من طرف توتة السبت 17 يناير - 15:56
بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
سلاح المؤمن
في الدعاء والذكر
● [ الباب الثالث ] ●
في آداب الدعاء
هذه جملة من آداب الدعاء ذكرت ما يدل على كل واحدة منها عند ذكره
● فمنها تحري الأوقات الفاضلة والأحوال الصالحة والأماكن الشريفة
134 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )
مختصر رواه مسلم وأبو داود والنسائي
قمن بفتح الميم وكسرها ويقال قمين بزيادة ياء ومعناه جدير بذلك وخليق
135 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء )
رواه مسلم وأبو داود والنسائي بلفظ واحد
136 وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها
رواه مسلم والنسائي وسيأتي بطوله في الباب الرابع عشر إن شاء الله تعالى
137 وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا نادى المنادى فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدة فليتحين المنادي )
مختصر رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
138 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين شكا إليه تفلت القرآن من صدره ( إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وقد قال أخي يعقوب لبنيه عليهم السلام { سوف أستغفر لكم ربي } يوسف 98 يقول حتى تأتي ليلة الجمعة وذكر الحديث
رواه الترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وسيأتي بطوله في ترجمة ما يدعو به لحفظ القرآن العظيم من الباب العشرين إن شاء الله تعالى
● ومنها تقديم عمل صالح أمام الدعاء
139 عن علي رضي الله عنه قال كنت رجلا إذا سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني به فإذا حدثني رجل من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته وأنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم } إلى آخر الآية آل عمران 135
رواه الأربعة وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي واللفظ له حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة
140 وعن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال أو أدعك قال يا رسول الله إنه قد شق علي ذهاب بصري قال ( فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه إلى ربي بك أن يكشف لي عن بصري شفعه في وشفعني في نفسي ) فرجع وقد كشف الله عن بصره
رواه الترمذي والنسائي واللفظ له وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي
141 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا رضي الله عنه حين شكا إليه تفلت القرآن من صدره أن يصلي أربع ركعات وأن يحمد الله ويحسن الثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويحسن وعلى سائر النبيين ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم يدعو في آخر ذلك وقد تقدم هذا الحديث في الترجمة التي قبل هذه
142 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقعد فقال ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى الناس فليتوضأ ويحسن وضوء ثم ليصل ركعتين ثم يثني على الله سبحانه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل لا إله إلا الله ) وذكر الحديث وسيأتي بطوله في ترجمة افتتاح الدعاء وختمه بالثناء على الله تعالى من هذا الباب
143 وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة رضي الله عنهما قال لما أخذ الناس في الطعن على عثمان رضي الله عنه قام أبي من الليل ثم صلى ودعا فقال اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عبادك فما خرج ولا أصبح إلا بجنازته
رواهما الحاكم في المستدرك
● ومنها الوضوء عند الدعاء
144 عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس وبعثني مع أبي عامر فرمى أبو عامر في ركبته وذكر الحديث إلى أن قال فانزع السهم فنزعته فرأى منه ألما قال يا بن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له يستغفر الله لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقلت له قال قل له يستغفر لي فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه ثم قال ( اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس ) فقلت ولي فاستغفر فقال ( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
وقوله سرير مرمل ويقال مرمول هو المنسوج من السعف بالحبال
145 وعن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله لي أن يعافيني قال ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك ) قال فادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء وذكر الحديث وقد تقدم في الترجمة التي قبل هذه
● ومنها استقبال القبلة عند الدعاء
146 عن عباد بن تميم عن عمه رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم خرج يستسقي قال فحول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى لنا ركعتين جهر فيهما بالقراءة
رواه الجماعة
عمه هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني راوي حديث الوضوء وليس بعبد الله بن زيد بن عبد ربه راوي حديث الأذان وليس هو عمه في النسب وإنما هو زوج أمه فإن أم عمارة نسيبة بنت كعب تزوجها زيد بن عاصم فرزق منها عبد الله وحبيبا ثم خلف عليها غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار فرزق منها تميما وأبا حنة
147 وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش على شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة الحديث
