من طرف توتة الإثنين 5 فبراير - 9:15
بّسم الله الرّحمن الرّحيم
مكتبة التاريخ
حوادث الدهور
{ مقدمة الكتاب }
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مدبر الدهور ومدول الأيام والشهور المان بكرمه المتفضل بإحسانه حمدا كثيرا كما ينبغي لعظيم شأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وسيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أبي بكر الصديق ومن بالتاريخ أمر وعلى بقية الصحابة أجمعين وعلى التابعين إلى يوم الدين.
أما بعد فلما كان شيخنا الإمام الأستاذ العالم العلامة المغنن رأس المحدثين وعمدة المؤرخين تقي الدين أحمد بن علي المقريز الشافعي أيقن من حرر تاريخ الزمان وأضبط من ألف في هذا الشأن وأجل تحفة استفرعها وعمدة ابتدعها كتابه المسمى بالسلوك في معرفة دول الملوك قد انتهى فيه إلى أواخر سنة أربع وأربعين وثماني مائة وهي السنة التي توفي فيها ولم يكن من بعده من يعول عليه في هذا الفن ولا من يرجع إليه إلا الشيخ الإمام العالم العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني الحنفي فأردت أن أعلم حقيقة أمره في هذا المعنى ونظرت فيما يعلقه في تلك الأيام فإذا به كثير الغلطات والأوهام وذلك لكبر سنة واختلاط عقله وذهنه بحيث أن الشخص لا تمكنه الفائدة من ذلك إلا بعد تعب كثير لاختلاف الضبط وعدم التحرير فلما رأيت ذلك أحببت أن أحيى هذه السنة بكتابة تاريخ يعقب موت الشيخ تقي الدين المقريزي وجعلته كالذيل على كتاب السلوك المذكور وسميته " حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور " ورتبته على السنين والشهور والأيام وجعلت ابتدائي فيه من اقتلع سنة خمسة وأربعين وثماني مائة لكن لم أسلك فيه طريق الشيخ المقريزي في تطويل الحوادث في السنة وقصر التراجم لتكثر الفائدة من الطرفين وما وجدته مختصرا من التراجم في هذا التعليق فراجع فيه كتابنا المسمى بالمنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي فإني هناك سقيت الغلة وأزحت العلة والله أسأل أن يوقفني لما يرضيه ويعينني على ما شرعت فيه إنه الميسر لكل عسير وهو على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وهو حسبي ونعم الوكيل.
● { احداث سنة خمس وأربعين وثماني مائة } ●
سنة خمس وأربعين وثماني مائة استهلت والخليفة المعتضد بالله أبو الفتح داود وهو مريض والسلطان بالديار المصرية والأقطار الحجازية والبلاد الشامية أبو سعيد جقمق والقضاة الشافعي حافظ العصر الشهاب ابن حجر العسقلاني والحنفي سعد الدين ابن الدبرص والمالكي البدر العيني ابن التنسي والحنبلي البدر البغدادي ولمحتسب البدر العيني والأمراء الاتابك بشبك السودوني المشد وأمير سلاح تمراز القرمشي الظاهري برقوق وأمير مجلس جربلش قاشق وأمير آخور كبير قراقجا الحسني ورأس نوبة النوب تمرباي التمربغاوي وحاجب الحجاب تنبك البردبكي الدوادار الكبير تغري بردي البكلمشي الموذي ورأس مقدمي الألوف الناصري محمد ابن السلطان ثم جماعة أخر وجميع أرباب الوظائف من المذكورين وغيرهم من أمراء الألوف وعدتهم اثنا عشر أميرا على النصف مما كان في سالف الأعصار وأما وظيفة خازندار فقد أبطلها الأشرف برسباي في سنة أحد ى وثلاثين عند ما أخرج إقطاع قرا مراد خجا الشعباني الظاهري برقوق ونفاه إلى القدس وهي الآن تتولاها الأجناد فلا حاجة نذكر من يليها والخازندار قانبك الاشرفي أحد العشرات وهو مريض وشاد الشربخاناة قاتباي الجركسي أحد أمراء الطبلخانات والوردكاش تغري برمش السيفي يشبك بن ازدمر ونائب القلعة ممجق النوروزي وامير آخور ثاني جرباش كرد ورأس نوبة ثاني يلخجا من مامش الناصري الساقي والحاجب الثاني سودون السودوني الظاهري برقوق والدوادار الثاني دولات باي المحمودي المؤيدي والزمام والخازندار الصفي جوهر القنقبائي ومقدم المماليك السلطانية عبد اللطيف المنجكي الرومي عرف بالعثماني ونائبه جوهر المنجكي والوالي قراجا العمري مباشرو الدولة كاتب السر الكمال ابن البارزي وناطر الجيش المحب ابن الأشقر والوزير كريم الدين ابن كاتب المناخ والاستادار قيز طوغان العلائي وناظر الخاص الجمالي يوسف ابن كاتب جكم ونائب كاتب السر الشف الأشقر وناظر الدولة الأمين إبراهيم ابن الهيصم وناظر ديوان المفرد الزيني يحيى الأشقر وناظر الإسطبلات التقي ابن نصر الله وكاتب المماليك فرج بن ماجد ابن النحال.
نواب البلاد فالشام جلبان السيفي اينال حطب عرف بأمير آخور وحلب قاتباي الحمزاوي وطرابلس برسباي الناصري الحاجب وحماة بردبك الجمكي النجمي الأعور وصفد قاتباي الأبو بكري الناصري عرف بالبهلوان وغزة طوخ الأبوبكري المؤيدي والكرك مازي الظاهري برقوق وملطية خليل بن شاهين الشيخي والقدس طوغان العثماني وحمص بيغوت من صفر خجا المؤيدي الأعرج.
المحرم أوله الأحد لم يقع فيه شيء من الحوادث وكذا صفر وفي أوله وفي النيل ستة عشر ذراعا ونزل الناصري محمد ربيع الأول ابن السلطان من القلعة حتى عدا النيل وخلق المقياس ثم عاد وفتح خليج السد ثم ركب وطلع القلعة فخلع عليه أبوه خلعة عظيمة على العادة وللصلاح الصفدي رحمه الله (البسيط)
قَالُوا عَلاَ نيلُ مصْرَ في زيَادَته ... حَتَّى لقَدْ بَلَغَ الأعْرَامَ حينَ طَمَا
فَقُلْتُ هذَا عَجِيَبْ في بِلادكُمُ ... مِنَ ابْنِ سِتَّةَ عَشْرَ يَبْلُعُ الْهرمَا
وفي يوم الخميس سلخه استقر العز عبد العزيز البغدادي في قضاء الحنابلة بدمشق عودما عن الزين عمر بن مفلح بحكم عزله ربيع الآخر لم يقع فيه شيء
حوادث الدهور في مدى الأيام و الشهور
المؤلف : ابن تغري بردي
مجلة نافذة ثقافية ـ البوابة