منتدى الف توتة و حدوتة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    [ المعلقات ] معلقة امرىء القيس ومعلقة زهير

    avatar
    توتة
    Admin


    عدد المساهمات : 2017
    تاريخ التسجيل : 13/02/2014

    [ المعلقات ] معلقة امرىء القيس ومعلقة زهير Empty [ المعلقات ] معلقة امرىء القيس ومعلقة زهير

    مُساهمة من طرف توتة الأحد 3 أكتوبر - 3:38

    [ المعلقات ] معلقة امرىء القيس ومعلقة زهير Gamah10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الأدبية
    جمهرة أشعار العرب
    [ المعلقات ] معلقة امرىء القيس ومعلقة زهير 1410
    ● [ المعلقات ] ●

    [ معلقة امرىء القيس ]
    الطويل
    قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكرَى حبيبٍ ومنزِلِ ... بِسِقطِ اللِّوى، بينَ الدَّخُولِ، فحَوْمَلِ
    فتُوضِحَ فالمِقْراةِ لم يَعفُ رَسْمُها ... لَما نَسجَتْها مِن جَنُوبٍ وشَمألِ
    رخاءً تَسُحُّ الرّيحُ في جَنَباتِها ... كَساها الصَّبا سَحْقَ المُلاءِ المُذَيّلِ
    تَرَى بَعَرَ الآرامِ في عَرصَاتِها ... وَقيعانِها، كأنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
    كأنّي غَداةَ البَينِ، يَومَ تَحَمَّلُوا ... لدَى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
    وُقُوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ ... يَقولونَ: لا تَهلِكْ أَسىً، وتجَمَّلِ
    فَدَعْ عَنكَ شَيئاً قَد مَضَى لسَبيلِهِ ... ولكِنْ على ما غالكَ اليَوْمَ أقبِلِ
    وقَفْتُ بها حتّى إذا ما تَرَدَّدَتْ ... عمايَةُ مَحزونٍ بشوقٍ مُوَكَّلٍ
    وإنّ شِفائي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَةٌ ... فهل عَنْدَ رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ
    كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبلَها، ... وَجارَتِها أُمِّ الرَّبابِ بِمَأْسَلِ
    إذا قامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُما، ... نَسيمَ الصَّبا جاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ
    فَفَاضَتْ دُموعُ العَينِ منِّي صَبابةً ... على النَّحْرِ حتَّى بَلَّ دَمعيَ مِحمَلي
    أَلا رُبَّ يَومٍ لي مِنَ البِيضِ صالحٍ، ... ولا سِيّما يومٍ بِدَارِةِ جُلْجُلِ
    وَيومَ عَقَرْتُ للعَذَارَى مَطِيَّتي، ... فَيا عَجَباً مِنْ رَحْلِها المتَحَمَّلِ
    ويا عَجَباً مِنْ حَلّها بَعدَ رَحْلِها! ... ويَا عَجَباً للجازِرِ المُتَبَذّلِ
    فظَلّ العَذَارَى يَرتَمِيْنَ بلَحْمِهَا ... وشَحْمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
    تُدارُ علينَا بالسّدِيفِ صِحافُها ... ويُؤتَى إلينا بالعَبيطِ المُثَمَّلِ
    ويَومَ دَخَلتُ الخِدْرَ، خِدْرَ عُنَيزَةٍ ... فقالتْ: لَكَ الوَيلاتُ إنَّكَ مُرْجِلي
    تَقولُ، وَقَدْ مالَ الغَبِيْطُ بنا مَعاً: ... عَقَرْتَ بَعيرِي، يا امَرأ القيسِ، فانْزِلِ
    فقُلتُ لها: سِيري وأَرْخي زِمامَهُ، ... ولا تُبعِديني مِنْ جَنَأكِ المُعَلَّلِ
    دَعي البَكرَ لا تَرثي لهُ من رِدافِنا، ... وهاتي أذِيقينَا جَنَاةَ القَرَنْفُلِ
    بِثَغرٍ كَمِثلِ الأُقحُوانِ مُنَوِّرٍ ... نَقيِّ الثّنايا أشنَبٍ غَير أثْعَلِ
    فمِثلِكِ حُبْلى قدْ طَرَقتُ ومُرْضِعٍ، ... فألهَيْتُها عنْ ذي تمائِمَ مُغْيَلِ
    إذا ما بكَى من خَلفِها انصَرَفَتْ لَهُ ... بِشِقِّ وَتَحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