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
148 وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم فيستهل فيقوم مستقبل القبلة قياما طويلا فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الوسطى كذلك فيأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة ويرفع يديه ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
رواه البخاري والنسائي
149 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل هي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هناك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفي إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له الله أمرك بهذا قال نعم قالت إذا لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم } حتى بلغ { يشكرون } إبراهيم 37 فذكر الحديث في قيامها على الصفا والمروة وفيه قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فلذلك سعى الناس بينهما ) ثم ذكر باقي الحديث بطوله انفرد به البخاري
المنطق بكسر الميم وفتح النون النطاق وهو أن تشد المرأة وسطها على ثوبها حزاما ثم ترسل الأعلى على الأسفل ( وتعفي أثرها ) هو بضم التاء وفتح العين المهملة وكسر الفاء المشددة أي تذهبه ( والدوحة ) بفتح الدال وسكون الواو وبالحاء المهملة الشجرة العظيمة ( وقفى ) بفتح القاف والفاء المشددة أي ولى قفاه منصرفا
150 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه الطويل في حجة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس ( اللهم اشهد اللهم اشهد ) ثلاث مرات وأن النبي صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده وذكر الحديث
رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه
( ينكتها إلى الناس ) بالمثناة من فوق وقيل بالموحدة أي يردها ويقلبها مشيرا إليهم ذكره في المطالع
و ( القصواء ) هي المقطوعة ربع الأذن وكل ما قطع من الأذن فهو جدع فإن زاد على الربع فهو عضب ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قصواء
قال الداودي سميت بذلك لأنها لا تكاد تسبق كان عندها أقصى الجري
151 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمئة وسبعة عشر فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه ( اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ) فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه فقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } الأنفال 9 فأمده الله بالملائكة
رواه مسلم والترمذي وقد اتفقا عليه من حديث ابن عباس
( مردفين ) بفتح الدال أي أردفهم الله تعالى بغيرهم وبالكسر أي رادفين بقال ردفته وأردفته إذا جئت بعده
152 وعن عبد الرحمن بن طارق عن أمه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاز مكانا من دار يعلى نسبة عبيد الله يعني ابن أبي يزيد استقبل البيت فدعا
رواه أبو داود والنسائي واللفظ لأبي داود وليس لأم عبد الرحمن في الكتب الستة سوى هذا الحديث وعدها ابن الجوزي فيمن لم يعرف اسمه
153 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عنده دوي كدوي النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال ( اللهم زدنا ولا تنقصنا ) وذكر الحديث
رواه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك
154 وعن عبد الله وهو ابن مسعود رضي الله عنه قال والله لكأني أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في قبر عبد الله ذي البجادين وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما يقول ( أدنيا مني أخاكما واحدة من قبل القبلة ) حتى أسنده في لحده ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم وولاهما العمل فلما فرغ من دفنه استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة رافعا يديه يقول ( اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه ) وكان ذلك ليلا فوالله لقد رأيتني ولوددت أني مكانه ولقد أسلمت قبله بخمس عشرة سنة
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح
سمي عبد الله بن عبد نهم المزني ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمه بجادا لها وهو كساء شقته باثنين فاتزر بواحد منهما وارتدى بالآخر
● ومنها بسط اليدين ورفعهما
155 عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له ابن الأبتية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا أهدي لي فقال ( هلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا والذي نفسه بيده لا يأخذ أحد منه شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ) ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه قائلا ( اللهم هل بلغت ثلاثا )
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
وقوله ابن الأبتية وجاء في بعض الطرق في الصحيحين والنسائي ابن اللبتية وقال شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله إنه الصواب قال وبنو لبت بضم اللام وسكون الباء بطن من العرب ( وعفرة إبطيه ) بضم العين المهملة بياضهما
