بّسم الله الرّحمن الرّحيم موسوعة تفسير الأحلام تأويل الاشارات في علم العبارات تأويل رؤيا المدن والقرى والحصون والأبراج والحصار والمدافع والمنجنيق ● [ أولآ تأويل رؤيا ] ● المدن والأقطار والأمصار
قال الكرماني من رأى أنه في مكة فإنه دليل على حصول الأفراح والعز ونصرة الدين. ومن رأى أنه في مدينة الرسول عليه السلام فإنه يدل على المصاحبة مع التجار وحصول الخيرات والمنافع منهم في الدين والدنيا. ومن رأى أنه في مدينة الطائف فإنه يدل على كثرة الأسفار. ومن رأى أنه في مدينة البصرة فإنه يدل على حصول العلم والتفقه في الدين. ومن رأى أنه في مدينة واسط فإنه يدل على الوقار والديانة والتقوى. ومن رأى أنه في مدينة الكوفة فإنه يدل على حصول المنافع والمعيشة من الأهل والأقارب. ومن رأى أنه في مدينة بغداد فإنه يدل على حصول خير ومنافع من أرباب التجارة والأغنياء. ومن رأى أنه في مدينة حلوان فإنه يدل على حصول الفوائد وحسن المعيشة. ومن رأى أنه في مدينة اصفهان فإنه يدل على مصاحبة الأكابر. ومن رأى أنه في مدينة كرمان فإنه يدل على حصول نقص في ماله بسبب عياله. ومن رأى أنه في مدينة دمشق فإنه يدل على سعة الأرزاق. ومن راى أنه في مدينة الموصل فإنه يدل على قضاء الحوائج وحصول المقاصد. ومن رأى أنه في مدينة حلب فإنه يدل على حصول المنافع من ملك أو من رجل جليل القدر. ومن رأى أنه في مدينة انطاكية فإنه يدل على حصول فائدة ومنفعة. ومن رأى أنه في بيت المقدس فإنه يدل على التقوى والديانة والأمانة وحصول المراد والنجاح. ومن رأى أنه في مدينة عكة فإنه يدل على حصول المنافع من جهة السفر. ومن رأى أنه في الجزيرة فإنه يدل على التغير في أمور الدنيا. ومن رأى أنه في مدينة طرسوس فإنه يدل على ضعف الأشغال والخلل في المهمات. وقال الشيخ عبد القادر الأشموني أولت رؤيا المدن وأوضحت ما استحضرته واعتمدت في ذلك على ابن سيرين والكرماني وغيرهما وألحقتهما بما أولته بتوفيق الله مما لم يأتيا بذكره، فرؤيا مكة صلاح ودين وتوبة وأمن وربح. ورؤية المدينة الشريفة حصول اجتماع بالأحباب وبلوغ أمل والتشفع بساكنها عليه أفضل الصلاة والسلام يوم القيامة. ورؤيا القدس تطهير من ذنوب وحصول توبة وأمان وسلامة. ورؤيا مصر عز ونصر وأمن مع حصول رزق. ورؤيا قوص ربح من متجر وفائدة من وجوه الحل. ورؤيا أسيوط نتاج زرع وانفراد عن الأعداء. ورؤيا الفيوم نتاج في انشاء الغيطان وخصب ورزق، ورؤيا ربوة نتاج وحصول رزق من جهات متعددة. ورؤيا دمنهور اختلاط بأقوام فاسدي الدين. ورؤيا ثغر الاسكندرية حصول متجر وفائدة وبلوغ مقاصد وتسهيل أمور. ورؤيا رشيد رشد وصلاح حال فتعبيرها مشتق من اسمها. ورؤيا فوة راحة بدن وصحة جسم. ورؤيا دمياط جهاد واغنام أجر ومكسب. ورؤيا بلبيس حسن، وقيل غيره. ورؤيا المحلة أمن وصحة، ورؤيا المنصورة نصر ونجاح. ورؤيا الصالحية صلاح في الأمور. ورؤيا قطيا على وجهين لأهل الفلاح تسهيل أمر، ولأهل الفساد تعويق وعسر. ورؤيا غزة خصب وراحة وأمن ونعمة. ورؤيا الرملة فائدة ومكسب. ورؤيا الكرك رفعة وتحصين من