منتدى الف توتة و حدوتة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تكملة حكاية غانم وقوت القلوب

    avatar
    توتة
    Admin


    عدد المساهمات : 2017
    تاريخ التسجيل : 13/02/2014

    تكملة حكاية غانم وقوت القلوب Empty تكملة حكاية غانم وقوت القلوب

    مُساهمة من طرف توتة الأربعاء 8 أكتوبر - 19:26

    تكملة حكاية غانم وقوت القلوب Tota10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    حكايات توتة الملتوتة
    تكملة حكاية غانم وقوت القلوب
    تكملة حكاية غانم وقوت القلوب 1410

    بعد ما حفر العبيد الثلاثة حفرة مناسبة للصندوق بين أربعة قبور ، ثم حطوا الصندوق في الحفرة وردوا عليه التراب وخرجوا من التربة وردوا الباب وغابوا عن عين غانم بن أيوب . خلا لغانم المكان وعلم أنه وحده اشتغل سره بما في الصندوق، وقال في نفسه: يا ترى أي شيء في الصندوق ، فأخذ يحفر ويرفع التراب عن الصندوق ،وصبر حتى كشف الصندوق وخلصه ثم أخذ حجراً وضرب القفل فكسره وكشف الغطاء ونظر فرأى صبية نائمة وقد غابت عن وعيها ونفسها طالع ونازل وكانت ذات حسن وجمال وعليها حلي ومساغ من الذهب وقلائد من الجوهر ، فلما رآها غانم بن أيوب أخرجها من الصندوق وأرقدها على قفاها فلما استنشقت الأرياح ودخل الهواء في مناخرها عطست ثم شرقت وسعلت ، ثم فتحت عينيها وأدارت طرفها، وقالت بكلام فصيح: أين زهر البستان فلم يجاوبها أحد فالتفتت وقالت صبيحة شجرة الدرنور، الهدى نجمة الصبح أنت في شهر نزهة حلوة ظريفة تكلموا فلم يجبها أحد، فجالت بطرفها وقالت: ويلي ، من جاء بي من بين الستور والخدور ووضعني بين أربعة قبور ، هذا كله وغانم واقف على قدميه ينظر اليها . فقال لها: يا سيدتي لا خدور ولا قصور ولا قبور، ما هذا إلا عبدك غانم بن أيوب ساقه إليك علام الغيوب ، حتى ينجيك من هذه الكروب ، ويحصل لك غاية المطلوب ، ثم سكت ، فلما تحققت الأمر قالت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ، والتفتت إلى غانم وقد وضعت يديها على صدرها وقالت له بكلام عذب: أيها الشاب المبارك من جاء بي إلى هذا المكان ، فقال: ثلاثة عبيد أتوا وهم حاملون هذا الصندوق، ثم حكى لها ما جرى وكيف أمسى عليه المساء حتى كان سبب سلامتها ، وإلا كانت ماتت بغصتها ، ثم سألها عن حكايتها وخبرها فقالت له: أيها الشاب الحمد لله الذي رماني عند مثلك ، فقم الآن وخرج بالصندوق إلى البرية وقبل ان يشعشع النهار وتطلع الشمس بالأنوار ، فلما خرج غانم بالصندوق اسرعت هى وتخفت ، ثم نامت فى الصندوق وقالت له: أوصلني إلى بيتك، فإذا صرت في دارك أحكي لك حكايتي وأخبرك بقصتي ، فأغلق عليها الصندوق واكترى حمالآ ببغل فحمل الصندوق على عربته ، فلما وصل الى داره قال للحمال: اعنى حتى ادخل الصندوق داخل الدار ، فأعانه ثم اخذ اجرته وانصرف ، فأقبلت امه واخته تيألانه ما هذا الصندوق ، ففتح للصبية الصندوق فخرجت ثم قص عليهما ما حدث ، فقالوا للصبية: من انت ، وما حكايتك ، فقالت: انا قوت القلوب ابنة شيخ تجار بغداد ، وقد خرج ابى على رأس قافلة عظيمة للتجارة الى بلاد السند والهند ، وكانت بين ابى وبين احد التجار خصومة ، فإستغل خروج ابى على رأس القافلة وارسل بعض عبيده فإختطفونى ، ولم ادرى بنفسى حتى اخرجنى هذا الشاب من الصندوق ، فقال غانم: وما