منتدى الف توتة و حدوتة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    صفحة رقم [ 33 ] من كتاب الأصول في النحو

    avatar
    توتة
    Admin


    عدد المساهمات : 2017
    تاريخ التسجيل : 13/02/2014

    صفحة رقم [ 33 ] من كتاب الأصول في النحو Empty صفحة رقم [ 33 ] من كتاب الأصول في النحو

    مُساهمة من طرف توتة الإثنين 11 أكتوبر - 3:19

    صفحة رقم [ 33 ] من كتاب الأصول في النحو Nahw10

    بّسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    مكتبة الثقافة الأدبية
    الأصول في النحو
    صفحة رقم [ 33 ] من كتاب الأصول في النحو 1410
    ● [ بَابُ ذكرِ الأَفعالِ التي فيها زوائدُ ] ●
    مِنْ بَناتِ الثلاثةِ ومصادرها

    هذهِ الأفعالُ تجيء علَى ضربين : أَحدهما على وزنِ الفِعلِ الرباعي والآخرُ على غيرِ وزنِ ذواتِ الأربعةِ فأَمَّا الذي على وزنِ ذواتِ الأربعةِ فهو أَيضاً على ضربينِ : أَحدهما ملحقٌ ببناتِ الأربعةِ والآخرُ على وزنِ ذواتِ الأربعة في متحركاتهِ وسواكنهِ وليسَ بملحقٍ فالمحلقُ : حَوقَلَ حَوْقَلةً وَبَيْطرَ بَيْطَرةً وَجَهْوَرَ كلامَهُ وكذلكَ شَمْللتُ شَمْلَلَةً وسَلْقيتهُ سَلْقَاةً وجَعْبيتُهُ جَعْبَاةً فهذا ملحقٌ بِدَحْرَجَ ومضارعهُ كمضارعِ يُدَحرجُ نحو : يُجَعْبي ويُحوقلٌ ويُشمللُ ومصدرُ الرباعي بغيرِ زيادةِ يجيءُ على ( فَعْلَلَةٍ وفِعْلاَلٍ ) نحو : السِّرهاف والزَّلْزَلةِ والزِّلْزَالِ وكذلك : الملحقُ الحِيقَالُ السِّلقَاء على مثالٍ الزِّلْزَالِ كما قالَ :
    ( وبعضُ حِيقَالِ الرجَالِ الموتُ ... )
    الضربُ الآخرُ : الذي علَى وزنِ ذواتِ الأربعة وليسَ بملحقٍ وهو يجيءُ على ثلاثةِ أضربٍ : فَعَلَ وأَفْعَلَ وفَاعَلَ الوزنُ على وَزنِ : دَحْرَجَ والمضارُع كمضارعِ بناتِ الأربعةِ لأَنَّ الوزَن واحدٌ ولا يكونُ المصدرُ كمصادِرها لأَنَّهُ غيرُ ملحقٍ بِهَا تقولُ : قَطَّعَ يدَهُ يُقَطعُها وكَسَّرَ يُكسرُ علَى مثالِ : يُدحرِجُ وقَاتَلَ يُقاتلُ وأَما أَفْعلتُ فنحو : أَكرَم يُكرمُ وأَحْسَنُ يُحْسِنُ وكانَ الأَصلُ : يُؤَكرمُ ويُؤحْسنُ حتَى يكونَ على مثالِ : يُدحرجُ لأَنَّ همزةَ أَكرمَ مزيدةٌ بحذاءِ دَال دَحْرَجَ وَحَقُّ المضارعِ أَن ينتظمَ ما في الماضي منَ الحروف ولكن حُذِفَتِ الهمزة وقَدْ ذكرنَا هذَا فيما تقدمَ ومع هذَا فإنَّهم حذَفُوا الهمزَة الأصليّة لإلتقاءِ الهمزتينِ في : أَاْكلُ وأاخذْ وأَامرْ فقالوا : خُذْ وكُلْ ومُرْ ورُبمَّا جاءَ على الأصلِ فقالوا : أومرْ فإنْ اضطَّر شَاعرٌ فقالوا : يؤكرمُ ويُؤحسنُ جازَ ذلكَ كما قالَ:
