منتدى الف توتة و حدوتة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    صفحة رقم [ 36 ] من كتاب الأصول في النحو

    avatar
    توتة
    Admin


    عدد المساهمات : 2017
    تاريخ التسجيل : 13/02/2014

    صفحة رقم [ 36 ] من كتاب الأصول في النحو Empty صفحة رقم [ 36 ] من كتاب الأصول في النحو

    مُساهمة من طرف توتة الإثنين 11 أكتوبر - 3:28

    صفحة رقم [ 36 ] من كتاب الأصول في النحو Nahw10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الأدبية
    الأصول في النحو
    صفحة رقم [ 36 ] من كتاب الأصول في النحو 1410
    ● [ تابع الحروفُ التي تُزادُ ] ●

    السابعُ : النونُ :
    وهيَ تزادُ في فَعْلاَنَ خامسةً : عَطْشانُ ونحوه . وسادسةً في زَعْفَرانٍ ونحوهِ ورابعةً في : رَعْشنٍ والعِرْضْنة ونحوهِما وفيما يصرفُ مِنَ الأسماءِ وفي الفعلِ الذي تدخلهُ النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ
    وفي تفعلينَ وفي فعلِ النساءِ إذْا جمعتَ نحو : فَعَلنَ ويَفْعلنَ وفي تثنيةِ الأسماءِ وجمعِها وفي ( نَفْعلُ ) تكونُ أَولاً وثانيةً في عَنْسَلٍ وثالثةً في قَلَنْسوةٍ وتكثرُ في فِعْلانٍ وفُعلانٍ للجمعِ
    وتكثر في فِعْلانٍ مصدراً وأَمَّا فَعْلاَنُ فَعْلَى فَقَال سيبويه : النونُ فيهِ بَدلٌ مِنْ همزةِ ( حمراءَ ) ولا يجعلُها زائدة فَيما خَلا ذا إلاّ بثَبْتٍ
    ولَوْ سميتَ رجلاً : نَهْشَلاً أَو نَهْسراً لصرفتُهُ ولم تجعلْهُ زائداً كالياءِ والألفِ وكذلكَ نونُ عَنْترٍ لا تجعلها زائدةً فأَمَّا عَنْسَلٌ فالنونٌ زائدةٌ لأَنهم يريدونَ : العَسُولَ وكذلكَ العَنْبَسُ لأَنهُ مِشتقٌّ مِن العَبُوسِ ونونُ عَفَرْنَى زائدةٌ مِنَ العِفْرِ ونونُ بُلَهْنِيةٍ من قولِكَ : عيشٌ أَبْلَهُ ونونُ فرِسِنٍ لأَنَّها من فَرَسْتُ ونونُ خَنْفَقيقٍ لأَنَّ الخَنْفَقيقَ الخفيفةُ مِنَ النساءِ الجريئةُ
    قالَ سيبويه : وإنّما جعلَها مِنْ خَفَقَ يَخفقُ كما تَخفقُ الريحُ يقالُ : دَاهيةٌ خَنْفَقِيقٌ . ومِنْ ذلكَ : البَلَنصَى تقولُ للواحدٍ : البَلَصُوصُ ومثلُ ذلكَ عَقَنْقلٌ وعَصَنْصَرٌ لأَنكَ تقولُ : عَقَاقيلُ وتقولُ : عَصَاصِيرُ وعُصَيصِيرٌ ولَو لم يوحدْ هَذانِ لكانتِ النونُ زائدةً لأَنَّ النونَ إذَا كانتْ ثالثةً ساكنةً في هذا المثال فهي زائدة ولا تُجعلُ النونُ فيها زائدةً إلاّ باشتقاق مِنَ الحروفِ ما ليسَ فيهِ نونٌ لأَنَّها تكثرُ في هذَا وتلحقُ البناءَ بالبناءِ فيما كانَ علَى خمسةِ أَحرفٍ نحو : حَبَنْطَىً وجَحَنْفَلٍ ودَلَنْظَىً وقَلَنْسُوةٍ وهذِه النونُ في موضعِ الزوائدِ نحو أَلف عُذَافرٍ وواو فَدَوكَسٍ وياء سَمَيدعٍ
    والنونُ والألفُ يتعاورانِ الاسمَ في معنىً واحدٍ نحو : شَرَنبثٍ وشُرابث وجَرَنْفسٍ وجُرَافس وقالوا : عَرَنْتُنٌ وعَرَتُنٌ فحذفوا كُعَلبْطٍ ومَا جاءَ من هذَا بغيرِ نونٍ نحو : عُوْطَطٍ وجُنْدبٍ وعُنْصَلٍ وَخُنْفَسٍ وعُنْظَبٍ النونُ زائدةٌ لأَنَّهُ لا يجيءُ علَى مثالِ : فُعْلَلٍ شيءٌ إلاّ وحرفُ الزيادة لازمٌ لَهُ وأُكثرُ ذلكُ النونُ ثانية فإنَّما جعلتْ نوناتِهنَّ زَوائدَ لأَنَّ هذَا المثالَ تلزمهُ حروفُ الزوائدِ كما جعلتِ النونات فيما كانَ علَى مِثالِ احْرَنْجَمَ زائدةً لأَنهُ لا يكونُ إلاّ بحرفِ الزيادةِ وما اشتقَّ مِنْ هذَا النحوِ مما ذهبتْ فيهِ النونُ قُنَبْرٌ لأنهم قالُوا قُبّرٌ لَو لم يشتق منهُ ولا من تُرْتَبٍ لكانَ علمُكَ بلزومِ حرفِ الزيادةِ هذَا المثالُ بمنزلةِ الإشتقاقِ وكذلكَ : سِنَدأوٌ وَحِنْطَأْوٌ للزومِ النونِ والواوِ هذَا المثالَ وأَمَّا نونا دِهقانٍ وشَيْطانٍ فلا تجعلْهما زائدتينِ لقولِهم : تَدهقنَ وتَشيطنَ
    وإذا جَاء شيءٌ على فَعلانَ فلا تحتاج فيه إلى الإشتقاقِ لأَنَّهُ لم يجىء شيءٌ آخرهُ من نفسِ الحرفِ على هذا المثالِ فإذا رأيتَ الشيءَ فيهِ من حروفِ الزوائدِ شيءٌ ولم يكنْ علَى مثالِ ما آخرهُ من نفسِ الحرفِ فاجْعَلْهُ بمنزلةِ المشتقِّ الذي تسقطُ معهُ حروفُ الزيادةِ وأَمَّا جُنْدبٌ فالنونُ فيهِ زائدةٌ لأَنَّكَ تقولُ جَدُبَ لولا ذلكَ لكانتْ أَصلاً ونونُ عُرنُدٍ زائدةٌ لقولِهم : عُرُدٌّ ولأَنَّهُ لَيْسَ في الأربعةِ علَى هذَا المثالِ وإذَا كانتْ ثانيةً ساكنةً فلا تزادُ إلاّ بثبتٍ وذلكَ نحو : حِنْزَقْرٍ وعَنْدَليبٍ وإذَا كانتْ ثانيةً متحركةً أَو ثالثةً فلا تزادُ إلاّ بثبتٍ وذلكَ جَنَعْدَلٌ وخَدَرْنَقٌ وأَما كَنَهْبُلٌ فالنونُ فيهِ زائدةٌ لأَنَهُ ليسَ في الكلامِ علَى مثالِ سَفَرْجلٍ وقَرَنْفُل مثلهُ وأَمَّا القَنْفَخْرُ فالنونُ زائدةٌ لأَنكَ تقولُ : قُفَاخِريٌّ في هذَا المعنى
    وكِنْتَأْلٌ النونُ زائدةٌ لأَنَّهُ لَيْسَ مُثلُ جُرْدَحْلٍ يقالُ : خُنْثَعَبةٌ وخِنْثَعبةٌ بكسرِ الخاءِ وضمُها إذَا كانت غزيرةٌ
    الثامنُ : التاءُ :