156 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله عز وجل لنا أن يسقينا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما في السماء قزعة فثار سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأينا المطر يتحادر على لحيته قال فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ( اللهم حوالينا ولا علينا ) قال فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا انفرجت حتى صارت المدينة مثل الجوبة حتى سال الوادي وادي قناة شهرا قال فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود
رواه البخاري ومسلم والنسائي
القزع قطع السحاب والجوبة بفتح الجيم وبالباء الموحدة وهي الفرجة في السحاب وفي الجبال وادي قناة من أودية المدينة والجود بفتح الجيم المطر الغزير
157 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت فادع الله عليها فقيل هلكت دوس قال ( اللهم اهد دوسا وأت بهم ) متفق عليه
ورواه البخاري في كتاب رفع اليدين وأبو عوانة في مسنده الصحيح وابن حبان في صحيحه وزاد فيه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال
158 وعن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد ابن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل ويأسر ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده فقال ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) مرتين
رواه البخاري والنسائي
الصابئ الخارج من دين إلى غيره
159 وعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال بينما أنا أرمي بأسهم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انكسفت الشمس فنبذتهن وقلت لأنظرن إلى ما يحدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في انكساف الشمس اليوم فانتهيت إليه وهو رافع يديه يدعو ويكبر ويحمد ويهلل حتى جلي عن الشمس فقرأ الرسول صلى الله عليه وسلم سورتين وركع ركعتين
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
وليس لعبد الرحمن بن سمرة في الصحيحين سوى ثلاثة أحاديث أحدها هذا وحديث لا تحلفوا بالطواغيت انفرد به مسلم أيضا وحديث لا تسأل الإمارة متفق عليه
160 وعن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث الطويل في فتح مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو ما شاء الله أن يدعوه
رواه مسلم وأبو داود
161 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له
مختصر رواه مسلم والترمذي وسيأتي بطوله في ترجمة تجنب الحرام من هذا الباب إن شاء الله تعالى
162 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات وقال ( إن جبريل قال له إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم )
مختصر رواه البخاري في كتاب رفع اليدين ومسلم واللفظ له وابن ماجه والنسائي
163 وعن جابر رضي الله عنه أن الطفيل هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رجل من قومه فمرض فجزع فأخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك قال غفر لي بهجرتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لي أراك مغطيا يديك قال قيل لي لن تصلح منك ما أفسدت فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم وليديه فاغفر اللهم وليديه فاغفر )
انفرد به مسلم ورواه البخاري في كتاب رفع اليدين وابن حبان في صحيحه وذكر فيه رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه
البراجم العقد المتشنجة الجلد في ظهور الأصابع وقيل البراجم والرواجب جميعا مفاصل الأصابع كلها والمشقص بكسر الميم فصل السهم العريض الطويل وشخبت يداه بفتح الخاء والشين المعجمتين أي سال دمهما بقوة
164 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في قول إبراهيم عليه السلام { رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم } إبراهيم 36 وقال عيسى صلى الله عليه وسلم { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } المائدة 118 فرفع يديه وقال ( اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله تعالى يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله تعالى يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسؤك ) انفرد به مسلم
165 وعن المطلب وهو ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الصلاة مثنى مثنى أن تشهد في كل ركعتين وأن تيأس وتمسكن وتفتح بيديك وتقول اللهم اللهم فمن لم يفعل ذلك فهي خداج )
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي وابن ماجه وعنده المطلب بن أبي وداعة والصواب المطلب بن ربيعة قال ابن عساكر في الأشراف ويقال هو عبد المطلب بن ربيعة وقال ابن ماجه وهم يعني في المطلب بن أبي وداعة وكذا وهمه غيره وليس للمطلب في الكتب الستة سوى هذا الحديث وحديث أن العباس دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا
رواه الترمذي والنسائي
وروى الترمذي والنسائي حديث المطلب من حديث الفضل بن عباس
( وتقنع يديك ) بضم المثناة من فوق وسكون القاف وكسر النون وبالعين المهملة أي ترفعهما فسره أحد الرواة في طريق الترمذي وخداج أي ناقصة
166 وعن قيس بن سعد رضي الله عنهما قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال السلام عليكم ورحمة الله فرد سعد ردا خفيا فقلت ألا يأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذره ثم ذكر كلمة معناها يكثر علينا من السلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( السلام عليكم ورحمة الله ) فرد سعد ردا خفيا ثم قال رسول الله ( السلام عليكم ورحمة الله ) فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه سعد فقال يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام فانصرف فأمر له سعد بغسل فاغتسل ثم ناوله أو قال ناولوه ملحفة مصبوغة زعفران وورس فاشتمل بها ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول ( اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة ) ثم أصاب من الطعام