الأعداء وأمن. ورؤيا صفد على وجهين لأهل الصلاح صفاء لأنها في الأصل سميت صفت بالفاء، ولأهل الفساد بالقيد والتصفيد لقوله تعالى (مقرنين في الأصفاد). ورؤيا الشام خير وبركة وطيب عيش ورحمة وأمن ووقار وفائدة. ورؤيا عجلون من العجلة فيا ليت الرائي يتوب عن ذلك. ورؤيا الصلت تسليط على الأعداء. ورؤيا حسبان انعام من الملك يقتضي الحساب. ورؤيا عكا ليس بمحمود وقلة فائدة. ورؤيا بعلبك في غاية الحسن والجمال والخصب والنعمة والبركة. ورؤيا حمص تنزه وفرج من الغموم. ورؤيا صيد تؤول من اسمها. ورؤيا بيروت غزاة ونعمة ومتجر. ورؤيا حماه انخماد الأمر والخصب والبركة ومسرة الخاطر والسلامة. ورؤيا حلب حصول عز وجلب الارزاق والصحة والكسب حلال والوجاهة والنعمة ونيل المطلوب والسعي في أمور المملكة. ورؤيا عنتاب حصول خير بسؤال الأكابر والترامي عليهم. ورؤيا مدينة قلعة المسلمين خصب ونعمة ونجاح أمر. ورؤيا البهنساء بهاء. ورؤيا ملطية قلة هم وغم، وربما كانت أمنا وسلامة أو قلة معاش. ورؤيا كحنا ليس بمحمود، وربما دلت على التحصن أيضا. ورؤيا كركر نظير ذلك أو أزيد، وربما كانت نفاقا. ورؤيا درندة أمن وحصول مطلوب يسر مع حصول مشقة. ورؤيا بركي أمن وعز، وللتجار قلة فائدة. ورؤيا خرت برت ليس بمحمود لأنها أطراف البلاد وبها أطراف الناس. ورؤيا قيسرية حصول رزق من قبل السلطان، وربما كان تنافرا وتشاجرا. ورؤيا بلستين حصول فرج وخروج إلى الفلاة ونجاح أمور. ورؤيا طرسوس ليس بمحمود. ورؤيا سليس حسن مع الرعية. ورؤيا آمد طول أمد وحسن عاقبة. ورؤيا عمورية حب العمارة وشروع في عمل. ورؤيا قسطنطينية ضعف دين وحصول رزق حرام. ورؤيا بروسا أمن وسلامة وعز، ورؤيا أمور غريبة ومرتبة من سلطان. ورؤيا سناب تعلق بأمور صعبة ونيل مطلوب منها. ورؤيا قسطمون راحة وأمن وبلوغ مقصد. ورؤيا آق شهر حصول بياض وجه فيما يكون بسببه وأمن ورزق. ورؤيا الرها علو قدر وتفرج هم وسياحة. ورؤيا الرحبة من الرحب والأمان. ورؤيا جعبر ظفر وأمن وعزلة عن المناجيس. ورؤيا اخلاط تحير أمور وتخليط الأعمال، وربما كان أمنا. ورؤيا أرض الروم انقباض خاطر وحصول غم وفكر. ورؤيا درنيد تعسير أمور وتفريق شغل وصعوبة حال. ورؤيا تفليس نقص في الرزق والفوائد، وربما كان إفلاسا لاشتقاق الاسم. ورؤيا النجه حصول نعم ورياسة وزيادة رزق. ورؤيا خوي خسارة وتعطيل وفساد أشغال. ورؤيا مراغة تسهيل أمور وراحة. ورؤيا توزير خلاص من مرض وصداع لأنها تذكر عند غالب الناس تبريز وهو مشتق من الري. ورؤيا نقشوان انتظام أشغال واستقامة حال. ورؤيا زنكان كثرة فكر وهم ووسواس. ورؤيا همدان حصول جاه ومنصب ومنفعة. ورؤيا قزوين مصاحبة أكابر ونيل مطلوب، وربما كان بهرجة. ورؤيا الري نعمة وغنى لاشتقاق الاسم. ورؤيا دهستان كثرة أفكار وتردد خاطر واختلاف آراء. ورؤيا آمل وفور سرور وكثرة أفراح وبلوغ آمال. ورؤيا بستان فرح وظفر بالأعداء وعز. ورؤيا ساوة نقص في المال وخسارة معيشة وقلة نجاح. ورؤيا سابور تعطيل أشغال وعدم وصول إلى مطلوب. ورؤيا مرو ليس بمحمود. ورؤيا طوس حصول خير