    ( وصَالياتٍ ككُمَا يُؤثفَينْ ... )
    وكما قالَ : ( فإنهُ أَهْلٌ لأن يُؤَكُرِمَا ... )
    والمصادرُ في الفَعَلِ علَى مثالِ : الزِّلزالِ وليسَ فيهِ مثالُ : الزَّلْزلَةِ لأَنهُ نَقَصَ في المضارع فَجُعِلَ هَذا عوضاً وذلكَ نحو : أكرمتُه إكراماً وأَعطيتُه إعطاءً وأَمَّا ( فاعلتُ ) فمصدره اللازمُ لَهُ ( مُفَاعلةٌ ) وذلكَ نحو : قَاتلتُهُ مُقَاتلَةً وشَاتمتُهُ مُشَاتمةً فهذَا على مثالِ : دَحْرجتُهُ مُدَحرجَةً ولَم يكنْ فيهِ شيءٌ على مثالِ : الدَّحْرجَةِ لأَنهُ ليسَ بملحقٍ ( بِفَعْلَلتُ ) ويجيءُ فيهِ ( الفِعَالُ ) نحو : قَاتلتُه قِتالاً وراميتُه رِمَاءً وكانَ الأصلُ ( فِيعَالاً ) لأَنَّ ( فَاعلتُ ) علَى وزنِ ( أَفْعَلتُ ) وفَعْلَلتُ فالمصدرُ كالزِّلْزَالِ والإِكرامِ ولكنَّ الياءَ محذوفةٌ مِنْ ( فِيعَالٍ ) استخفافاً وإنْ جَاءَ بها جَاءٍ فمصيبٌ وأَمَّا فَعَّلْتُ : فمصدرهُ التفعيلُ لأَنَّهُ ليسَ بملحقٍ فالتاءُ الزائدةُ عوضٌ مِنْ تثقيل العينِ والياءُ بدلٌ مِنَ الألفِ التي تلحقُ قبلَ أواخرِ المصادرِ وذلكَ قولُكَ : قَطَّعتُه تَقْطيعاً وكَسَّرتهُ تكسيراً وشمَّرتُ تَشميراً وكان أَصلُ هَذا المصدرِ أنَ يكونَ فِعَّالاً كما قلتَ أَفْعلتُ إفْعَالاً ولكنهُ غُيرَ لبينَ أَنهُ ليسَ ملحقاً ولو جاءَ بهِ جاءٍ علَى الأَصلِ لكانَ مصيباً كما قالَ الله جلَّ ذكره ( وكذبوا ليبينَ بآياتِنا كِذّابًا ) وقالَ قومٌ : حَمَّلتهُ حِمَّالاً وكَلّمتُه كِلاّماً فهذهِ تصاريف هذهِ الأَفعالِ ومصادرها ونحنُ نذكرُ معانيها ومواقعها في الكلامِ إنْ شاء الله
    الأولُ : فَعَّلَ :
    حقهُ أنْ يكونَ للتكثيرِ والمُبالغةِ فأذَا أدخلتَ عليهِ التاء قلتَ : تَفَعَّلتُ تَفَعُّلاً ضموا العينَ لأَنهُ لَيسَ في الكلام اسمٌ على ( تَفَعّلَ ) وفيهِ ( تَفَعُّلٌ ) مثلُ التَنوطِ اسمٌ ويجيءُ : فَعَّلتهُ وأَفْعَلتُه بمعنىً واحدٍ نحو : خَبَّرتهُ وأَخبرتُهُ وَوَعَّزْتُ وأَوعزتُ وسَمّيتُ وأَسميتُ أَي : جَعَلتُه فَاعِلاً ويجيئان مفترقينِ نحو : عَلّمتهُ وأَعلمتُه فَعَلّتُ أَدبتُ وأَعلمتُ : آذنتُ وكذلكَ آذنتُ وأَذّنتُ مفترقانِ فآذنتُ : أَعلمتُ وأَذّنتُ مَنَ النداءِ والتصويتِ بإعلامٍ وبعضُ العربِ يجري : أَذّنتُ وآذنتُ مجرى سَمّيتُ وأَسميتُ وأَمرضتُه جَعلتُه مَريضاً ومَرَّضتهُ قمتُ علَيهِ