رواه أبو داود والنسائي واللفظ له
الورس نبت أصفر وقيل أحمر يصبغ به الثياب يزرع باليمن ولا يكون بغيرها نباته مثل السمسم فإذا جف ينتقض من خرائطه يزرع سنة فيقيم في الأرض عشر سنين ينبت ويثمر وأجوده حديثه
167 وعن عائشة رضي الله عنها قالت شكت الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى وذكر الحديث وفيه ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه
رواه أبو داود وقال هذا حديث غريب إسناده جيد ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وسيأتي بطوله في ترجمة الثناء من هذا الباب إن شاء الله تعالى
168 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعا )
رواه أبو داود واللفظ له والحاكم في المستدرك
169 وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة فلما كنا قريبا من عزوراء نزل ثم رفع يديه فدعا ساعة ثم خر ساجدا فمكث طويلا ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجدا
مختصر رواه أبو داود
عزوراء بفتح العين وسكون الزاي وفتح الواو وبالمد ثنية الجحفة عليها الطريق من المدينة إلى مكة ويقال فيها عزور
170 وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلم يتكلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي
171 وعن أم عطية رضي الله عنها قالت بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي قالت فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه فيقول ( اللهم لا تمتني حتى تريني عليا )
رواهما الترمذي وقال في كل منهما حسن غريب
أم عطية اسمها نسيبة بضم النون وفتح السين المهملة وبالياء آخر الحروف والباء الموحدة
172 وعن عمير مولى آبي اللحم رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو يستسقي رافعا يديه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه
رواه أبو داود واللفظ له ورواه الترمذي والنسائي من حديث عمير مولى آبي اللحم عن آبي اللحم وقال الترمذي كذا قال قتيبة في هذا الحديث عن آبي اللحم ولا يعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث الواحد و عمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وله صحبة ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه من حديث عمير مولى آبي اللحم ورواه البخاري في كتاب رفع اليدين من طريق آخر وصححه وانفرد مسلم بعمير هذا فروى له حديثين
آبي اللحم لقب بذلك لأنه كان يأبى أن يأكل لحما ذبح على النصب واختلف في اسمه فقيل عبد الله وقيل خلف وقيل الحويرث
173 وعن عائشة رضي الله عنها أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول ( إنما أنا بشر فلا تعاقبني أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه )
174 وعنها رضي الله عنها قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لفرد عثمان
الضبعان بفتح الضاد المعجمة وسكون الباء العضدان
175 وعن علي رضي الله عنه قال رأيت أم الوليد جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها فقال لها ( اذهبي إليه فقولي له كيت وكيت فذهبت ثم رجعت فقالت إنه عاد يضربني فقال لها اذهبي إليه فقولي له إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك فذهبت ثم عادت فقالت إنه يضربني فقال ( إذهبي فقولي له كيت وكيت ) قالت إنه يضربني فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال ( اللهم عليك بالوليد )
روى هذه الثلاثة الأحاديث البخاري في كتاب رفع اليدين وصححها
176 وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثنا عن شأن ساعة العسرة فقال عمر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر الصديق يا رسول الله إن الله سبحانه قد عودك في الدعاء خيرا فادع له فقال ( أتحب ذلك ) قال نعم فرفع يديه فلم يرجعهما حتى مالت السماء فأظلت ثم سكبت فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت العسكر
الفرث ما في الكرش
177 وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه فإذا أخطأ خطيئة فأحب أن يتوب إلى الله فليأت فليمد يديه إلى الله عز وجل ثم يقول اللهم إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبدا فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك )
رواهما الحاكم في المستدرك وقال في كل منهما صحيح على شرط الشيخين
178 وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه يدعو على منبره ولا على غيره كان يجعل إصبعيه بحذاء منكبيه ويدعو
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
179 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رفع الأيدي من الاستكانه التي قال الله عز وجل { فما استكانوا لربهم وما يتضرعون } المؤمنون 76
180 وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع أهل بيته ألقى عليهم كساءه ثم رفع يديه ثم قال ( اللهم هؤلاء أهلي )
رواهما الحاكم في المستدرك
وقد تقدم في الباب الأول حديث سلمان إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إلى السماء أن يردهما صفرا
وفي ترجمة الوضوء من هذا الباب حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه فقال ( اللهم اغفر لعبيد أبي عامر )
