عن الصلاة فقال: «صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبك» .
    118 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل: أقرأ خلف الإمام أو أنصت؟ قال: «بل أنصت، فإنه يكفيك» .
    119 - وسأله صلى الله عليه وسلم حطان، فقال: يا رسول الله إنا لا نزال سفراً فكيف نصنع بالصلاة؟ فقال: «ثلاث تسبيحات ركوعاً،، وثلاث تسبيحات سجوداً» .
    120 - وسأله صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بين صلاتي وبين قراءتي يُلبِّسها عليَّ، فقال: «ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته، فتعوَّذ بالله، واتفل على يسارك ثلاثاً» . قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله.
    121 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: أصلي في ثوبي الذي آتى فيه أهلي؟ قال: «نعم، إلا أن ترى فيه شيئاً فتغسله» .
    122 - وسأله صلى الله عليه وسلم معاوية بن حَيْدة: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكتْ يمينك» . قال: قلت: يا رسول الله الرجل يكون مع الرجل، قال: «إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل» قال: قلت: فالرجل يكون خالياً، قال: «الله أحق أن يُستحيا منه» .
    123 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في الثوب الواحد، قال: «أوَكلكم يجد ثوبين» .
    124 - وسأله صلى الله عليه وسلم سلمة بن الأكوع: يا رسول الله إني أكون في الصيد فأصلي، وليس عليَّ إلا قميص واحد، فقال: «فازْرُوهُ، وإن لم تجد إلا شوكة» وعند النسائي: إني أكون في الصيف وليس عليّ إلا قميص.
    125 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل: يا رسول الله أصلي في الفراء؟ قال: «فأين الدباغ؟» .
    126 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في القوس والقَرنِ، فقال: «اطرح القَرن وصلِّ في القوس» . والقرن -ـ بالتحريك -ـ: الجعبة.
    127 - وسألته أم سلمة: هل تصلي المرأة في درع وخمار وليس عليها إزار؟ فقال: «إذا كان الدِّرعُ سابلاً يغطي ظهر قدميها» .
    128 - وسأله صلى الله عليه وسلم أبو ذر عن أول مسجد وضع في الأرض، قال: «المسجد الحرام» ، فقال: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى» ، فقال: كم بينهما؟ قال: «أربعون عاماً» ، «ثم الأرض لك مسجد، حيث أدركتك الصلاة فصلِّ» .
    129 - وذكر الحاكم في مستدركه أن جعفر بن أبي طالب سأله عن الصلاة في السفينة فقال: «صلِّ فيها قائماً إلا أن تخاف الغرق» .
    130 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن مسح الحصى في الصلاة فقال: «واحدة أو دع» .
    131 - وسأله صلى الله عليه وسلم جابر عن ذلك فقال: «واحدة، ولأن تمسك عنها خير لك من مائة ناقة كلها سود الحدق» . فقلت: المسجد كان مفروشاً بالحصباء فكان أحدهم يمسحه بيديه لموضع سجوده، فرخص النبي صلى الله عليه وسلم في مسحة واحدة وندبهم إلى تركها، والحديث في المسند.
    132 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فقال: «هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد» .
    133 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يصلي أحدُنا في منزله الصلاة ثم يأتي المسجد، وتقام الصلاة، أفأصلي معهم؟ فقال: «لك سهمٌ جمع» .
    134 - وسأله صلى الله عليه وسلم أبو ذر عن الكلب الأسود يقطع الصلاة دون الأحمر والأصفر، فقال: «الكلب الأسود شيطان» .
    135 - وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله إني صليت فلم أدر أشفعت أو أوترت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم أن يتلعَّبَ بكم الشيطان في صلاتكم، مَنْ صلى فلم يدر أشفع أم أوتر فليسجد سجدتين فإنهما تمام صلاته» .
    136 - وسئل صلى الله عليه وسلم لأي شيء فضلت يوم الجمعة؟ فقال: «لأن فيها طبعت طينة أبيك آدم، وفيها الصعقة والبعثة، وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله «عز وجل» فيها استجيب له» .
    137 - وسئل أيضاً عن ساعة الإجابة، فقال: «حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها» ، ولا تنافي بين الحديثين؛ لأن ساعة الإجابة، وإن كانت آخر ساعة بعد العصر فالساعة التي تقام فيها الصلاة أولى أن تكون ساعة الإجابة كما أن المسجد الذي أسِّس على التقوى هو مسجد قباء، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بذلك منه، وهو أولى من جمع بينهما بتنقلها، فتأمل.
    138 - وسئل صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أخبرنا عن يوم الجمعة، ما فيها من الخير؟ فقال: «فيه خمس خلال: فيه خلق آدم، وفيه أهبط آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يسأل إثماً أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة، فما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا حجر إلا وهو مشفق من يوم الجمعة» .
    139 - وسئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال: «مَثنى مَثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة» .
    140 - وسأله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة: بكم أوتر؟ قال: «بواحدة» قال: إني أطيق أكثر من ذلك قال: «ثلاثة» ، ثم قال: «بخمس» ، ثم قال: «بسبع» ، وفي الترمذي أنه سئل عن الشفع والوتر، فقال: «هي الصلاة بعضها شفع وبعضها وتر» . وفي سنن الدارقطني: أن رجلاً سأله عن الوتر، فقال: «افصِلْ بين الواحدة والثنتين بالسلام» .
    141 - وسئل صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل؟ قال: «طولُ القنوتِ» .
    142 - وسئل: أي القيام أفضل؟ قال: «نصف الليل، وقليل فاعله» .
    143 - وسئل صلى الله عليه وسلم هل من ساعة أقرب إلى الله (تعالى) من الأخرى؟ قال: «نعم جوف الليل الأوسط» .

    فتاوى سيد المرسلين [ 1 ] Fasel10

    كتاب : روض السائلين لفتاوى سيد المرسلين
    المؤلف : محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية
    منتدى ميراث الرسول - البوابة
    فتاوى سيد المرسلين [ 1 ] E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر - 14:08