    وهيَ تؤنثُ بهَا الجماعةُ نحو : منطلقاتٍ . ويؤنثُ بها الواحدُ نحو : هذِه طلحةُ وحمزةُ ورحمة وبنتٌ وأُختٌ وتلحقُ رابعةً نحو : سَنْبتةٍ وخامسةً نحو : عَفْريتٍ وسادسةً نحو : عَنْكبوتٍ ورابعةً أَولاً فصاعداً في تَفعلُ أَنتَ وتَفْعَلُ وفي الإسمِ كتِجْفافٍ وتَنْضُبٍ وتُرْتَبٍ فالذي بينَ لكَ أَنَّ التاءَ زائدةٌ في تَنْضُبٍ أَنهُ لَيْسَ في الكلامِ مثلُ جَعْفرٍ وكذلكَ التتفلُ لأَنَّهم قد قَالوا : التَّتفُلُ فهذاَ بمنزلةِ ما اشتقَّ منه ما لا تَاءَ فيهِ وكذلكَ تُرْتَبٌ وتُدْرَأُ لأَنَّهما مِنْ رَتبَ ودَرَأَ وكذلكَ جَبَروتٌ ومَلكوتٌ لأَنَّهما مِنَ المُلْكِ والجَبَريةِ وكذلكَ عَفريتٌ لأَنَّهُ مِنَ العِفْرِ وكذلكَ عِزْويتٌ لأَنهُ ليس في الكلامِ فِعْويلٌ ولا يجوزُ أَنْ يكونَ : عِزويتٌ ( فِعْلِيلٌ ) لأَنَّ الواوَ لا تكونُ أَصلاً في بَناتِ الأربعةِ وكذلكَ : الرَّغَبُوتُ والرَّهبُوتُ لأَنَّهُ مِنَ الرغبةِ والرَّهبةِ وكذلكَ : التِّحلىءُ والتِّحلئةُ لأَنَّها مِنْ حلأتُ وحِلئتُ وكذلكَ السنبتةُ مِنَ الدهرِ لأَنهُ يقالُ : سنبةٌ مِنَ الدهرِ وكذلكَ التَّقدُّمِيَّةُ لأَنَّها ممن قَدِمَتْ وكذلكَ : التَّربُوتُ لأَنهُ مِنَ الذَّلولِ يُقالُ للذلولِ مُدَرَّبٌ والتاءُ الأُولى مكانُ الدَّالِ كَما قالوا : الدَّوْلَجُ في التَّوْلَجِ وكما قالوا : سِتَّةٌ فأبدلوا التاءَ مَكانَ الدالِ ومكانَ السينِ وكمَا قالوا : سَبَنْتَى وسَبَنداءُ واتَّغَر وادَّغَر والعنكبوتُ والتَّخربوتُ لأَنَّهم قالوا : عَنَاكبُ وقالوا : العَنكباءُ فاشْتَقوا منهُ ما ذهبتْ فيه التاءُ وكذلكَ : تاءُ أُختٍ وبِنْتٍ وثنتينِ وكِلتا لحقن للتأنيثِ وبنينَ بناءَ ما لا زيادةَ فيهِ مِنَ الثلاثةِ وكذلكَ تاءٌ هَنْتٍ ومَنْتٍ يريدُ : هَنَهْ ومَنَهْ وكذلكَ : التِّجفافُ والتِّمثالُ لأَنَّهما مِنْ جَفَّ ومثُل وكذلكَ : التنبيتُ والتَمتينُ لأَنَّهما من المَتنِ والنَّباتِ ولَوْ لَمْ يجيء ما تذهبُ فيهِ التاءُ لعلمتَ أَنَّها زائدةٌ لأَنَّهُ لَيْسَ في الكلامِ مثلُ : قَنْديلٍ ومثلُ ذلكَ : التَّنوطُ لأَنَهُ ليسَ في الكلامِ مِثالُ ( فَعَلّلٍ ) وهوَ من نَاطَ يَنُوطُ ومثلهُ التّهبطُ وتَرْنَمُوتٌ مِنْ التَّرنمِ
    واعلَم : أَنَّ التاءَ لم تجعلْ زائدةً فيما جاءتْ فيهِ إلاّ بثبتٍ لأَنَّها لم تكثرْ في الأسماءِ والصفاتِ ككثرةِ الأحرفِ الثلاثيةِ نعني : الألفَ والياءَ والواوَ والهمزةَ والميمَ وإِنَّما كثرتُها في الأسماءِ للتأنيثِ إِذَا جَمَعْتَ أَو الواحدة التي الهاءُ فيها بَدلٌ مِنَ التاءِ إذا وقَعَتْ ولا تكونُ في الفعلِ ملحقةً ببناتِ الأربعةِ فكثرتُها في هذَا في الأفعالِ في افتعلَ واسْتَفْعَلَ وتَفَاعلَ وتَفَوعلَ وتَفَعْوَلَ وَتَفَعَّلَ وكثرت في ( تَفَعَّلَ ) مصدراً وفي تَفْعَالٍ وفي التَفْعيلِ ولا تكونُ إلاّ مصدراً وحقُّها أَنْ لا تجعلَ زائدةً إلاّ بَثبتٍ
    التاسعُ : السينُ :
    تزادُ في استفعلَ
    العَاشرُ : اللامُ :
    وهيَ تزادُ في ذلكَ وفي عَبْدَل
    فأَمَّا الزيادةُ من غيرِ حروفِ الزيادةِ فأَن يتكرَّر الحرفُ إذا جاوزتِ الثلاثةَ نحو : قَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ وقُعْدَدٍ ورِمْدِدٍ وجُبُنٍّ وخِدَبٍّ وسُلَّمٍ وَدِنَّبٍ وكذلكَ جميعُ ما كانَ من هذَا النحوِ وكذلكَ : شِمْلالٌ وبُهْلُولٌ وعَدَبَّسٌ وصَمَحمحٌ وبَرَهْرَهةٌ هذَا ضوعفتْ فيهِ العينُ واللامُ والذي أَذهبُ إليهِ في جميعِ هذَا أَنَّ الزوائدَ : الثاني الذي قَد تكررَ
    واعلَم : أَنَّ النحويينَ قد جعلوا الفاءَ والعينَ واللامَ أَمثلةً للحروفِ الصحاحِ فيقولونَ : جَمَلٌ وزنهُ : فَعَلٌ وجِمَالٌ : فِعَالٌ وجَميلٌ : فَعِيلٌ وعَجُوزٌ : فَعُولٌ وضَارِبٌ : فَاعِلٌ فيوازنون الأصول بالأصولِ مِنَ الفاءِ والعينِ واللامِ وينطقونَ بالزّوائدِ بأَلفاظِها فإذا قالوا : فاءٌ هذِا الحرفُ وواوٌ أَو ياءٌ فإنَّما يعنونَ أن أول حرفَ منه أصلي واوٌ أَو ياءٌ وكذلكَ إذا قالوا : عينهُ كذَا أَو لامهُ كذَا فإنّما يعنونَ الثاني الأَصلي الذي هُوَ عينٌ والثالثُ الأَصلي الذي هُوَ لامٌ فإذَا تكررَ الحرفُ الأَصلي بعدَ تمامِ الثلاثةِ كرروا اللامَ
    الثاني : مِنَ القسمِ الأولِ :
    وهوَ الإِبدالُ لغيرِ إدغامٍ وهوَ أَحدَ عَشَر حَرفاً ثمانيةٌ مِنها مِنْ حروفِ الزوائدِ وثلاثةٌ مِنْ غيرهنٌ : الهمزةُ والألفُ والياءُ والواوُ والتاءُ والدالُ والطاءُ والميمُ والجيمُ والهاءُ والنونُ
    الأولُ : الهمزةُ :
    وهيَ تبدلُ من ثلاثةِ أَشياءٍ : تبدلُ مِنَ الياءِ إِذَا كانتْ لاماً في نحو : قَضَاءٍ وسِقَاءٍ كانَ الأصلُ : قَضَاي وسِقَاي لأَنَّهُ من : قَضيتُ وسَقيتُ والملحقُ بمنزلةِ الأَصلِ وذلكَ : القَيْقَاءُ والزَّيزاء بمنزلةِ العَلْياءِ ملحقٌ بِسردَاحٍ ويدُلُّكَ على أَنَّها ملحقةٌ زائدةٌ أَنهُ لا يكونُ في الكلامِ علَى مثالهِ إلاّ مصدرٌ
    ويدلُّكَ علَى أَنَّ الهمزةَ في : قَيْقَاءٍ وزِيزاءٍ مبدلةٌ مِنْ ياءٍ قولُهم : قَواقٍ فجعلوا الياءَ الأُولى مبدلةً مِنْ واوٍ مثلُ ( قِيلَ ) فِعِلْباءُ وقَيقَاءُ مثلُ دِرحايةٍ وإنَّما هيَ فِعْلايةٌ
    وتبدلُ مِنَ الواوِ إذَا كانتْ لاماً نحو : كِسَاءٍ . وعَزَاءٍ تبدلُ مِنَ الواوِ إذَا كانتِ الواوُ عيناً مضمومةً في أَدورٍ وأَنورٍ ولكَ أَنْ لا تهمزَ وكُلُّ واوٍ مضمومةٍ لكَ أَن تهمزَها إنْ شئتَ إلاّ واحدةً فإنَّهم اختلفوا فيها وهوَ قولهُ عَز وجَلَ : ( وَلاَ تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُم ) . وما أَشبهها مِنْ واوِ الجمعِ فأَجازَ بعضُ الناسِ الهمزةَ وهم قليلٌ والإختيارُ غير ما قَالوا وإذَا اجتمعتْ واوانِ في أَولِ الكلمةِ ولم تكنِ الثانيةُ مَدة فالهمزةُ لازمةٌ تقولُ في تصغيرِ واصلٍ : أُويصل