وفي استقبال القبلة من حديث ابن عمر في رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء عند رمي الجمار
وحديث ابن عباس في رفع إبراهيم عليه السلام يديه حين دعا بمكة
وحديث عمر في يوم بدر أن النبي صلى الله عليه وسلم مد يديه فجعل يهتف بربه
وحديثه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وقال ( اللهم زدنا ولا تنقصنا )
وحديث ابن مسعود في رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه حين دعا لذي البجادين
وقال الخطابي إن من الأدب أن تكون اليدان في حال رفعهما مكشوفتين غير مغطاتين
● ومنها التوبة والاعتراف بالذنب
قال الله تعالى في حكاية عن آدم عليه السلام وحواء رضي الله عنها { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } الأعراف 23
وقال تعالى { وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم } التوبة 102
وقال تعالى { وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } الأنبياء 87 88
وقال تعالى حكاية موسى عليه السلام { رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له } القصص 16
181 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ( إن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه ) وذكر الحديث بطوله
رواه الجماعة إلا الترمذي
الإفك الكذب
182 وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال ( قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
رواه الجماعة إلا أبا داود ولفظهم سواء
واسم أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان
183 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت ذنبا وربما قال أصبت ذنبا فاغفر لي فقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله أو ربما قال ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فاغفره لي فقال أعلم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء )
رواه البخاري ومسلم والنسائي
ومنها الإخلاص في دعائه
قال الله تعالى { فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } لقمان 32
● ومنها افتتاح الدعاء وختمه بالثناء على الله تعالى والصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى سائر الأنبياء
قال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام { ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب } إبراهيم 38 - 41
{ الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون } الشعراء 78 - 87
{ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم } الممتحنة 4 - 5
وقال تعالى حكاية عنه وعن إسماعيل عليهما الصلاة والسلام { ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم } البقرة 128 - 129
وقال تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام { وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين } الأعراف 89
وقال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام وأخيه { رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين } الأعراف 151 { أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك } الأعراف 155 - 156
وقال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام { رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين } يوسف 101
وقال تعالى حكاية عن سليمان عليه السلام { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب } ص 35
وقال تعالى حكاية عن زكريا عليه السلام { رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء } آل عمران 38 { رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين } الأنبياء 89
وقال تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام { اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين } المائدة 114
وقال تعالى إخبارا عن أهل الجنة { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } يونس 10
84 وعن أنس رضي الله عنه في حديث الشفاعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فأستأذن على ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا )
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
185 وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
186 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ )
رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه
187 وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في حديثه الطويل في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهز الأحزاب وحده ) ثم دعا بين ذلك فقال مثل ذلك ثلاث مرات
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأخرجه الترمذي مختصرا
188 وعن أبي موسى رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنننا وعلمنا صلاتنا فقال ( إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فتلك بتلك وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى يقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده ) وذكر الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي
قال الصاغاني في مجمع البحرين وقال ابن الأنباري في قولهم سمع الله لمن حمده أي أجاب الله دعاء من حمده فوضع السمع موضع الإجابة
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع ) أي لا يعتد به ولا يستجاب فكأنه غير مسموع