    ومثلُه أَقذيتُ عينَهُ وَقَذّيتُها فأَقذيتُها : جعلتَها قَذِيَّةً وقَذَّيتُها : نَظفتُها مِنَ القَذَاءِ كَثَّرْتُ وأكثرتُ وقَلَّلتُ وأَقللتُ فكَثَّرتُ أَنْ تجعلَ قليلاً كثيراً وقَلّلتُ تَجعلُ كثيراً قليلاً وصَبَّحْنا ومَسَّينَا وسَحَّرْنا فمعناهُ : أَتيناهُ صباحاً في هذهِ الأوقاتِ ومثلهُ بَيّتناهُ أَتيناهُ بَيَاتاً وما بنيَ على ( يُفْعّلُ ) فهوَ يُشجّعُ ويُجَبّنُ ويُقَوّي أَي يُرمى بذلكَ وقد شُيّع الرجلُ أي رُميَ بذلكَ وقيلَ فيهِ
    الثاني : أَفعَلُ :
    وحَقُّ هذهِ الألفِ إذا دخلتْ على : فَعِلَ لا زيادةَ فيهِ أَنْ يجعلَ الفاعلَ مفعولاً نحو : قَام وأَقمتُه وقَد ذكَر هذا فيما مضى ويكونُ في معنى ( فَعَلَ ) في لغتينِ مختلفتينِ نحو : قِلْتُه وأَقلتُه وأَشباهُ هذَا كثيرٌ وقد أَفردَ لَهُ النحويونَ وأَهلُ اللغةِ كتباً يذكرونَ فيها : فَعَلْتُ وأَفْعَلتُ والمعنى واحدٌ وكما أَنهُ قَدْ جاءَ أَفْعَلتُ في معنى : فَعَلْتُ فكذلكَ يجيءُ : فَعَلتُ في معنى : أَفْعَلتُ يَنْقلُ الفَاعلَ فيجعلُهُ مفعولاً نحو : نَعِمَ الله بِكَ عيناً وأَنْعَم بمعنىً واحدٍ ويقالُ : أبانَ وأَبنتهُ واستبانَ واستبنته بمعنىً واحدٍ فأَبانَ وأَبنتُه في ذَا الموضع كحَزنَ وأَحزنتهُ وكذَلكَ : بَيّنَ وبَيّنتهُ ويجيءُ : أَفعلتُه علَى أَن تُعَرِضَهُ لأَمرِ كأَقتلتهُ وأَقبرتهُ جعلتَ لَهُ قبراً وسقيتُه فَشَرِبَ وأَسقيتهُ جعلت لَهُ سُقْيَا ويجيءُ : أَفْعلُ علَى معنى أَنهُ صارَ صَاحبَ كذَا نحو : أجربَ صَارَ صَاحبَ جَربٍ وأَحالَ : صَارَ حِيَالٍ ومثلُه : مُقْوٍ ومُقطفٌ أَي : صَاحبُ قُوةٍ وقِطَافٍ في مالِه مِنْ قَوِيَ الدابةُ وقَطفَ ومثله أَلامَ فلانُ ( أيَ : صَارَ صاحبَ لائمةٍ ) ولاَمهُ بغيرَ هَذا المعنى وإنّما هُوَ إِذَا أَخبرهُ بأَمرِه والمعْسرُ والمُرسرُ مثلُ : المُجرِبِ فأَمَّا عَسَّرتُهُ فضيقتُ عليهِ ويَسَّرتُه وسعتُ عليهِ ومثلُ ذلكَ : اسمنتُ وأَكرمتُ فأربِط