    قالَ سيبوبه : سألتُ الخليلَ عن فُعْلٍ مِنْ وَأَيْتُ فقالَ : وُؤْيٌ فقلتُ فيمَن خفَّفَ فَقال أُوْيٌ فأبدلَ مِنَ الواوِ همزةً وقال : لا تلتقي واوانِ في أولِ الحَرفِ
    قالَ المازني : الذي قالَ خَطَأٌ . لأَنَّ الواوَ الثانيةَ منقلبةٌ مِنْ همزةٍ
    فإنْ كانتِ الواوُ أَولاً وكانتْ مضمومةً فأَنْتَ في همزِها بالخيارِ أَعد في وَعدَ وأُجوةٌ من وجوهٍ وإنْ كانتْ غيرَ مضمومةٍ فَقَد جاءَ الهمزُ في بعضِ ذلكَ نحو : إسادةٍ في وِسَادةٍ وإشاحٍ في وشاحٍ
    وتبدلُ مِنَ الألفِ المنقلبةِ ومِنَ الألفِ الزائدةِ إذَا وقعتْ بعدَ أَلفٍ وذلكَ ( فَاعلٌ ) إذا اعتلَّ فَعَلَ منهُ نحو : قَامَ فهوَ قَائمٌ وبَاعَ فهوَ بائعٌ ومِنْ شأَنِهم إذا اعتلَّ الفعلُ أَنْ يُعل اسمُ الفاعلِ الجاري عليهِ وكانَ أَصلُ قَامَ : قَوُمَ وأَصلُ باعَ : بَيعَ فأبدلتِ الياءُ والواوُ أَلفينِ فلمَّا صرفَ منهُ فَاعل وقَعَتِ الألفُ بعدَ أَلفٍ فَلَم يمكنِ النطقُ بهما لأَنَّهما ساكنتانِ والألفُ لا تتحركُ فقلبتْ همزةً وقيلَ : إنَّها هُمزتْ لأَنَّ أَصلَ الياءِ السكونُ في : يَقولُ ويِبيعُ فوقعتْ بعدَ ساكنٍ فَهمزتْ وكذلكَ الألفُ الزائدةُ إذَا وقَعَتْ بعدَ أَلفٍ نحو أَلفِ رِسَالةٍ إذَا جمعتَها قلتَ : رَسَائلُ لأَنَّ الألفَ وقعتْ بعدَ أَلفٍ فهُمزت وشبهت ياءَ صحيفةٍ وواوَ عَجُوزٍ بأَلفِ رسالةٍ فقالوا : صحائفُ ورَسائلُ وعَجائزُ فهمزوا وأَمَا قولُهم : الشَّقَاوةُ والنَّهَايةُ فإنَّ هذَا بُنيَ مِنَ الهاءِ في أولِ أحوالهِ
    فلم تكنِ الياءُ والواوُ حرفَ إعرابٍ فيها ولَو بُنيَ علَى التذكير كانَ مهموزاً كقولِهم : عباءةٌ وصَلاءةٌ وعَظَاءة وهذَا أصلٌ قَبْلَ دخولِ الهاءِ وأَمَّا قولُهم : غَوْغَاء ففيها قولانِ : أَمَّا مَنْ قالَ : غَوغاءُ فَلَم يصرفْ فهيَ عندَهُ مثلُ : عَوْراءَ وأَمَّا مَنْ صَرَف وذكرَ فهيَ عندَهُ بمنزلةِ : القمقامِ والهمزةُ مبدلةٌ مِنْ واوٍ وأَبدلوا الهمزةَ مِنَ الهاءِ في موضعِ اللامِ من ماءٍ يَدلُّ علَى ذلكَ تصغيرُها مُوَيةٌ وفي الجمعِ مياهٌ وأَمواهٌ
    وزعَم أَبو زيد : أَنَّ العربَ تقولُ : ماهتِ الركيةُ تموهُ موهاً إذَا ظهرَ ماؤها وأَماههَا صاحبُها يميهها إماهةً
    الثاني : الأَلفُ :
    الألفُ تبدلُ مِنَ الياءِ والواوِ والهمزةِ والنونِ الخفيفةِ
    الضربُ الأولُ : إبدالُ الألفِ من الياءِ :
    وهيَ تبدلُ مِنها في ثلاثةِ مَواضع :
    الأولُ : تبدلُ وهيَ لامٌ وعينٌ وفاءٌ أَما اللامُ فنحو : بعتُ وقضيتُ إذَا وقعتِ الياءُ والواوُ موقعاً تتحركانِ فيهِ مثلُ ضَرَبَ قُلتَ : رَمَى وَغَزَا فقلبتِ الياءُ والواوُ أَلفاً لأَنَّهما في موضعِ حرفٍ متحركٍ وقبلَها فتحةٌ وكذَا حقُّ الياءِ والواوِ إذَا وقعتا بهذهِ الصيغةِ وكذلكَ : يَرمي ويَرى وإذَا كانَ الماضي مِنْ هَذا على ( فَعلَ ) فمضارعهُ على يَفْعِلُ يلزمُ العينَ الكسرة لتثبتِ الياءُ ولا يقعُ فيهِ ( يَفْعُلُ ) كيلا تنقلبَ الياءُ واواً وكذلكَ فَعُلَ فيهِ مِنَ الواوِ نحو : غَزَا يلزمهُ يَفْعُلُ فتقولُ : يَغْزُو وتدخلُ فعلتُ عليهما فتقولُ : خَشيتُ واللامُ ياءٌ لأَنهُ مِنْ خَشِيَهُ وتقولُ : غَبيتُ فالأصلُ واوٌ لأَنَهُ مِنَ الغباوةِ وأَمَّا فَعُلَ فلا يكونُ فيما لامه ياءٌ
    ويكونُ لامهُ واوٌ نحو : سَرُوَ يَسروُ ولم يقعْ هذَا في الياءِ استثقالاً لَهُ لأَنَّهم قد يفرونَ من الواوِ إلى الياءِ
    والياءُ إذا كانت ملحقة فحكمُها حكمُ الأَصلِ تُعلُّ كما تعلُّ نحو : سَلْقَيتُ وَجَعْبَيْتُ تقول : سَلْقَى وجَعْبَى
    واعلَم : أَنَّ آخرَ المضاعفِ من بنات الياءِ يجري مَجْرى ما لَيسَ فيهِ تضعيفٌ فحكمُ : حييتُ حكمُ خَشيتُ فالموضعُ الذي تعلُّ فيهِ لامُ خَشِيتُ تعلُّ لامُ حَييتُ فتقولُ : حَيِيَ يَحيا كما تقولُ : خَشِيَ يَخْشَى فتنقلبُ الياءُ ألفاً ولا يجمعُ على الحرفِ أَنْ تعلَّ لامه وعينُهُ فيختلُّ وتقولُ : مَحْياً كما تقولُ : مخْشَىً ويَحيا مثلُ يَخْشَى وكذلكَ يعيى وقالوا مَحياً كما قالوا مَخْشَىً فإذَا وقعَ شيءٌ مِنَ التضعيفِ بالياءِ في موضعٍ تلزمُ ياء يَخْشَى فيهِ الحركةُ وياء يرمي وكانت حركةً غيرَ مفارقةٍ فإنَّ الإِدغام جائزٌ فيهِ وذلكَ قولُكَ : قَدْ حَيَّ في هَذا المكانِ وقَد عَيَّ بأَمْرهِ وإنْ شئتَ قلتَ : قد حَيِيَ والإِدغامُ أَكثرُ لأَنَّ لامَ رَمَى وخَشِيَ في هَذا الموضع بمنزلةِ الصحيح إذَا كانَا قَدْ لزمها الحركةُ ولم يُعلاّ ومثلُ ذلكَ : قد أُحي البلدُ كما تقولُ : أُرمَى يَا هَذا فَتَصحُّ فلمَّا ضَاعفتَ صارتْ بمنزلةِ مُدَّ وأُمِدَّ وقالَ عَز وجَلَّ : ( ويحيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) وكذلكَ قولُهم : حَياءٌ وأَحِيَّةٌ لأَنَّكَ لو قلتَ : أرميّه للزمَ الياءَ الحركةُ ورَجلٌ عَيِيٌّ وقومٌ أَعِياءُ لأَنَّ الحركَة لازمةٌ فإذَا قلتَ : فَعلُوا وأُفْعِلُوا قلتَ : حَيُوا كما تقولُ خَشُوا فتذهبُ الياءُ لأَنَّ حركتَها قَدْ زالتْ كما زَالتْ في : ( ضَربوا ) فتحذفَ لإلتقاءِ الساكنينِ ولا تحركُ بالضمِّ لثقلِ الضمةِ في الياءِ وأُحيُوا مثلُ أَخْشُوا . قالَ الشاَّعرُ :
    ( وكنّا حَسِبنَاهم فوارسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعْدَما ماتوا مِنَ الدهرِ اَعصُرا )
    وقَدْ قالَ بعضهُم : حَيُّوا وعَيَّوا لما رأَوها في الواحدِ والإثنينِ في المؤنثِ إذَا قالوا : حَيَّتِ المرأةُ بمنزلةِ المضاعفِ غيرِ المُعتلِّ قالَ الشَّاعر :