ومنفعة. ورؤيا سرخس هم وغم وخسارة. ورؤيا نسا حصول منافع وفوائد من جهة نسوان. ورؤيا ياورة فرح وانشراح ومشاهدة الوجوه الصباح. ورؤيا بلخ ظفر على الأعداء واستماع الاخبار المسرة ورؤيا هراة نقص في الأشغال المتعلقة بالمتجر وتسهيل الأمر في غيره. ورؤيا سمرقند شهرة بين الناس بارتفاع النصب وعلو القدر. ورؤيا عزية حصول فوائد من الأكابر وتحصيل علم. ورؤيا سعد صحة وسلامة وأمن وراحة. ورؤيا حاج حصول ما يتمنى وبلوغ ما يؤمله. ورؤيا فرغان قوة ونصرة وظفر وسعة. ورؤيا حاجا بلوغ أمل وشغل وعمل. ورؤيا فاس اشتغال بال ووقوف حال ونفاد مال. ورؤيا طرارا امتحان بصحبة الجاهلين الذين لا يفهمون ما يقال ولا يفهم قولهم. ورؤيا بلاد ساغور خسارة وهم وحزن وندامة. ورؤيا ماردين خير ونعمة وبركة. ورؤيا حصن كيفا علو قدر وبلوغ أمل. قال ابن سيرين رؤيا المدن جميعا على أي وجه كان محمودا. فمن رأى أنه في مدينة مجهولة لم يعرفها فإن ذلك علامة الصالحين، وربما نال ما يسأله لقوله تعالى (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) يعني أي مصر كان، وربما كانت المدينة المجهولة دار الآخرة فإن عرفت وقد كان دخلها في اليقظة فلا بد من إعادته إليها، وربما كان آمنا من خوف لقوله تعالى (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين). ومن رأى أنه يخرج من مدينة فإنه يخاف عليه لقوله تعالى (فخرج منها خائفا يترقب). ومن رأى أنه ينتقل من مدينة إلى قرية فإنه ينتقل من أمن إلى خوف ومن نعيم إلى شقاء. ومن رأى أنه يخرج من مدينة فإنه يخاف. ومن رأى أن مدينة خربت فإن ملكها يجور عليها. وقال بعض المعبرين أحب دخولي المدائن وأكره الخروج منها لأني جربت ذلك مرارا. وقيل من رأى أنه دخل مدينة ولها سور فهو أجود من التي بغير سور، وربما دلت رؤيا المدينة التي لها سور على حاكم متمكن يمنع العدو من أرضه والتي بغير سور بضد ذلك.
فصل في رؤيا القرى قال الكرماني من رأى أنه في قرية فإن ذلك مكروه في الدين لقوله تعالى (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة). ومن رأى أنه انتقل من قرية إلى مدينة فإنه صلاح في الدين ونجاح في الأمور وأمان من خوف وتجديد نعيم. ومن رأى أنه خرج من قرية فإنه جيد لقوله تعالى (ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها). ومن رأى أن قرية خربت أو أخذها السيل فإن ملك ذلك المكان يجور عليها. ومن رأى أنه دخل قرية فإنه يصل غليه رزق، وإن كانت قرى كثيرة فإن الرزق أوسع. ومن رأى قرية قد أخذت دوابها أو قطعت أشجارها أو رعى زرعها فإن ذلك يدل على فقر أهلها وتعطيل أمورهم، ورؤى تحضير القرى خصب وبركة وكذلك سقيها وريها. ومن رأى أنه يشغل شيئا من القرى فهو حصول رزق ومنفعة. ومن رأى أنه يمسح القرى فإنه يباشر أمرا وينتج له. ومن رأى أن قرية كبرت عن مقدارها فذلك عائد على صاحبها. وقال بعض المعبرين رؤيا القرية يعبر باشتقاق اسمها ان كان حسنا وإلا فهو كما ذكر. فصل في الحصون والقلاع فمن رأى أنه يعمر قرية فإنه يدل على صلاح دينه وأيضا يدل على انحصار أعدائه