    ويَوْماً على ظَهْرِ الكَثيبِ تَعَذَّرَتْ ... عَليّ، وآلَتْ حَلْفَةً لم تُحَلَّلِ
    أفاطِمَ، مَهْلاً، بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ، ... وإن كُنْتِ قد أَزْمَعتِ صَرْميَ فاجْملي
    أَغَرَّكِ منّي أنّ حُبَّكِ قاتلي، ... وأنَّكِ مَهما تأْمُري القَلبَ يَفعَلِ
    وأنّكِ قَسّمتِ الفُؤادَ، فنِصفُهُ ... قَتيلٌ، ونِصفٌ بالحَديدِ مُكَبَّلِ
    فإنْ تَكُ قَدْ سَاءَتْكَ منّي خَليقَةٌ، ... فَسُلِّي ثِيابي منْ ثيابِكِ تَنْسُلِ
    وما ذَرَفَتْ عَيناكِ إلاّ لتَضْرِبي ... بِسَهْمَيكِ في أَعْشَارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
    وبَيضَةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِباؤُها، ... تَمَتَّعْتُ مِن لَهوٍ بها، غَيرَ مُعجَلِ
    تَجاوَزْتُ أَحْرَاساً إلَيها ومَعشَراً ... عليَّ حِرَاصاً لو يُسِرُّونَ مَقتَلي
    إذا ما الثُّرَيّا في السَّماءِ تَعَرَّضَتْ ... تَعَرُّضَ أَثناءِ الوِشاحِ المُفصَّلِ
    فَجِئْتُ، وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثِيابَهَا ... لَدَ السِّترِ إلاّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ
    فَقالَتْ: يَمينََ اللَّهِ ما لَكَ حِيْلَةٌ ... وما إنْ أَرَى عَنكَ الغَوَايةَ تَنْجَلي
    خَرَجْتُ بها أَمشي تَجُرُّ وَرَاءَنا ... على أثَرَينا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
    فلَمَّا أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وانتَحَتْ ... بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عقَنقَلِ
    هَصَرْتُ بفَودَيْ رأْسِها فَتَمايَلَتْ ... عليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلخَلِ
    مُهَفهَفَةٌ بَيضاءُ، غَيرُ مُفَاضَةٍ ... تَرائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ
    كَبِكْرِ المُقاناةِ البَياضِ بِصُفْرَةٍ، ... غَذاها نَميرُ المَاءِ غَيرُ المُحَلَّلِ
    تَصُدّ وتُبدي عَنْ أَسِيْلٍ وَتَتّقي ... بناظِرَةٍ منْ وَحشِ وَجرَةَ مُطْفِلِ
    وَجِيْدٍ كَجِيْدِ الرِّيمِ ليسَ بِفاحِشٍ، ... إذا هيَ نَصَّتْهُ، ولا بمُعَطَّلِ
    وفَرْعٍ يَزينُ المَتنَ أَسْوَدَ فاحِمٍ ... أَثيثٍ كَقِنْوِ النّخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ
    غَدائِرُهُ مُسْتَشْزِراتٌ إلى العُلاَ ... تُضِلُّ المدارَى في مُثَنّىً ومُرْسَلِ
    وكَشْحٍ لَطيفٍ كالجَديْلِ مُخَصَّرٍ، ... وَسَاقٍ كأُنْبوبِ السَّقيِّ المُذَلَّلِ
    وتُضحي، فُتِيْتُ المِسكِ فوقَ فِراشِها ... نَؤُومُ الضُّحَى لم تَنتَطِقْ عن تَفَضُّلِ
    وتَعطُو برَخْصٍ غيرِ شَنَئْنٍ كأنَّهُ ... أَساريعُ ظَبيٍ أو مَسَاويكُ إسْحِلِ
    تُضيءُ الظّلامَ بالعِشاءِ كأَنَّها ... مَنارَةُ مُمْسَى رَاهبٍ مُتَبَتِّلِ
    إلى مِثلِها يَرنُو الحَليمُ صَبابَةً ... إذا ما اسبَكَرَّتْ بينَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ
    تَسَلَّتْ عَماياتُ الرِّجالِ عنِ الصِّبَا ... ولَيسَ فؤاديْ عنْ هَواها بمُنسَلِ
    ألا رُبَّ خَصْمٍ فيكِ أَلْوَى رَدَدْتُهُ ... نَصيحٍ على تَعذالِهِ غَيرِ مُؤتَلِ
    ولَيلٍ كَمَوجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدولَهُ ... عَليّ بأَنْواعِ الهُمُومِ ليَبتَلي
    فَقُلْتُ لَهُ لمّا تَمَطَّى بِجَوْزِهِ ... وَأَرْدَفَ أَعْجازاً ونَاءَ بكَلْكَلِ