    ( عَيُّوا بأمرهِمِ كمَا ... عَيَّتْ ببيضتِها الحَمامهْ )
    فهؤلاء عندي إنّما أدخلوا الياءَ بعدَ أَن قالوا في الواحدِ حَيٌّ فأَجروهُ عليهِ
    وقَدْ قالَ ناسٌ مِنَ العربِ : حَيِيَ الرجلُ وحييتِ المرأةُ فَبَينَ وجرَى على القياسِ
    قالَ سيبويه : وأَخبرنا بهذه اللغةِ يونس قالَ : وسمعْنا مِنَ العربِ من يقولُ : أعيِيَاءُ وأَحيِيةٌ فَيبينُ وأَحسنُ ذلك أَنْ يُخفيهَا وتكونُ بزنتِها متحركةً وإذَا لم تكنِ الحركةُ لازمةً لم تدغمْ كَما قالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِىَ المَوْتى )
    وتقولُ : رَجلٌ معيبةٌ فتَبينُ لأَنَّ الهاءَ غيرُ لازمةٍ وكذلكَ محيِيانٌ ومُعْيِبانٍ وحَيَيانٌ إذَا ثنيتَ الحَيا الذي تريدُ بهِ الغيثَ وأَمَّا تَحيةٌ فهيَ تَفْعِلَةٌ والهاءُ لازمةٌ
    قالَ سيبوبه في بابِ حيَّيتُ : ومِما جاءَ في الكلامِ علَى أَنَّ فِعلهِ مثلُ : بِعْتُ : آيٌ وغايةٌ وآيةٌ وهذَا ليسَ بمطردٍ وهوَ شَاذٌ وهو قولُ الخليلِ
    وقَالَ غيره : إنّما هي أَيَّةٌ وأَيٌ فَعْلٌ ولكنَّهم قلبوا الياءَ وأَبدلوا مكانَها الألفَ لإجتماعهما كما تكرهُ الواوانِ وكما قالوا : ذَوائبُ فأَبدلوا الواو كراهيةَ الهمزةِ وأَمَّا الخليلُ فكانَ يقولُ : جاءَ علَى أَن فِعلَهُ معتلٌّ وإنْ كانَ لم يتكلمْ بهِ كمَا قالوا : قَوَدٌ فجَاءَ كأَنَّ فِعْلهِ علَى الأَصلِ وجاء استحيتُ على حَايَ مثلُ بَاعَ
    وقياسُ فاعلهِ أَن يكونَ حَاءً في مثلِ بائعٍ مهموزٌ وإنْ لم يستعملْ وكانَ أَصلُ استَحْيتُ استحيَيتُ مثلُ استَبْيعتُ فأَعلوا الياءَ الأولى وأَلقوا حركتَها على الحاءِ فقالوا : استَحَيْتُ كما قالوا : استبعتُ قالَ سيبويه : حذفتْ لإلتقاءِ الساكنين قالَ : وإنّما فعلوا ذلكَ حيث كَثُرَ في كلامِهم
    قالَ المازني : لم تحذف لإلتقاءِ الساكنينِ ولو كانت حذفتْ لإلتقاءِ الساكنينِ لردَّها إذَا قالَ : ( هُوَ يفعلُ ) فَيقولُ : هُوَ يستحي . فاعلم
    والذي عندي في ذلكَ : أَنَّها حذفتْ استثقالا لمَّا دخلتْ عليها الزوائدُ السينُ والتاءُ وقولُ المازني في هَذا عندي أَقربُ وقولُهم للإثنينِ استَحيا دليلٌ علَى أَنَّهُ لم تحذفْ لإلتقاءِ الساكنينِ ولو ردوا في يَسْتَحي فجعلوهُ مثلُ يستبيعُ علَى ما قاَل سيبويه لوجب أَن يقالُ : يَسْتَحيُّ والأفعالُ المضارعةُ إذَا كانَ آخرُها معتلا لم يدخلُوا الرفعَ في شيءٍ مِن الكلامِ وهَذا أَصلٌ مطردٌ فيها ولهذَا قيلَ : يُحيُ ولم تحذفِ الياءُ الأخيرةُ ولو وقعَ مثلُ هَذا في الأسماءِ لحذفتِ كما حذَفوا في تصغيرَ عَطَاءٍ وأَحْوَى فقالوا : عُطيٌّ وأُحيٌّ لأَنَّ الأَسماءَ قد تعربُ إذا أَعللتَ أَواخرَها فأَمَّا قولهم : يُحيى فإنَّما جازَ ذلكَ فيهِ مُحييٌّ وهوَ اسمٌ لأَنَّهُ اسمُ فَاعلٍ جَاءَ على فعلِه فحكمُهُ حكمُهُ لأَنَّ الأَسماءَ الجاريَة على أَفعالِها تعتلُّ باعتلالِها فَمُحيٌّ نظيرُ يُحيي فهذَا فَرْقٌ بينَهما وفيهِ لطْفٌ
    واعلم : أَنَّ افعَاللْتُ مِنْ رميتُ بمنزلةِ أَحييتُ في الإِدغامِ والبيانِ والخَفاءِ وهيَ متحركةٌ تقولُ : ارماييتُ فيلزمُها ما يلزمُ ياءَ أحييتُ وكذلكَ افعللَتُ وتقولُ : ارْمَويَّ في هَذا المكانِ كما قلتَ : حُيَّ وَأُحِيَّ فيهِ لأَنَّ الفتحة لازمةٌ ولا تقلبُ الواوُ ياءً لأَنَّها كواو سُوَيرً وهيَ زائدةٌ لا تلزمُ وتكونُ أَلفاً في سَائرٍ
    ومَنْ قالَ : أُحِييَ فيها قَال : أَرمينيِ أَرْمُوبَي فيها
    وافْعَلَلتُ مِنْ حَييتُ بمنزلتِها مِنْ رَمَيْتُ فافْعَلَلتُ بمنزلةِ ارمَيَيْتُ إلاَّ أَنهُ يدركُها مِنَ الإِدغامِ مثلُ ما يدركُ اقتَتَلتُ وتبينُ كما تَبينُ لأَنهما ياءانِ في وسطِ الكلمةِ كالتاءين في وَسطِها ولكَ أَن تخفيَ كَما تخفي في التاءين لا فَرْقَ بينهما في ذلك وإنّما منعهم أَنْ يجعلوا اقتتلوا مثلَ رددتُ فيلزمهُ الإِدغامُ أَنَّهُ في وسطِ الحرفِ وسنبينُ ذلكَ في الإِدغامِ إِنْ شاءَ الله
    قالَ سيبويه : سألتُه يعني الخليلَ عن قولِهم : مَعَايَا فَقالَ : الوجهُ مَعاي وهوَ المطردُ وكذلكَ قَالَ يونس وإنَّما قالوا : مَعَايا كَما قالوا : مَدارَىً وكانتِ الكسرةُ معَ الياءِ أثقلُ
    الثاني : العَيْنُ :
    الألفُ تبدلُ مِنَ الياءِ والواوِ إذا كانَتا عينينِ وكانَتا متحركتينِ وقبلَهما فتحةٌ كاللامِ لا فَرقَ بينَهما وذلكَ نحو : قالَ وبَاعَ وخَافَ والأَسماءُ نحو : بَابٍ ودَارٍ ونَابٍ فالواوُ والياءُ تقلبُ في جميع ذلكَ لأَنَّهما متحركتانِ قبلهما فتحةٌ فهذاَ يعودُ مستقصىً في بابِ إبدالِ الألفِ مِنَ الواوِ وهيَ عينٌ وقالوا : العابُ يريدونَ : العيبَ فهؤلاءِ بنوهَا على فَعْلٍ وقالوا : أَحالَ البئرُ وحَوْلَها قالَ الجرمي : فأبدلوا الألفَ من الواوِ . وليسَ الأَمرُ عندي كمَا قالَ ولكنَّهما لغتانِ لأَنَّ الواوَ في هَذا الموضعِ لا يجبُ أَن تقلبَ . وقالوا : مَاتَ فأَبدلوا الأَلفَ مِنَ الواوِ
    الثالثُ : إبدالُها مِنَ الفاءِ :
    منهم مَنْ يقولُ في يَئِسَ ويَبِسَ . ياتئِسُ وياتَبِسُ فأَبدلوا مِنَ الياءِ الفاءَ
    الضربُ الثاني : إبدالُ الألفِ مِنَ الواوِ :
    تبدلُ الواوُ لاماً وعيناً وفاءً