في المضيق، ومن رأى أنه يخرب قلعة فبخلاف ذلك. وقال الكرماني عمارة القلاع بالحصن في الرؤيا من عمل أهل النار، وأما إذا رأى أنه يبني باللبن والطين فإنه من عمل أهل الجنة. ومن رأى أنه مقيم في القلعة مستحكم في اقامته فإنه يدل على ثبات دينه وصلاح عقيدته وخلوص نيته في الديانة. ومن رأى أنه خرج منها على أي وجه كان ولم يعد إليها فإنه يخرج عن دينه بالكلية، وربما دل على انتقام الأعداء منه. ومن رأى أنه معلق بظاهرها أو باطنها فإنه يكون صاحب دين مجازي لا حقيقي. وقال جابر المغربي من رأى أنه في قلعة وعنده ذخيرة وافرة فإنه دليل على صلاح دينه، وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده. وقال الكرماني من رأى أنه في حصن من الحصون فإنه يرزق نسكا في دينه وصلاحا في أمره بقدر استمكانه من ذلك. ومن رأى أنه متعلق بالحصن من خارجه أو من داخله أو بزاويته فإنه يكون في دينه ومعيشته بقدر الاستمكان والاستطاعة من ذلك. ومن رأى أنه أحدث بحصن شيئا ينقصه فإنه نقص في دينه. ومن رأى أنه في حصن وقد طلع عليه أعداؤه منه فإنه لا يأمن من مصيبة. ومن رأى أن بالحصن ثلمة وهو يسدها فإنه يسعى في صلاح دينه وسداد ما فرط منه واستدراك ذلك بالتوبة والعمل الصالح. ومن رأى أنه ينقب حصنا فإنه يخوض في عرض أناس ذوي دين ووجاهة فليتق الله. وقال بعض المعبرين من رأى أن نفسه في قلعة وهي محسنة وجماعته عنده وزاده فإنه أمان من أعدائه وظفر بمطلوبه وصلاح في دينه ونفاذ في أمره، وعلى كل حال رؤيا الإنسان نفسه في قلعة على أي وجه كان فإنه محمود ما لم يكن فيه ما هو مذموم في علم التعبير. وقال أبو سعيد الواعظ الحصن هو الإسلام، فمن رأى أنه بنى حصنا فإنه أحصن فرجه من الحرام ونفسه من الذل وماله من الرياء. فصل في رؤيا الأبراج والأسوار قال الكرماني من رأى أنه في برج لا يأمن مما يطلبه، وإن كان مريضا مات لقوله تعالى (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة). ومن رأى أنه على حائط برج فإنه ظفر وبلوغ مقصد. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يعمر برجا فإنه فعل محمود. اما رؤيا الأسوار فهو على أوجه سلطان وملك يقوم مقامه وحاكم وشرائع الإسلام. فمن رأى سور مدينة أو سور قلعة هدم فإنه يدل على موت سلطان تلك المدينة. وإن رأى أنه انثلم منه ثلمة فإنه يدل على موت الوالي. ومن رأى أنه عمر سورا جديدا فإنه يتجدد في ذلك المكان سلطان جديد ويقيم فيه. ومن رأى أنه عمر بعض السور فإنه يدل على تجدد وال في ذلك المكان. وقال الكرماني السور وما هو قريب إلى سور المدينة من الجانب الأيمن يدل على السلطان ومن الجانب الأيسر يدل على الوالي، وما هو بعيد عن سور المدينة فتأويله الأمن وطيب العيش. وما هو خلف المدينة فإنه امرأة وكل شيء يتعلق بالسور من القريب والبعيد والدون والجيد والزائد والناقص فإن رؤياه من الخير والشر على هؤلاء المذكورين، وأما الشراريف والمساقط فلهما تعبير بمفردهما. فالشراريف رجال ذلك المكان. والمساقط نسوة فمهما حدث في ذلك المكان من زين أو شين فيؤول