    أَلا أَيُّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلِ ... بِصُبْحٍ، وما الإصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ
    فَيا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كَأَنَّ نُجُومَهُ ... بِكُلِّ مُغَارِ الفَتْلِ شُدّتْ بِيَذْبُلِ
    كأنّ الثُّرَيّا عُلّقَتْ في مَصابِها ... بأمراسِ كَتّانٍ إلى صُمّ جَنْدَلِ
    وقِرْبَةِ أَقْوامٍ جَعَلْتُ عِصامَها ... على كاهِلٍ مِنِّي ذَلُولٍ مرَحَّلِ
    وَوَادٍ كَجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطعْتُهُ ... بِهِ الذّئبُ يَعوي كالخَليعِ المُعَيَّلِ
    فَقُلْتُ لَهُ لمّا عَوَى: إنَّ شَأْنَنا ... قَليلُ الغنى إنْ كنتَ لَمّا تَمَوَّلِ
    كِلانا إذا ما نالَ شَيْئاً أَفَاتَهُ، ... وَمَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثي وَحَرْثَك يَهْزِلِ
    وقد أغتَدي والطّيرُ في وُكُناتِها ... بمُنجَردِ قَيْدِ الأوابِدِ هَيْكَلِ
    مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاًكَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
    كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حاذِ مَتْنِهِ ... كَمَا زَلَّتِ الصّفْوَاءُ بِالمُتَنَزِّلِ
    على العَقْبِ جَيَّاشٍ كأَنَّ اهْتِزامَهُ ... إذا جاشَ فيهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَلِ
    مِسَحٍّ إذا ما السَّابِحَاتُ على الوَنَى ... أَثَرْنَ غُبَاراً بالكَدِيدِ المُرَكَّلِ
    يُزِلُّ الغُلامَ الخِفَّ عَنْ صَهَواتِهِ، ... ويُلْوي بأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ
    دَريرٍ كَخُذْرُوفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ ... تَتابُعُ كَفَّيْهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ
    لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وَساقَا نَعَامَةٍ، ... وإرْخَاءُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تَتْفُلِ
    ضَليعٍ إذا استدبَرْتَهُ سَدَّ فَرجَهُ ... بِضَافٍ فُوَيقَ الأرضِ لَيسَ بِأَعْزَلِ
    كأنّ سَراتَهُ لدَى البَيتِ قَائماً ... مَداكُ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةُ حَنْظَلِ
    كأنّ دِماءَ الهادِيَاتِ بِنَحْرِهِ ... عُصارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْبٍ مُرَجَّلِ
    فَعَنَّ لَنَا سِرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَهُ ... عَذَارَى دَوَارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
    فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّلِ بَيْنَهُ ... بِجِيْدٍ مُعَمٍ في العَشِيرَةِ مُخَوَلِ
    فأَلْحَقَنَا بالهَادياتِ وَدُونَهُ ... جواحِرُها في صَرَّةٍ لَمْ تَزَيَّلِ
    فَعَادَى عِداءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ ... دِرَاكاً ولَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَلِ
    فظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ ما بَيْنَ مُنْضِجٍ ... صَفِيفَ شِواءٍ أَوْ قَديرٍ مُعَجَّلِ
    وَرُحْنا يَكاد الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُونَهُ ... متى ما تَرَقَّ العَيْنُ فِيهِ تَسَفَّلِ
    فَبَاتَ عَلَيْهِ سَرْجُهُ وَلِجَامُهُ ... وَبَاتَ بِعَيْنيَ قَائِماً غَيْرَ مُرْسَلِ
    أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ وَمِيْضَهُ ... كَلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبيٍ مُكَلَّلِ