العمل ، فقالت: اريد ان ابقى عندكم حتى عودة ابى ، لأننى إذا رجعت الى قصر ابى قد يعودوا فيختطفونى مرة اخرى ، فإن من حراس قصر ابى جواسيس لهم ، فقالت لها ام غانم: على الرحب والسعة ، فأنت فى ضيافتى ، وظلت قوت القلوب فى ضيافة ام غانم اربعة اشهر حتى عاد ابوها ولم تعلم بعودته ، فلما عاد الى قصره اخبرتة زوجته ام قوت القلوب بخبر اختطافها ، فأسرع الى امير المؤمنين واخبره بالخبر ، فأمر امير المؤمنين بالبحث عنها ، فوصلت الأخبار بأنها احد التجار ويدعى غانم ابن ايوب قد حبسها فى بيته ، فأمر الخليفة قائد الجند بالهجوم على داره غانم بن أيوب وهدم الدار واحضاره مكبلآ وتخليص قوت القلوب من قبضته،  فأجابه قائد الجند بالسمع والطاعة واخذ جنوده من المماليك واسرع إلى دار غانم ، وكان غانم قد خرج في ذلك الوقت لقضاء بعض الحاجات ، ولما اقترب من الدار وجد المماليك بسيوف مجردة قد أحاطوا بالدار فأيقنت بالهلاك واصفر لونه وإضطرب ، ففضل ان يختفى ولا يدخل الى الدار ، ثم شاهد من مخبئه قوت القلوب وقد اخذها قائد الجند ، ولم يسمع لها قولآ ، ثم امر بهدم الدار ، وقد اخذ المماليك ام غانم واخته ، فخاف غانم وظن ان المماليك قد قبضت على امه واخته فهرب حتى يتدبر امره ، ولكن المماليك كانوا قد اخذاهما ليبعداهما عن الدار حتى لا يصيبهما ضرر من هدمها ثم تركوهما ورحلوا، فقالت قوت القلوب لآمير الجند: لما هدمتم الدار وقد احسن صاحبها لى وحمانى ، فقال لها: قد امرنى امير المؤمنين بالقبض على غانم بن أيوب وهدم داره.
    تحيرغانم بن أيوب في أمره وصار يبكي على نفسه وامه واخته وماله ويقول: هل هذا جزاء الإحسان ، حتى انفطر قلبه وسار ولم يزل سائراً إلى آخر النهار وقد ازداد به الجوع وأضر به المشي حتى وصل إلى بلد فدخل المسجد وجلس وأسند ظهره إلى حائط المسجد وارتمى وهو في غاية الجوع والتعب ثم غلبه النوم فى مكانه ، فأتى أهل تلك البلدة يصلون الصبح فوجدوه مطروحاً ضعيفاً من الجهد والجوع وعليه آثار النعمة لائحة فلما أقبلوا عليه وجدوه بردان جائعاً، فألبسوه ثوباً عتيقاً قد بليت أكمامه وقالوا له: من اين أنت يا غريب، وما سبب ضعفك ، ففتح عينيه ونظر إليهم وبكى ولم يرد عليهم جواباً، ثم إن بعضهم عرف شدة جوعه فذهب وجاء له بكرجة عسل ورغيفين فأكل وقعدوا عنده حتى طلعت الشمس، ثم انصرفوا لأشغالهم ولم يزل على هذه الحالة مقيمآ فى المسجد شهراً وقد تزايد عليه الضعف والمرض فتعطفوا عليه وتشاوروا مع بعضهم في أمره، ثم اتفقوا على أن يوصلوه إلى المارستان الذي ببغداد. فبينما هم كذلك وإذا بامرأتين سائلتين الناس الصدقة قد دخلتا المسجد وهما أمه وأخته، فلما رآهما أعطاهما الخبز الذي عند رأسه ولم يعرفهما ولم يعرفانه ، فلما كان ثاني يوم أتاه أهل القرية وأحضروا جملاً وقالوا لصاحبه: احمل هذا الضعيف فوق الجمل فإذا وصلت إلى بغداد فأنزله على باب المارستان لعله يتعافى فيحصل لك الأجر، فقال لهم: السمع والطاعة ثم إنهم أخرجوا غانم بن أيوب من المسجد وحملوه فوق الجمل وجاءت أمه وأخته يتفرجان عليه من جملة الناس ولم يعلما به ثم نظرتا إليه وتأملتاه وقالتا: إنه يشبه غانماً ابننا فيا ترى هل هو هذا الضعيف أو لا ، وأما غانم فإنه لم يفق إلا وهو محمول فوق الجمل، فصار يبكي وينوح وأهل القرية ينظرون وأمه وأخته تبكيان عليه ولم يعرفانه ثم سافرت أمه وأخته إلى أن وصلتا إلى بغداد وأما الجمال فإنه لم يزل سائراً به حتى أنزله على باب المارستان وأخذ جمله ورجع فمكث غانم راقداً هناك إلى الصباح. فلما درجت الناس في الطريق نظروا إليه واخذوا يتفرجون عليه حتى جاء شيخ السوق ومنع الناس عنه، ورق له قلبه فأمر صبيانه بحمله إلى بيته وفرشوا له فرشاً جديداً ، وقدموا له بعض الثياب فإغتسل ولبسها فتغير حاله.