    الأول : تبدلُ الواوُ لاماً نحو : غَزوتُ إذَا أَوقعتَها موقعاً تتحركُ فيهِ نحو : ضَرَبَ قلتَ : غَزَا فقلبتَ الواوَ ألفاً لأَنَّها في موضعِ حرفٍ متحركٍ وقبلها متحركٌ يَفعلُ فيهِ يلزمهُ يَفعُلُ لِتصحَّ الواوُ فتقولُ : يَغزُو وفعلتُ يدخلُ عليها نحو : شَقيتُ وهو من الشقوةِ وأَمَّا فَعُلَ فيكونُ في الواوِ نحو : سَرُوَ ويَسرُو والدَّوداةُ والشوشاةُ والأصلُ : دودةٌ فقلبتْ وهَذَا مضاعفٌ كالقَمقامِ والمَوْمَاة مثلهُ بمنزلةِ المَرْمَرِ ولا تجعل الميمَ زائدةً
    قالِ سيبويه : لا تجعلْها بمنزلةِ تَمَسكنَ لأَنَّ ما جاءَ هكذَا والأولُ مِن نفسِ الحرفِ هوَ الكلامُ الكثيرُ ولا تكادُ تجد في هَذا الضَّرب الميمَ زائدةً وأَمّا قولُهم : الفَيفَاةُ فالأَلفُ زائدةٌ لأَنَّهم يقولونَ الفَيفُ في هَذا المعنى وأَمَّا القِيقاءُ والزِّيزاءُ فهو ( فِعْلاَء ) ملحقٌ بِسرداحٍ لأَنهُ لا يكونُ في الكلامِ مثلُ القِلقالِ إلاّ مصدراً
    إبدالُ الألفِ مِن الواوِ وهيَ عَيْنٌ :
    الأولُ : ما الواو فيه والياءُ ثانية وَهما في موضعِ العينِ في الفِعْلِ : فَعُلَ وفَعِلَ وفُعُلَ تبدلُ في جميع هذا الإلِفُ مِنَ الياءِ والواوِ وذلكَ قولُهم : قالَ وهوَ فَعَلَ مِنَ القَولِ وخَافَ فَعِلَ مِنَ الخوفِ
    وطَالَ فَعُلَ مِنَ الطولِ يدلُّكَ على ذلكَ طُلْتُ وطَويلٌ والياءُ في هَذا كالواوِ
    الثاني : ما الواوُ فيهِ ثانيةٌ وهيَ في موضعِ العينِ في الإسمِ :
    اعلَم : أَنَّهُ ما جاءَ مِنَ الأسماءِ وساقٍ وزنِ الفعلِ المعتلِّ أُعلَّ وما خالفَ منها بناءَ الفعلِ صَحَّ فالمعتلُّ نحو : بَابٍ ودَارٍ وساق لأَنَّ ذلكَ علَى مثالِ الأَفعالِ ورُبّما جَاءَ على الأَصلِ في الإسمِ نحو : القَوَدِ والحَوكَةِ والخَوَنةِ والجَوَرةِ وكذلك : ( فَعِلٌ ) وذلكَ خِفْتُ ورَجلٌ خَافٌ ومُلْتُ ورَجلٌ مالٌ ويومٌ راحٌ وقَد جاءَ على الأَصلِ قالوا : رَجُلٌ رَوِعٌ وحَوِلٌ وأَمَّا فَعُلٌ فَلَم يجيئوا بهِ علَى الأَصلِ كَراهيةً للضمةِ في الواوِ ولِما يصيرونَ إليهِ مِنَ الإِسكانِ والهمزِ وفُعَلٌ في كلامِهم نَحو طَالَ ويدلَّكَ على أَنَّهُ فُعَلٌ قولُهم : طُلْتُ وطويلٌ وفُعَلٌ على الأَصلِ لأَنَّهُ لا يكونُ فعلاً معتلاًّ فيجري عَلى فِعْلهِ وما لَم يكنْ لَهُ مثالٌ في الفعلِ قَد أَعلَّ لم يعلَّ وذلكَ قولُهم : رَجُلٌ نُوَمٌ وسُوَلَةٌ وَلُوَمَةٌ وعُيَبةٌ وكذلكَ إنْ أَردتَ نحو : إبِلٍ قلتَ : قِوِلٌ ومِنَ البيعِ بِيعٌ فَأَمَّا ( فُعُلٌ ) فإنَّ الواوَ تسكنُ لإجتماعِ الضمتينِ والواوِ وذلكَ قولُهم : عَوَانٌ وعُوْنٌ ونَوَارٌ ونُوْرٌ وقَووُلٌ : قُوْلٌ وأَلزموا هَذَا الإِسكانَ إذْ كانوا يسكنونَ ( رُسْلٌ ) ولم يكن لأَدْؤُرٍ وقَؤُولٍ مثالٌ مِنْ غيرِ المعتلِّ يُسكنُ فيُشبه هَذَا بِهِ ويجوزُ تثقيلُ فَعُلٌ في الشعرِ وفُعُلٌ في بنَاتِ الياءِ بمنزلةِ غيرِ المعتلِ نحو : غَيُورٍ وغُيُرٍ ودَجَاجٍ بُيُضٍ ومَنْ قالَ : رُسْلٌ قالَ : بِيْضٌ
    قالَ الأَخفشُ : أَقولُ في فُعلةٍ مِنَ البيعِ : بُوعةٌ ولا أُغيرُ إلاّ في الجمعِ وهوَ مذهبُ أَبي العباسِ
    إبدالُ الهاءِ مِنَ الواوِ وهيَ فَاءٌ :
    ذكرَ سيبويه في : وَجِلَ يَوْجَلُ أَربَع لغاتٍ فأَجودهنَّ وأكثرهنَّ يَوْجَلُ وهيَ الأَصلُ قالَ الله عزَ وجَلَ : ( لا تَوْجَلُ إنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ )
    ويقولُ قَومٌ : أَنْتَ تَيجِلُ فيكسرونَ التاءَ ويقلبونَ الواوَ ياءً لإنكسارِ ما قبلَها وهيَ لغةُ تميمٍ وعامةٍ قيسٍ ومِنَ العربِ مَنْ يكرهُ الياءَ معَ الواوِ فيقلبُ الواوَ فيقولُ : يَاجَلٌ وهيَ لغةٌ معروفةٌ وقومٌ مِنَ العرب يكسرونَ الياءَ فيقولونَ : هو يِيجَلُ فيكسرونَ الياءَ فتنقلبُ الواوُ ياءً وليسَ ذلكَ بالمعروفِ
    الضربُ الثَّالثُ : إبدالُ الألفِ مِنَ النونِ :
    الأَلفُ : تبدلُ مِنَ النونِ الخفيفةِ في ثلاثةِ مواضع : أَحدها : التنوينُ في الصرفِ في الإسمِ المنصوبِ تقولُ : رأيتُ زيدا إذا وقفتَ فإذَا وصلتَ جعلتَها نوناً وإذا وقفتَ جعلتَها أَلفاً
    والثاني : النونُ الخفيفةُ في الفعلِ إذَا انفتَح ما قبلَها في قولِكَ : اضربَنْ زيداً بالنونِ الخفيفةِ فإذَا وقفتَ قلتَ اضربا
    والثالث : قولُكَ : إذن آتيكَ فإذَا وقفتَ قلتَ : إذا . قالَ اللَّهُ عَزَ وَجلَّ . ( وإذَنْ لا يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إلاَّ قليلاً ) إذَا وقفتَ عليها قلتَ :
    إبدالُ الياءِ مِنَ الواوِ :
    إبدالُها مِنَ اللاماتِ في ( شقيتُ ) وهيَ متحركةٌ مفتوحةٌ وقبلَها كسرةٌ والواوُ إذا كانَ قبلهَا حرفٌ مضمومٌ في الإسمِ وكانتْ حرف الإِعرابِ قلبت ياءً وكُسِرَ المضمومُ وذلكَ قولُهم : دَلْوٌ وأَدْلٍ وحَقْوٌ وأَحْقٍ كانَ الأَصلُ : أَدْلُوٌ وأَحْقُوٌ قلبتِ الواوُ ياءً فإنْ كانَ قبلَ الواوِ ضمةُ ولَم يكنْ حرف الإِعرابِ ثبتت وذلَكَ نحو : عُنْفوانٍ وقَمَحْدوةٍ وقالوا : قَلَنْسوةٍ فأَثبتوا ثُمَ قالوا : قَلَنْسٍ فأَبدلوا لما صارتْ طرفاً وقبلهَا ضمةٌ وإِذا كانَ قبلَ الياءِ والواوِ حرفٌ ساكنُ جرتا مجَرى غيرِ المعتلِ وذلكَ نحو : ظَبْيٍ ودَلْوٍ ومِنْ ثُمَ قَالوا : مَغْزوٌ وعُثوُّ لأَنَّ قبلَ الواوِ ساكناً وقالوا : عُتِيٌّ ومَغْزِيٌّ شبهوَها حينَ كانَ قبلهَا حرفٌ مضمومٌ ولم يكنْ بيَنهما إلاّ حَرفٌ ساكنُ بأدلٍ والوجهُ في هَذا النحو الواوُ والأُخرى عربيّةٌ كثيرةٌ فإنْ جَاءَ مثلُ هَذا الواوِ في جمعٍ فالوجهُ الياءُ وذلكَ قولُهم : في جمع ثَديٍ : ثُديٌّ وعُصِيٌّ وحِقيٌّ