    يُضِيءُ سَنَاهُ، أَوْ مَصَابيحُ رَاهبٍ ... أَهَانَ السَّليِطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّلِ
    قَعَدْتُ وأَصْحَابِي لَهُ بَيْنَ ضَارِجٍ ... وبَيْنَ العُذَيْبِ، بُعْدَ ما مُتَأَمَّلي
    على قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِهِ ... وأَيْسَرُهُ على السِّتَارِ فَيَذْبُلِ
    فَأَضْحَى يَسُحُّ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يَكُبُّ على الأَذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ
    وَمَرَّ على القَنَانِ مِنْ نَفَيَانِهِ ... فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِن كلّ مَوئِلِ
    وَتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَةٍوَلاَ أُطُماً إلاّ مَشِيْداً بِجَنْدَلِ
    كأَنَّ ثَبِيراً في عَرَانِينِ وَبْلِهِ ... كَبِيرُ أُنَاسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
    كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيمِرِ غُدْوَةً ... مِنَ السَّيلِ والغُثّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ
    وَأَلْقَى بِصَحْراءِ الغَبِيْطِ بَعَاعَهُ ... نُزُولَ اليَمَانيْ ذي العِيَابِ المُحَمَّلِ
    كَأنَّ مَكَاكِيَّ الجِواءِ غُدَيَّةً ... صُبِحْنَ سُلافاً مِن رَحيقٍ مُفَلْفَلِ
    كَأَنَّ السِّباعَ فيهِ غَرْقَى عَشِيَّةً ... بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُلِ

    [ معلقة زهير بن أبي سلمى ]
    الطويل
    أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لم تَكلّمِ ... بِحَوْمَانَةِ الدّرَاجِ فالمُتَثَلَّمِ
    دِيَارٌ لها بالرَّقْمَتَينِ كَأَنَّها ... مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ
    بِهَا العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلفَةً ... وَأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ
    وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشرينَ حِجَّةًفَلأْيَاً عَرَفْتُ الدّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
    أَثافيَّ سُفْعاً في مُعَرَّسِ مِرْجَلٍ ... وَنْؤياً كَجِذْمِ الحَوضِ لم يَتَثَلَّمِ
    فَلَمّا عَرَفْتُ الدّارَ قُلْتُ لِرَبْعِهَا:أَلاَ انْعِمْ صَبَاحاً أَيُّهَا الرَّبْعُ واسْلَمِ
    تَبَصَّرْ خَليلي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍتَحَمَّلْنَ بالعَلياءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثُمِ
    جَعَلْنَ القَنَانَ عَنْ يَمينٍ وحَزْنَهُ ... وَكَمْ بالقَنانِ مِنْ مُحِلٍ وَمُحْرِمِ
    عَلَوْنَ بِأَنْماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ ... وِرَادٍ حَواشِيهَا مُشاكِهَةِ الدّمِ
    ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ ثمّ جَزَعْنَهُ ... عَلى كلِّ قَينيٍ قَشيبٍ ومُفْأَمِ
    وَوَرّكْنَ في السّوبانِ يَعلُونَ مَتْنَهُ ... عَلَيهِنَّ دَلُّ النَّاعِمِ المُتَنَعّمِ
    بَكَرْنَ بُكُوراً واستَحَرْنَ بِسُحْرَةٍ ... فَهُنَّ وَوادي الرسِّ كاليَدِ للفَمِ
    وَفيهِنَّ مَلْهىً لِلَّطيفِ وَمَنظَرٌ ... أَنيْقٌ لِعَينْ النَّاظِرِ المُتَوَسِّمِ
    كَأَنَّ فُتَاتَ العِهْنِ في كلِّ مَنْزِلٍ ... نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ
    فَلَمّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُهُ ... وَضَعْنَ عِصيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