    حزنت قوت القلوب لما حل بغانم ، وما ناله هو وأهل مقابل إحسانه اليها وحفظه لها وتخليصها وحفظ حياتها وإكرام امه واخته لها ، واحذت تبكى على غانم واهله ، واخذت تقول: من مثلك يا غانم وما أحسن اخلاقك ، وما أعف نفسك ، قد أحسنت لمن أساءك ، وحفظت حرمة من انتهك حرمتك ، وسترت عرض من شرد أهلك ، غدآ تقفون بين يدي حاكم عادل ويعلم السر واخفى ، ولا يظلم عنده احد ، فيحكم بينكم ، ولاتزال على ذلك حتى بلغ الخليفة كلامها ، فأرسل اليها فحضرت مع ابيها واخبرت الخليفة بما حدث ، فلما سمع الخليفة كلامها ، علم انه قد تسرع فى حكمه وظلم غانم واهله ، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اخذ يعنف امير الجند وامره ان يضع من اوصل اليه اخبار غانم فى السجن ، ويبحث عن غانم ليرفع عنه الظلم ويعوضه عما حدث له ، وليرشدهم على العبيد الذين فعلوا هذه الفعلة ، ليقيم بهم الحجة على التاجر الذى امرهم بخطف قوت القلوب ودفنها حية ، ثم قال لقوت القلوب: أحضره إن شاء الله مكرماً ، وافع عنه الظلم واعوضه ، فإطمئنى ، ثم انصرفت مع ابيها بعد ان شكرا للخليفة حرصه على اقامة العدل ، ولكنهما ما كادا يغادرا حتى ردهم حاجب الخليفة ، فلما عادا الى مجلس الخليفة ، قال امير الجند: نحن لم نرى غانم ولا نعلم اوصافه ، ونخاف ان نروع الغرباء ، فلولا وصفتيه لنا وصفآ دقيقآ ، فقالت: لو سمح لى امير المؤمنين بان ابحث عنه ومعى بعض عبيد ابى ، لكان اسهل واسرع ، فقال لها الخليفة: لك ذلك ، فدخل السرور على لما قوت القلوب وانصرفت مع ابيها,
    فأخذت قوت القلوب ومعها ثلاثة من عبيد ابيها تدور فى الأسواق وعلى وجهها ما يحجبه ، تسأل عن الغرباء لتصلهم بصدقاتها ، فأخذ الغرباء يقبلون اليها لأخذ الصدقات ، فيسأل الناس عنها ، فيقول عبيد ابيها للناس: هى اميرة قد فقدت اخيها وتبحث عنه ، فعلم بذلك شيخ السوق ، فقال لها: هل لك أن تذهبي إلى داري وتنظري إلى هذا الشاب الغريب الذى يقيم عندى لمرضه وغربته ، فقالت له: أرسل معي من يوصلني إلى دارك ، فقال لها: لا يوصلك لدارى غيرى ايها الأميرة ، فلما دخلت قوت القلوب الى دار شيخ السوق وقف العبيد بالخارج واستقبلتها زوجة شيخ السوق وقدمت لها واجب الضيافة ، فرفعت قوت القلوب حجاب وجهها ، فعرفتها زوجة شيخ السوق ، فأخبرت قوت القلوب زوجة شيخ السوق بالأمر ، فأخبرتها زوجة شيخ السوق ان الشاب الغريب بالدار الاخرى ،