في ذلك. فصل في رؤيا الحصار والمحاصرة من رأى أنه دخل حصارا فإنه يأمن من شر الأعادي. وإن رأى أنه خرج من حصار فإن الأعادي تظفر به. وقال جابر المغربي إن كان في الحصار ذخيرة زائدة فإنه دليل الخير والصلاح في دينه، وإن كان بخلاف ذلك فبضده. وقيل من رأى أنه يحاصر قوما ورمى عليهم بأنواع آلات القتال فإنه ينازع مع قوم ويرميهم بالكلام فإن أصاب ما رمى به شيئا أثر كلامه، وإن لم يصب لم يؤثر وكذلك ان رأى أنه يرمي عليهم من أعلى شيء مما ذكر. وقيل من رأى أنه في حصار فإنه انحصار. ومن رأى أنه خرج من الحصار ولم يجد من يشوش عليه فإنه محمود، وإن وجد مع ذلك فرجة وراحة فإنه ليس بمحمود. ومن رأى أنه افتقر إلى شيء من الآلات ولم يجدها فإنه نقص في قدرته، وإن وجدها فإنه تمام أمره سواء كان محاصرا أو محاصرا. فصل في رؤيا المنجنيق والمدفع والمكحلة ونحوها مما يرمى به في الحصار والمحاصرة من رأى منجنيقا يرمى به على قلعة أو مدينة منسوبة إلى الإسلام فإن الرائي يحصل منه كلام يكون فيه نقص للاسلام، وربما كان فيه ضرر لأهل ذلك المكان فليتق الله، وإن كان يرمي به على مدينة الكفار أو قلعتهم فإنه دليل على أن الرامي قائما في دين الله مبغضا لما سواه. ومن رأى أن المنجنيق حصل به خلل فإنه غلبة للرامي وظفر لأهل ذلك المكان وأما حجر المنجنيق فإنه يؤول بالكلمة العظمى. فمن رأى أنه أصابه حجر من ذلك فإنه لا خير فيه فإن أزعج فيه شيئا أو كسره فهو حصول مضرة بالغة نعوذ بالله من ذلك، وقيل حجر المنجنيق كلمة الملك. وقيل من رأى حجارة المنجنيق تنزل على مكان فإن هدمت أو خربت كان الضرر بقدر الهدم والخراب وإلا فيكون ناقصا من ذلك، وأما الضرر فهو موجود. ومن رأى أنه يصنع منجنيقا فإنه يضمر مكرا ومكيدة. ومن رأى أنه يخرب منجنيقا فإنه يسعى في بطلان ما يكون له ولغيره أو يخدع. ومن رأى أنه ينحت حجر المنجنيق فإنه يحمل ملكا على أمر حتى يتكلم بكلمة يكون فيها ضرر وأذى. ومن رأى أنه يكسر حجر المنجنيق فإنه يكسر كلام الملك، وقيل رؤيا المنجنيق تؤول بقدوم العسكر فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيه. وأما رؤيا المدفع فهم وخصم وغالب وحجره كلمة ذلك الخصم، وقيل انه يعبر بنوع من المنجنيق، وربما كان المدفع أقوى من المنجنيق، وقيل المنجنيق هو ما يقوم مقام الملك والمدفع الكبير الجديد هو الملك بعينه، فيعتبر المعبر المعاني في ذلك ويؤول ما ظهر له بتوفيق الله تعالى. وأما المكاحل فهم دون ذلك وتعبر بقريب من هذا المعنى على القدر والهيئة، وأما النفوط والأسهم الخطائي والطيارات ونحو ذلك فكلام محرق مضر. فمن رأى أنه أصاب أحداً بشيء من ذلك يصيبه بكلام يحرقه. ومن رأى أن شيئا من ذلك أصاب مكانا ولم يصبه فليس يؤثر فيه ولكن يجري بسببه وكل ما يرمي به الإنسان من جميع الأنواع فهو كلام فما كان منه صائبا كان للكلام تأثير، وإن آلمه كان أبلغ، وإن لم يصب فليس لذلك الكلام تأثير والله أعلم بالصواب.
مُختصر كتاب الاشارات في علم العبارات تأليف خليل بن شاهين الظاهري منتدى قوت القلوب . البوابة