    تُذَكّرُني الأحلامَ لَيْلَى وَمَنْ تُطِفْ ... عَلَيْهِ خَيَالاَتُ الأحِبَّةِ يَحْلُمِ
    سَعَى سَاعِيَا غَيْظِ بْنِ مُرّةَ بَعْدَمَا ... تَبَزَّلَ ما بَيْنَ العَشِيرةِ بِالدَّمِ
    فَأَقْسَمْتُ بِالبيْتِ الذي طَافَ حَوْلَهُ ... رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وجُرْهُمِ
    يَميناً لَنِعْمَ السَّيدَانِ وُجِدْتُمَا ... عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحيْلٍ وَمُبْرَمِ
    تَدَارَكْتُما عَبْساً وذُبْيَانَ بَعْدَما ... تَفَانَوْا وَدَقّوا بَيْنَهم عِطرَ مَنْشَمِ
    وَقَد قُلتُما إنْ نُدرِكِ السّلمَ واسِعاً ... بِمَالٍ وَمَعْرُوْفٍ مِنَ الأمرِ نَسْلَمِ
    فَأَصْبَحْتُمَا مِنْها على خَيرِ مَوْطِنٍ ... بَعيدَيْنِ فيها مِنْ عُقُوقٍ وَمَأثَمِ
    عَظِيْمَينْ في عُليا مَعَدٍ هُدِيْتُمَا،وَمَنْ يَسْتَبحْ كَنزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُمِ
    وَأَصْبَحَ يُحْدَى فيهِمُ مِنْ تِلادِكُمْ ... مَغَانِمُ شَتَّى مِنْ إفالٍ مُزَنَّمِ
    تُعَفّى الكُلُومُ بالمئينَ وَأَصْبَحَتْ ... يُنَجِّمُها مَنْ لَيْسَ فيِهَا بمُجْرِمِ
    يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَوْمٍ غَرَامَةً ... وَلَمْ يُهَرْيِقوا بَيْنَهُمْ مِلءَ مِحْجَمِ
    أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلافَ عَنِّي رِسَالةًوَذُبْيَانَ: هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَمِ
    فَلاَ تَكْتُمُنَّ اللَّهَ ما في صُدُورِكُمْلِيَخْفَى وَمَهْمَا يُكْتَمِ اللَّهُ يَعْلَمِ
    يُؤخَّرْ فَيُوضَعْ في كِتابٍ فَيُدَّخَرْ ... لِيَوْمِ الحِسابِ أو يُعَجَّلْ فَيُنْقَمِ
    وَمَا الحَرْبُ إلاّ ما عَلِمْتُمْ وَذُقْتُمُ ... وَمَا هُوَ عَنْهَا بالحَديثِ المُرَجَّمِ
    متى تَبْعَثُوها تَبْعَثُوهَا ذَمِيْمَةً، ... وَتَضْرَ إذا ضَرّيْتُمُوها فَتَضْرَمِ
    فَتَعْركُكُمْ عَرْكَ الرِّحَى بِثِفَالِهاوَتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِمِ
    فَتُنْتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كَلُّهُمْكَأَحْمَرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعْ فَتَفْطِمِ
    فَتُغْلِلْ لَكُمْ ما لا تُغِلُّ لأهْلِهَا ... قُرىً بِالعِراقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَمِ
    لَحَيٍ حِلاَلٍ يَعْصِمُ النّاسَ أَمْرُهُمْ، ... إذا طَرَقَتْ إحدى اللّيالي بِمُعْظَمٍ
    كِرامٍ فَلا ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَهُ،وَلاَ الجارِمُ الجَاني عَلَيْهِمْ بِمُسْلَمِ
    رعَوا ما رَعَوا مِنْ ظِمئهِم ثُمَّ أَصْدَروا ... إلى كَلأٍ مُسْتَوبَلٍ مُتَوَخِّمِ
    لَعَمْري لَنِعْمَ الحيُّ جَرَّ عَلَيْهِمُ ... بما لا يُؤاتِيهِمْ حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ
    وكانَ طَوَى كَشحاً على مُسْتَكِنَّةٍ ... فَلاَ أَبْدَاهَا وَلَمْ يَتَجَمْجَمِ
    وَقَالَ: سَأَقضِي حَاجَتي ثُمَّ أَتَقَّي ... عَدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرائيَ مُلْجَمِ
    فَشَدَّ وَلَمْ يَنْظُرْ بُيُوتاً كَثِيرَةًلَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ
    لَدَى أَسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقَذَّفٍ ... لَهُ لِبَدٌ أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ
    جَرِيءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظُلْمِهِ ... سَريعاً وإلاّ يُبْدَ بالظُّلْمِ يَظْلِمِ
    لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُمْدَمَ ابنِ نَهَيْكٍ أَوْ قَتِيلِ المُثَلَّمِ
    ولا شَارَكَتْ في الحَربِ في دَمِ نَوْفلٍ ... ولا وَهَبٍ فيها ولا ابنِ المُخَزَّمِ
    فَكُلاً أَراهُمْ أَصْبَحُوا يَعْقِلوُنَهُ ... صَحَيحَاتِ مالٍ طَالِعاتٍ بِمَحْرِمِ
    تُسَاقُ إلى قومٍ لِقَوْمٍ غَرَامَةً ... عُلالَةَ أَلْفٍ بَعْدَ أَلْفٍ مُصَتَّمِ
    ومَنْ يَعصِ أَطْرَافَ الزِّجاجِ، فإنَّهُ ... يُطيعُ العَوَالي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
    وَمَنْ يُوفِ لا يُذْمَمُ وَمَنْ يُفْضِ قَلْبُهإلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
    وَمَنْ هابَ أَسبابَ المَنايا يَنَلْنَهُ، ... وَلَو رَامَ أَسْبَابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ
    وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ، فَيَبْخَلْ بِفَضلِهِعلى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
    وَمَنْ لا يَزَلْ يَسْتَرْحِلُ النّاسَ نَفْسَهُ،وَلاَ يُعْفِها يوماً من الذُّلّ يَنْدَمِ
    وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُوّاً صَدِيْقَهُوَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفْسَه لا يُكَرَّمِ
    وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاَحِهِيُهَدَّمْ وَمَنْ لاَ يَظلِمِ النّاسَ يُظْلَمِ
    وَمَنْ لَم يُصانِعْ في أُمُورٍ كَثيرَةٍ ... يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ وَيُوْطَأْ بِمَنْسِمِ
    وَمَنْ يَجْعَلِ المَعروفَ في غَيرِ أَهْلِهِيَكُنْ حَمْدُهُ ذَمَّاً عَليْهِ وَيَنْدَمِ
    وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امرِىءٍ مِنْ خَليْقَةٍوإنْ خَالَها تَخْفَى على النَّاسِ تُعلَمِ
    وكَائِنْ تَرَى مِنْ صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ ... زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ في التَّكَلُّمِ
    لِسانُ الفَتى نِصْفٌ وَنِصفٌ فُؤادُهُ ... فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صُورَةُ اللّحمِ والدّمِ
    وَإنَّ سَفاهَ الشَّيْخِ لا حِلْمَ بَعْدَهُ، ... وإنَّ الفَتى بَعْدَ السَّفاهَةِ يَحْلُمِ
    سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ ومَنْ يَعِشْ ... ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لكَ يَسْأَمِ
    وأَعْلَمُ مَا في اليَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ ... وَلَكِنَّني عَنْ عِلمِ ما في غَدٍ عَمِ
    رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشواءَ مَنْ تُصِبْتُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىءْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
    سأَلْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنَا فَعُدْتُمُوَمَنْ يُكْثِرِ التِّسْآلَ يَوماً سَيُحْرَمِ

    ● [ للمعلقات بقية ] ●

    [ المعلقات ] معلقة امرىء القيس ومعلقة زهير Fasel10

    كتاب : جمهرة أشعار العرب
    المؤلف : أبو زيد القرشي
    منتديات الرسالة الخاتمة - البوابة
    [ المعلقات ] معلقة امرىء القيس ومعلقة زهير E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر - 17:51