    ثم ذهبت بها الى الدار الأخرى ، فلما دخلوا عليه قالت زوجة شيخ السوق: ارى انه ابن ناس وعليه أثر النعمة ، فالتفتت قوت القلوب اليه وهو راقد على فراشه وتأملته وقد تغير حاله وزاد نحوله ورق إلى أن صار كالخلال ، فلما نظرت اليه قوت القلوب تحيرت فى امره ما بين ان يكون هو ام لا ، وذلك لما به من ضعف ومرض ، فقالت: إن الغرباء مساكين وإن كانوا أمراء في بلادهم ، ثم انصرفت ، وقالت لشيخ السوق: سأحضر فى كل يوم لأصل الفقراء والغرباء بالصدقات فأعلم اهل السوق بذلك ، ثم انصرفت مع عبيدها ، فلما شاهد شيخ السوق امرأة وبنت لابستان ثياباً من الشعر وكل واحدة معلقة في رقبتها مخلاة وعيونهما باكية وقلوبهما حزينة، تسألا الناس الصدقة وتبحثا عن شاب غريب يدعى غانم ابن ايوب ، وكان شيخ السوق قد علم الأمر من زوجته ، فأرسل بهما مع بعض رجاله الى قصر شيخ التجار ، وقال لمن ارسلهما معه: ابلغ حارس القصر ان مولانك قوت القلوب قد طلبتهما ، فسمح لهما بالدخول ، فلعا دخلت فتنة وأمها على قوت القلوب عرفاها ولم تعرفهما ، فقالت لها امه: انت قوت القلوب التى مكثت عندنا شهور ، ثم احضر ابوها المماليك فهدموا البيت وخربوه وشردوا اهله ، جزاء الإحسان والمعروف ، ثم همت بالإنصراف فأسرعت اليها قوت القلوب وقبلت يديها واخذت تبكى وتقول: الحمد الله الذى جمعنى بكم ، لنبحث سويآ عن غانم ، فيعوضكم الخليفة عما حدث لكم من ضرر لم يقصده ، ثم امرت الجوارى ان يأخذوا ام غانم واخته الى الحمام ويلبسوهما من افخر الثياب ، فلما اقبلتا كانتا كأميرتين ، فأخذت تقص عليهما قوت القلوب ما حدث من سوء غير مقصود ، وانما تم بقضاء الله وقدره ، فخفف ذلك عنهما ، وفى صباح اليوم التالى ذهبت قوت القلوب ومعها ام غانم واخته ليشاهدان الشاب الذى فى دار شيخ السوق ، لكى تحسم امره ، فلما شاهدت ام غانم الشاب كشفت عن كتفه فعرفته بعلامة جرح قد اصابه فى الصغر فصرخت وقالت: ابنى غانم واحتضنته ، فحمل العبيد غانم ووضعوه على محمل ثم تم نقله الى قصر شيخ التجار ، فأسرع شيخ التجار وابلغ الخليفة بالعثور على غانم وانه مريض ، فأرسل له الخليفة طبيبه ليعالجه ويهتم به ، وسرعان ما تماثل غانم للشفاء ورد اليه الله تعالى صحته ، فطلب غانم ان يغادر قصر شيخ التجار ، فقال له شيخ التجار: انتظر فقد امر الخليفة بإعادة بناء دارك وتجهيزها بأفخر الأثاث والرياش ، وامر برد تجارتك لك وقماشك وتفاصيلك كأفضل مما كانت ، فإستأذن غانم للدخول على الخليفة فأذن له ،  فلما حضر بين يديه نظر إلى الوزراء والأمراء والحجاب والنواب وأرباب الدولة وأصحاب الصولة وكان غانم فصيح اللسان ثابت الجنان رقيق العبارة أنيق الإشارة فأطرق برأسه إلى الأرض، ثم نظر إلى الخليفة وأنشد
    يا درة الـدهر رشــــــيد زمـانـه ● متتابع الحـسنات والإحـسان
    تضع الملوك على ثـرى أعتابه ● عند السلام جواهر التـيجان
    ثم قدم غانم للخليفة بالغ الشكر والعرفان على ما عوضه به وعلى ما حباه به من رعاية ، فخلع عليه الخليفة من الخلع الشرفية ما رفع من قدره ومكانته ، فتقدم غانم الى شيخ التجار ليتزوج من ابنته قوت القلوب ، فوافق شيخ التجار وطلب فتنة لأبنه عدنان ، فأقيمت الأحتفالات فى شتى بغداد ، ومدت موائد الطعام الحلوى ثلاثة ايام قبل يوم الزفاف ، يقبل عليها القاصى والدانى ، ولا يمنع منها احد من الناس ، وفى يوم الزفاف اقبل الأعيان ورجال الدولة وقاضى القضاة ، وحضر امير المؤمنين الإحتفال فزاده تشريفآ ، واصبح من الأحداث التى يؤرخ لها فى بغداد.

    تكملة حكاية غانم وقوت القلوب Fasel10

    الحكايات مقتبسة من الف ليلة وليلة
    إعداد مدير منتدى توتة وحدوتة
    منتدى توته وحدوتة - البوابة
    تكملة حكاية غانم وقوت القلوب E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل - 9:48