    وقالَ بعضُهم : إنَّكم لتنظرونَ في نحوٍ كثيرةٍ فشبهوهَا : بعُتوٍّ وهذَا قليلٌ وأَلزم الجمع الياءَ لأَنَّهم يقولُون في : صُوّمٍ : صُيَّمٌ وهوَ أَبعدُ مِنَ الطرفِ
    فكانَ هَذا أَوجبُ . وقَد يكسرونَ أَولَ الحرفِ لِمَا بعدَهُ مِنَ الكسرِ والياءِ وهيَ لغةٌ جيدةٌ وذلكَ قولُهم : عِصِيٌّ وثِدِيٌّ وعِتِيٌّ وجِثِيٌّ وقَدْ أبدلتِ الياءَ مِنَ الواوِ استثقالاً من غيرِ شيءٍ مما تقدمَ فقَالَ الشاعرُ :
    ( وَقَدْ عَلَمْت عِرْس مُلَيكةُ أَنَّني ... أَنَا الليثُ معدياً عليهِ وعَاديا )
    وقالوا : يسنُوها المطرُ وهيَ أَرضٌ مسنيةٌ وقالوا : مَرضِيٌّ وأَصلُه الواوُ وقالوا : مَرْضُوٌّ فجاءوا بهِ علَى الأصلِ والقياس
    وهذهِ الواوُ إذَا كانتْ لاماً وقبلَها كسرةٌ قلبتْ ياءً وذلكَ نحو : غَازٍ وغُزِيَ
    قالَ سيبويه : وسأَلتهُ يعني الخليلَ عن غُزِيَ وشِقَيَ إذَا خففَ في قولِ مَنْ قالَ : عُلْمَ ذاكَ وعُصْرَ في عُصِرَ فقالَ : إِذَا فعلتُ ذلكَ تركتَها ياءً على حالِها لأَني إنَّما خففتُ ما قدَ لزمتهُ الياءُ وإنَّما أَصلُها التحريكُ وقلبُ الواوِ أَلاَ تراهم قَالوا : لَقَضُوَ الرجلُ ولقضْوَ
    قالَ : وسأَلتُهُ عَنْ قولِ بعضِ العربِ : رَضيُوا فقالَ : هيَ بمنزلةِ : غُزْيٍ لأَنَّهُ أسكنَ العينَ ولو كسرَها لحذفَ لأَنهُ لا يلتقي ساكنان حيثُ كانت لا تدخلُها الضمةُ وقبلَها الكسرةُ والواو كذلكَ تقولُ : سرْوُوا علَى الإِسكان وسَرُوا على إثبات الحركةِ وفُعْلَى مِنْ بناتِ الواوِ إذَا كانتْ اسماً فالياءُ مبدلةٌ مِنَ الواوِ وذلكَ قولُكَ : الدُّنيا والعُلْيا والقُصْيَا
    وقَدْ قالوا : القُصْوَى فأَجروها على الأَصلِ لأَنَّها قد تكونُ صفةً بالألفِ واللامِ وهيَ مِنْ : دنوتُ وعلوتُ يقولونَ : قَضَا يَقْضُو وهوَ قَاضٍ ويجري ( فُعْلَى ) من بناتِ الياءِ على الأَصلِ اسماً وصفةً
    وأَمَّا فِعْلَى منهما فَعَلى الأَصلِ صفةً واسماً يجريهما على القياسِ لأَنَّه أوثقُ ما لم تتبينُ تغيراً منهم
    إبدالُ الياءِ مِنَ الواوِ :
    تقلبُ الواوُ ياءً في شَقيتُ وغَبيتُ لإنكسارِ ما قبلهما فإذا قالوا : يَشْقَى ويَغْبَى قلبوها ألفاً لإنفتاح ما قبلَها وإذَا قالوا : يَشْقَيانِ ويَغْبَيانِ قلبوا الواوَ ياءً ليكونَ المضارعُ كالماضي وإذَا كانَ : فَعَلْتُ مع التاءِ علَى خمسةِ أحرفٍ فَصَاعداً وكانَ الفعلُ مِمّا لامهُ واوٌ قلبتْ ياءً وذلكَ قولُكَ : أَغزيتُ وغَازيتُ واسْتَرْشِيتُ وإنَّما فُعِلَ ذلكَ لأَنَّكَ إذَا قلتَ منهُ يَفْعَلُ انكسر ما قبلَ الواوِ فقلبتِ الواوُ ياءً لذلكَ ثمَّ اتبعَ الماضي المستقبلَ فإنْ قالَ قائلٌ : فَما بَالُ قولِهم : تَغازينَا ومستقبلُهُ يَتَغازى وما قبلَ اللامِ مفتوحٌ في الماضي والمستقبلِ قيلَ لَهُ : إنَّ الأَصلَ كانَ قبلَ دخولِ التاءِ في ( تَغازينَا ) غَازيناَ نَغازي ( فَاعِل ) غَازي مِنْ أَجلِ اعتلالِ ( يغُازي ) ثُم دخلتِ التاءُ بعدَ أَنْ وجبَ البدلُ ومِنْ ذلكَ قولُهم : ضَوضَيتُ وقَوْقَيتُ الياءُ مبدلةٌ مِنْ واوِ لأَنَّهُ بمنزلةِ : صَعْصَعتُ تكررتْ فيهِ الفاءُ والعينُ ولكنَّهم أَبدلوا الواوَ إِذْ كانتْ رابعةً ياءً والمضاعفُ من بنَاتِ الواوِ مِمّا عينهُ ولامهُ واوانِ لا يثبتانِ في ( فِعْلٍ ) ويلزمانِ في الماضي اَنْ يُبنَيا على ( فَعِلٍ ) حتَى تنقلبَ الواوُ التي هي لامٌ ياءً وذلكَ قولُهم : مِنَ القوةِ : قويتُ ومِنَ الحوةِ : حويتُ وقَويَ وحَوِيَ ولم يقولوا : قَدْ قَوَّ كما قَالوا ( حَيَّ ) لأَنَّ العينَ في الأصلِ قالبةٌ الواوَ الآخرةَ إلى الياءِ وليسَ قَوِيَ مثلُ : حَيِيّ لأَنَّ العينَ واللام في ( قَوِيَ ) قد اختلفا وإنّما الإِدغامُ بإتفاقِهما ولم يقولوا : قووتَ تَقْوُو كما قالوا : غَزَوْتَ تَغَزوُ استثقالاً للواوينِ وقالوا : قُوَّةٌ لأَنَّ اللسانَ يرتفعُ رفعةً واحدةً فجازَ هَذا كما قالوا : سَأَلٌ : لمَّا كانَ اللسانُ يرتفعُ رفعةً واحدةً والهمزةُ أَثقلُ مِنَ الواوِ
    وافْعَلَلتُ وافْعَالَلتُ مِنْ غَزوتُ اغزويتُ واغَزاويتُ لا يقعُ فيهما الإِدغامُ ولا الإِخفاءُ حتَى لا يلتقي حرفانِ من موضعٍ واحدٍ وإنَّما وقعَ الإِدغامُ والإِخفاءُ في بابِ : حَيِيتُ لأَنَّهما ياءانِ فاغزويتُ مثلُ : ارْعَويتُ وثبتتِ الواوُ الأولى ولَم تحولْ أَلفاً وإنْ كانتْ متحركة وقبلَها فتحةٌ من أَجلِ سكونِ ما بعدَها وأَنَّهُ إذا كانتِ العينُ واللامُ مِنْ حروفِ العلةِ أُعلتِ اللامُ وصحتِ العينُ وإنَّما الواوُ هُنا بمنزلة نَزَوانٍ وافْعَالَلتُ مِنَ الواوينِ بمنزلةِ غَزَوتُ وذَلكَ قَولُ العَربِ : قَدْ احواوتِ الشاةُ واحواويتُ والمصدرُ احويَّاء
    وتقول : احْوويتُ فتثبتُ الواوانِ وسطاً كالياءينِ ويجري احوويتُ علَى : اقتتلتُ في البيانِ والإِدغامِ والإِخفاءِ وَتقولُ في ( فُعْلٍ ) مِنْ شَويتُ : شِيءٌّ قلبتِ الواوُ ياءً حينَ كانتْ ساكنةً بعدَها ياءٌ وكسرتِ الشينُ كراهيةَ الضمةِ معَ الياءِ كما تكرهُ الواوُ الساكنةُ وبعدَها ياءٌ وكذلكَ فعْلٌ ( مِنْ ) ( حَيِيتُ ) حِيٌّ
    وقَدْ ضَمَّ بعضُ العربِ الأولَ ولم يجعلْهَا كَبِيضٍ لأَنَّهُ حينَ أدغَم ذَهبَ المَدُّ أَلا تَرى أَنَّ ما لا يعربُ مِنَ الياءِ والواوِ إِذا كانتا لامينِ متَى وقَع فيهما إدغامٌ وجبَ الإِعرابُ لأَنَّ الحرفَ إِذَا شُدِّدَ قَوِيَ وَصار بمنزلةِ الصحيحِ وكانَ بمنزلةِ الياءِ والواوِ اللتينِ قَبْلَهما ساكنُ ولَو كانت : ( حُيٌّ ) في قافيةِ معَ ( عُمْيٍ ) لجازَ وقَالوا : قَرْنٌ أَلْوى وقُرونٌ لُيٌّ