189 وعن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره ( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء )
رواه أبو داود واللفظ للترمذي وقال صحيح الإسناد والنسائي وزاد فيه فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ادع تجب وسل تعط ) وأخرج الترمذي هذه الزيادة من طريق آخر وحسنها ورواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولا نعرف له علة وله شاهد صحيح على شرطهما
190 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم )
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وهذا لفظ أبي داود
ولفظ النسائي وابن حبان كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع
ورواه النسائي عن الزهري مرسلا ولفظه كل كلام لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر وقال والمراسيل أولى بالصواب
الأجذم قيل هو المقطوع اليد وقيل هو بمعنى المجذوم والأبتر الذي لا عقب له
191 وعن عائشة رضي الله عنها قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما يخرجون فيه قالت عائشة رضي الله عنها فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد الله عز وجل ثم قال ( إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه وذكر الحديث بطوله
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود وقال هذا حديث غريب إسناده جيد وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
192 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أم سليم غدت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت علمني كلمات أقولهن في صلاتي فقال ( كبري الله عشرا وسبحي الله عشرا واحمديه عشرا ثم سلي ما شئت يقول نعم نعم )
رواه الترمذي والنسائي والحاكم في المستدرك وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
193 وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال ( قد استجيب لك فسل )
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن
194 وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقعد فقال ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثني على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعصمة من كل ذنب والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع ل ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضى إلا قضيتها يا أرحم الراحمين )
رواه الترمذي واللفظ له والحاكم في المستدرك
195 وعن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استووا حتى أثني على ربي ) فصاروا خلفه صفوفا قال ( اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ) وذكر بقية الدعاء وقال في آخره ( آمين )
رواه النسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه واللفظ للنسائي والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
الزرقي نسبة إلى بني زريق بطن من الأنصار من الخزرج
196 وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر ومن شاء الله من أصحابه فمررنا بعبد الله بن مسعود وهو يصلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا فقيل عبد الله بن مسعود فقال ( إن عبد الله يقرأ القرآن غضا كما أنزل ) فأثنى عبد الله على ربه وحمده فأحسن في حمده على ربه ثم سأل فأجمل في المسألة وسأله كأحسن مسألة سألها عبد ربه ثم قال اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين في جناتك جنات الخلد قال وكان صلى الله عليه وسلم يقول ( سل تعط سل تعط ) مرتين فانطلقت لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني وكان سباقا بالخير
رواه الحاكم في المستدرك وهذا لفظه ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث ابن مسعود مختصرا وقال الترمذي حسن صحيح
197 وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح دعاء إلا استفتحه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد
198 وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله ملكا موكلا بمن يقول يا أرحم الراحمين فمن قالها ثلاثا قال له الملك إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل )
199 وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول يا أرحم الراحمين فقال له الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( سل فقد نظر الله إليك )
رواهما الحاكم في المستدرك
200 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كربه أمر قال ( لا إله إلا الله الحليم العظيم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ) ثم يدعو
رواه أبو عوانة في مسنده الصحيح
وقد تقدم في ترجمة تقديم عمل صالح من هذا الباب من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا إذ شكا إليه تفلت القرآن من صدره أن يصلي أربع ركعات وأن يحمد الله ويحسن الثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويحسن وعلى سائر النبيين ويستغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم يدعو في آخر ذلك
وحكى الطرطوشي رحمه الله عن أبي سليمان الداراني رضي الله عنه أنه قال إذا سألت الله تعالى حاجة فابدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما
وقال النووي رحمه الله أجمع العلماء على استحباب ابتداء الدعاء بالحمد لله تعالى والثناء ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وكذا يختم الدعاء بهما