    قالَ سيبويه : ومثلُ ذلكَ قولُهم : رِيَّا وَرِيَّةٌ حيثُ قلبوا الواوَ المبدلةَ مِنَ الهمزةِ فجعلوها كواوِ ( شَويتُ ) يريدُ : رُوْيَاً وَرُوية وقَد قالَ بعضُهم : رُيَّا وَرِيَّةٌ كما قالوا : لُيٌّ ومَنْ قالَ : رُيَّةٌ قالَ في ( فُعْلٍ ) مِنْ ( وَأَيْتُ ) فِيمَنْ تركَ الهمزةَ : وُيٌّ : يَدعُ الواوَ الأُولى علَى حالِها لأَنهُ لم يلتقِ واوانِ إلاّ في قولِ مَنْ قَالَ : أُعِدَّ في وَعَدَ هذَا قولُ سيبويه
    وقالَ أبو العباس : هذَا غَلطٌ لأَنَّ الذي يقولُ : وُيٌّ ينوي الهمزةَ فكيفَ يَفرٌّ مِنَ الهمزِ الذي هُوَ الأَصلُ ويأتي بغيرِ الأصلِ ومَنْ قالَ : رِيّاً فكسَر الرَاءَ قالَ : وِيُّ فكسرَ الواَوَ وأَبدلوا الياءَ مِنَ الواوِ في قولِكَ : هَذا أَبوكَ وأَخوكَ ثُم قالوا : مررتُ بأَخيكَ وأَبيكَ وكذلكَ : مسلمونَ إذَا قلتَ : مررتُ بمسلمينَ
    إبدالُ الياءِ مِنَ الألفِ :
    حاحيتُ وعَاعيتُ وهاهيتُ قالَ سيبويه : أَبدلوا الألفَ لشبههِا بالياءِ ويدلُّكَ على أَنَّها لَيْسَت فَاعَلْتُ قولُهم : الحِيحاءُ والعِيعاءُ كَما قالوا : السِّرهَافُ والحَاحَاةُ والهَاهَاةُ فأُجرِي مَجرى : دَعْدعتُ إذْ كُنَّ للتصويتِ كمَا أَنْ دَهدَيْتُ هيَ فيما زَعم الخليلُ : دهْدَهتُ وتبدلُ الياءُ مِنَ الألفِ في قولِكَ : هذانِ رجلانِ ثُم تقولُ : رأيتُ رجلينِ ومررتُ برجلينِ وتبدلُ مِنَ الأَلفِ في ( قِرْطَاسٍ ) إذْا صغرتَ أَو جمعتَ ( قلتَ ) قَراطيسُ وقُرَيطيسٌ وتبدلُ في لغةِ بَعْضِ العربِ طِيىء وغيرِهم يَقولونَ : أَفْعَىً وحُبْلىً
    إبدالُ الياءِ مِنَ الواوِ وهيَ فاءٌ :
    وذلكَ مِيزانٌ ومِيقاتُ وَهْوَ مِنَ الوقتِ والوزنِ ولكنَّهم قَلبوا الواوَ ياءً لإنكسارِ ما قبلَها
    إبدالُ الياءِ مِنَ الواوِ وهيَ عينٌ :
    تُبدلُ في ( فُعِلَ ) مِنَ القولِ والخَوفِ فيقولونَ : قَدْ خِيفَ وقَدْ قِيلَ
    وقَدْ ذكرَ في موضعهِ وتبدلُ مدغمةً في : سَيِّدٍ ومَيِّتٍ والأَصِلُ : فَيْعِلٌ وَهْوَ مِنَ الموتِ والسُوددِ ولكن كلمَّا التقتْ واوٌ وياءٌ وسكنَ الأولُ مِنْهما قَلَبوا الواوَ ياءً وأدْغَموا الياءَ في الياءِ وأَكثرُ الكلامِ عَلَى هذَا إِلاّ أَحرفاً شاذةً
    وقَالوا : لَوَيْتُ لَيَّةً وَليّاً وطويتُ طَيَّاً والأَصلُ : لَوَيْتُ لَوْيَةً ولَوْياً وطَويتُ طَوْياً ولكنْ لما سكنتِ الواوُ وبعدَها الياءُ قلبوها ياءً وأَدغموها في الياءِ وليسَ في الصحيحِ : ( فَيْعِلٌ ) ولكنْ قَد يخصونَ المعتلَّ ببناءٍ ليسَ في الصحيحِ كما قالوا : كَينونةٌ وقَيدُودةٌ وإنَّما هو مِنْ : قَادَ يَقودُ فأَصلُها : فَيْعَلولٌ وليسَ في غيرِ المعتلِّ : فَيْعلولٌ مَصدرٌ فَيْعَلُولةٌ . وقُضاةٌ لَيْسَ في جمعِ الصحيحِ مثلُه ولَو أَرادوا : ( فَيْعَلاً ) لقَالوا : سَيّدٌ كما قَالوا : تَيّحانٌ وهيَّبانٌ ومِما قَلبوا فيهِ الواوَ ياءً : دَيَّارٌ وقيَّامٌ وإنَّما كانَ الحدُّ : قَيْوَامٌ وقَالوا : قَيُّومٌ ودَيُّورٌ والأَصلُ : دَيْوُورٌ : وأَمَّا : زَيَّلتُ فَفَعَّلتُ مِنْ : زَايلتُ وزِلْتُ ولَو كانَتْ زَيَّلتُ فَيْعَلتُ : لقلتَ في المصدرِ : زَيَّلةٌ ولَمْ تقلْ : تَزييلاً وأَمَّا تحيزتُ فَتَفيْعَلْتُ مِنْ : حُزْتُ : والتحيُّزُ : التَّفَيعُلُ
    إبدالهُما مِنَ الواوِ الزائدةِ :
    وتبدلُ الياءُ مِنَ الواوِ في : بَهْلُولٍ وكُردوسٍ إذَا صغرتَهما أَو جمعتَهما تقولُ في التصغيرِ : بُهَيلِيلٌ وكُرِيدِيسٌ وفي الجمعِ : بَهاليلُ وكَرَاديسُ ومِنْ ذلكَ : مَقْصِيٌّ ومَرْمِيٌّ إنَّما هُوَ مَفْعولٌ وكانَ القياسُ أَنْ تقولَ : مَقْصَويٌّ ومَرْمويٌّ ولكنْ لما سكنتِ الواوُ بعدَها الياءُ قلبوها ياءً وأدغموها فِيها وكذلكَ إذَا قلتَ : هذهِ عشروكَ وعِشِريّ إنَّما قلبتَ الواوَ ياءً للياءِ التي بعدَها قَالَ : وسألتُ الخليلَ عِنْ : سُوَيرٍ وبُويَعِ ما مَنَعهم مِنْ أَن يقلبوا الواوَ ياءً فقالَ : لأَنَّها لَيْستْ بأَصلٍ وكذلكَ : تُفُوِعلَ نحو : تُبُويِعَ لأَنَّ الأَصلَ الألفُ ومثلُه : رُويةٌ وَرُوْيا غَيرُ مهموزٍ لَم يَقلبُوا لأَنَّ الأَصلَ الهمزُ وقالَ بعضُهم رُيَّا ورُوْيَا قَالَ : ولا يكونُ هذَا في : سُويرٍ وتُبُوِيعَ لأنَّ الواوَ بَدلٌ مِنَ الألفِ فأَرادوا أَن يمدوا نحو وَاوِ سُويرٍ واوَ ديوانٍ لأَنَّ الياء بدلٌ مِنَ الواوِ
    إبدالُ الياءِ مِنَ المدغمِ عيناً :
    وذلكَ قولُهم : ديِنَارٌ وقِيراطٌ والأَصلُ : دِنَّارٌ وقِرَّاطٌ يَدلُّ علَى ذلكَ جمعُهم إياهُ دَنانيرُ وقَرَاريطُ والتصغيرُ دُنَينيرٌ وقُريرِيطٌ فأَبدلوا الأُولى ياءً . وكلهم يقولُ في ( دِيوانٍ ) دَوَاوينُ في الجمع ودُيَوينٌ في التصغيرِ فقلبتِ الواوُ ياءً للكسرةِ
    إبدالُ الياءِ مِنَ الواوِ تشبيهاً بمَا يوجبُ القلبَ :
    مِنْ ذلكَ قولهُم : حَالتْ حِيَالاً وقُمْتُ قِيامَاً
    قالَ سيبويه : قلبوهَا لإعتلالِها في الفعلِ وإنَّ قبلَها كسرة وبعدَها حرفٌ يشبهُ الياءَ يعني الألفَ قالَ ومثلُ ذلكَ : سَوْطٌ وسِيَاطٌ لمّا كانتِ الواوُ ساكنةً فأَمَّا ما كانَ قَد قُلبَ في الواحدِ فإنَّه لا يثبتُ في الجمعِ إذَا كانَ قبلهُ الكسرُ وذلكَ قولهُ : دِيمةٌ ودِيَمٌ وحِيلَةٌ وحِيَلٌ وقَامةٌ وقِيَمٌ وَدَارٌ ودِيَارٌ وهذَا أَجدرُ إذَا كانتْ بعدَها الألفُ استثقلوا الواوَ بعدَ الكسرةِ
    فجميعُ هذَا لم يعلَّ للكسرةِ التي قبلَهُ فَقَطْ لأَنَّ الكسرةَ إنَّما تقلبُ الواوَ ياءً إذَا كانتِ الواوُ ساكنةً ولكنَّ هذهِ الواوَ ضَارعتِ الواوَ الساكنةَ باعتلالها في الواحدِ فأَعلوها في الجميع فإنْ لم تعتلَّ في الواحِد لم تعلَّ في الجميعِ وذلكَ قولُهم : كُوزٌ وكِوَزةٌ وَعُودٌ وعِوَدةٌ وَثَورٌ وثِوَرةٌ وقَدْ قالوا : ثِيَرةٌ . قلبوها حيثُ كانَتْ بعدَ كسرةٍ وهَذا شاذٌّ والفرقُ بينَهُ وبينَ : سَوطٍ وسِيَاطٍ أَنَّ بعدَ الياءِ في ( سِيَاطٍ ) أَلفاً وهوَ حرفٌ يقربُ مِنَ الياءِ
    وقالَ أبو العباس : هؤلاءِ إِنما قالوا : ثِيَرةٌ ليفرقوُا بينَ : ثَورِ الأقطِ وثَورٍ مِنَ البقرِ وقالَ : بَنَوْهُ علَى فَعْلَةٍ ثُمَ حركوهُ فصارَ ثِيَرةً ومِمّا أُجري مَجرى ( حِيَالاً ) : اجتزتُ اجْتيازاً وانقدتُ انقياداً فأَمَّا قولُهم : جِوَارٌ فلصحتِه في الفعلِ قالوا : جَاورتُ وقَدْ قلبوا الواوَ ياءً في ( فُعَّلٍ ) وذلكَ : صُيَّمٌ في ( صُوَّمٍ ) وفي قُوَّلٍ : قُيَّلٌ : وفي قُيّمٌ قٌوّمٌ شبهوها بِعُتُوٍّ وعُتِيٍّ كما قالوا : جُثُوٌّ
    وفُعُولٌ إذَا كانتْ جمعاً فحقُّها القلبُ نحو : عَاتٍ وعُتِيٍّ وإذَا كانَ مصدراً فحقهُ التصحيحُ لأَنَّ الجمعَ أَثقلُ عندَهم مِنَ الواحدِ أَلا تَراهم قالوا : في جمعِ أَبيضَ : بِيضٌ وكانَ القياسُ : بُوْضٌ لأَنَّهُ فُعْلٌ : يَدلُّكَ علَى ذلكَ قولُهم : أَحمرُ حُمْرٌ ولكنَّهم أَبدلوا الضمَة كَسرةً لتصحَّ الياءُ التي كانتْ في الأَصلِ ولئلا يخرجوا مِنَ الآخفِّ إلى الأَثقلِ في الجمعِ وهَوَ أَثْقَلُ مِنَ الواحدِ عندَهم فَيجتمعَ ثقلانِ وقالُوا أَيضاً : صِيَّمٌ ونِيَّمٌ كما قالوا : عِتيٌّ فكسَروا ليؤكدوا البدلَ
    ولم يقلبوا في : زُوّارٍ وصُوَّامٍ لبعدِها مِنَ الطرفِ فأَمَّا طَويلٌ وطِوَالٌ فصحَّ في الجمعِ كما صحَّ في الواحِد . أَما فَعَلانٌ وفَعَلَى فنحو : جَوَلانٍ وحَيدانٍ وحَيَدى فأَخرجوهُ بهذهِ الزيادِة مِنْ مِثالِ الفِعْلِ الذي يعتلُّ فأشبهَ عنَدهم ما صححَ لأَنَّهُ جَاءَ على غيرِ مثالِ الفعِل المعتل نحو : الحِوَلِ والغِيَرِ وكذلكَ فِعَلاءُ نحو : السيَراءِ وَفُعَلاَءُ : نحو : القُوَباءِ والخُيَلاءِ وقَد وكذلكَ فِعَلاءُ نحو : السيَراءِ وَفُعَلاَءُ : نحو : القُوَباءِ والخُيَلاءِ وقَد أَعلَّ بعضُهم : فَعَلان وَفَعَلَى كمَا أْعلَّ ما لا زيادةَ فيهِ جَعلُوا الزيادةَ بمنزلة الهاءِ وذلكَ قولُهم : دَارانٌ وهَامَانٌ وليسَ ذا بالمطردِ وأَمَّا فُعَلَى وفِعَلَى فلا تدخلُه العلةُ كما لا تدخُل : فُعَلاَءُ وفِعَلاءَ
    إبدالُ الواوِ مِنَ الياءِ :
    الواوُ تبدلُ مِنَ الياءِ إذَا سكنتْ وانضم ما قبلَها نحو : مُوقِنٍ ومُوسِرٍ كانَ الأَصلُ : مُيقنٌ ومُيسرٌ فأبدلتْ واواً مِنْ أَجلِ الضمةِ وَيَا زيدٌ وَإسْ وقالَ بعضُهم : يَا زيدٌ بْئَسْ شَبههُ بقُيلَ وقرأَ أَبو عمروٍ : ( يَا صَالِحُ يتِنا ) جعل الهمزةَ ياءً ثُمَّ لم يقلبْها واواً ولم يقولوا : هذَا في الحرفِ الذي ليسَ منفصلاً وهيَ لغةٌ ضعيفةٌ وتبدلُ مِنَ الياءِ في النسبِ إذا نسبتَ إلى ندَا ورَحَا : نَدَوِيٌّ ورَوحوِيُّ وإلى غَنيٍّ : غَنَويٌّ وهذهِ الياءُ إنما تقلبُ أَلفاً ثُمَ تقلبُ واواً فالأَصلُ ياءٌ والتقديرُ قلبُها مِنَ الألفِ وقد ذكرتُ ذَا في النسبِ وتبدلُ الواوُ مِنَ الياءِ في ( فَعْلَى ) إذَا كانتْ اسماً والياءُ موضعُ اللامِ يقولونَ : لكَ شَرْوَى هذَا الثَّوبِ وإنَّما هيَ مِنْ : شَريتُ وتَقْوَى وإنِّما هيَ مِن التَّقيَّةِ وإنْ كانتْ صفةً تركوهُا علَى أَصلِها قالوا : امرأةٌ خَزْيَا وَرَيَّا ولَو كانتْ : رَيَّا اسماً لكانتْ : روَّا لأَنكَ كنتَ تبدلُ واواً موضعَ اللامِ وتثبت الواوَ التي هيَ عينُ فَعْلَى مِنَ الواوِ علَى الأصلِ وذلكَ : شَهْوَى صفةٌ ودَعْوَى اسمٌ وأَبدلوها وهيَ عينٌ في فُعْلَى وذلكَ قولُهم : هذهِ الكُوسَى والطُّوبَى وَهْوَ مِنَ الكَيسِ والطِيبِ وإنَّما أَبدلوها للضمةِ قبلَها فإنْ كانتْ صفةً ليستْ فيها أَلفٌ ولامٌ ردوها إلى أَصلِها قالَ : ( تِلْكَ إذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى )
    وذكرَ سيبويه : أَنَّها فُعْلَى وأَنَهُ لَيسَ في الكلامِ : فِعْلَى ( صفة ) وفي الكلامِ فُعْلَى صفةٌ مثلُ : حُبْلَى و ( فُعْلَى ) إذَا كانتْ فيها أَلفٌ ولامٌ استعملَ استعمالَ الأَسماء وإنْ كانتْ مشتقةً أَلاَ تَرَى أَنَّكَ تَقولُ الصَّغْرَى والكُبْرَى فَلا تحتاجُ أَنْ تقولَ : المرأةُ الصُّغْرَى وأَمّا : ( فَعْلَى ) فَعَلَى الأَصلِ في الواوِ والياءِ وذلكَ قولُهم : فَوْضَى وَعَيْثَى وفُعْلَى منْ قُلتُ علَى الأَصلِ كما كانت فَعْلَى من غَزَوْتُ على الأصل
    وكأَنَّهم عَوضوا الواوَ في هذَا البابِ مِنْ كثرةِ دخولِ الياءِ عليها في غيرهِ وذَا قولُ سيبويه
    [ للإبدالِ بقية ]

    صفحة رقم [ 36 ] من كتاب الأصول في النحو Fasel10

    كتاب : الأصول في النحو
    المؤلف : أبي بكر محمد بن سهل بن السراج النحوي البغدادي
    منتدى الرسالة الخاتمة - البوابة
    صفحة رقم [ 36 ] من كتاب الأصول في النحو E110


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس - 12:30