    وكذلكَ أَلأَمتُ وأَرابَ صارَ صاحبَ رِيبةٍ ورَابني جَعلَ فيَّ رِيبةً ويجيءُ علَى معنى أَنهُ استحقَّ ذلكَ نحو : أَحصدَ الزرعُ وأَقطعَ النخلُ إذَا استحقَّ ذلكَ فإنْ أَخبرتَ أَنكَ فعلتَ قلتَ : قَطَعْتُ وأَحمدتُه : وجَدتُهُ مستحقاًّ للحمدِ مني وحَمدتُه جزيته وقضيته حقَّهُ ويجيءُ للمصيرِ إلى الحينِ وذلكَ نحو : أَسْحَرْنَا وأَصْبَحْنا وأَهْجَرْنا وأَمْسَيْنا أَي : صِرنَا في هذِه الأوقاتِ
    ويجيءُ : أفعلتُ في معنى : فَعَّلتُ كما جاءت ( فَعَّلتُ ) في معناها : أَقْلَلتُ وأَكثرتُ في معنى قَلَّلتُ وكَثَّرتُ وقالوا : أَغلقتُ الأبوابَ وغَلَّقتُ
    قالَ الفرزدقُ :
    ( ما زلتُ أَغلقُ أَبواباً وأَفتحها ... حَتَى أَتيتُ أَبا عمرِو بن عَمارِ )
    ومثلُ : أَغْلَقتُ وغَلّقتُ أَجدتُ وجَوَّدتُ وإذَا جَاءَ شيءٌ نحو : أَقْلَلتُ وأَكثرتُ : أي ِ جئتُ بقليلٍ وكثيرٍ فهذا على غيرِ معنى : قَلّلتُ وكَثَّرتُ
    الثالثُ : فَاعلَ :
    وأَصلهُ أَن يكون لتساوي فاعلينِ في ( فعل ) وذلكَ نحو ضاربتُهُ وكَارمتُهُ فإذَا كنتَ أنتَ فعلتَ مِنْ ذلكَ ما تغلبُ بهِ وتستحقُّ أن تَنسبَ الفعلَ إليكَ دونَهُ قلتَ : كارَمني فكرمتهُ أُكرمهُ وخَاصمني فخصمتُه أُخصمُه فهذَا البابُ كلهُ علَى مثالِ : خَرجَ يَخرُجُ إلاّ ما كانَ مثل : رَميتُ وبِعتُ وَوَعدَ فإنَّ جميعَ ذلكَ : أَفعلُهُ وليسَ في كُلِّ شيءٍ يكونُ هذا لا تقولُ : نَازعني فنزعتُهُ استغني عنهُ بِغَلَبْتُهُ وقَد يجيءُ ( فَاعلتُ ) لا تريدُ به عَمَل اثنينِ نحو نَاولتهُ وعاقبتُه وعافاه الله وسافرتُ وظاهرتُ عليهِ وأَما ( تَفَاعلتُ ) فلا يكونُ إلاّ وأَنتَ تريدُ فِعْلَ اثنينِ فصاعداً ولا يعملُ في ( مَفْعولٍ ) نحو : تَرامينَا وقَد يشركهُ ( افْتعَلنا ) فتريدُ بها معنىً واحداً نحو : تَضاربوا واضطَربوا وتَجاوروا واجتوروا وقالوا : تَماريتُ في ذلكَ وتراءيتُ لَهُ وتَقَاضيتُه وقد يجيءُ ( تفَاعلتُ ) ليريكَ أَنهُ في حالٍ ليسَ فيها نحو : تَغَافلتُ وتَعامَيتُ وتَعاشيتُ وتعارجتُ
    قالَ الشاعر :
    ( إذَا تَخازرتُ ومَا بي مِنْ خَزَرْ ... )
    ● [ بابُ دخولِ ( فعَّلتُ ) علَى ( فَعَلْتُ ) ] ●
    لا يشركهُ في ذلك : ( أَفْعَلْت )

    تقولُ : كَسَرتُها فَإِذا أَردَت كثرةَ العَملِ قلتَ : كَسَّرتُها وقالَوا : مَؤَّتْتُ وقَوَّمْتُ إِذا أردتَ جماعةَ الإِبلِ وغيرَها وقالوا : يُجَوِّلُ أَي : يكثرُ الجَولانَ ويُطّوفُ أي : يكثرُ ذاكَ والتخفيفُ في هذا كلِه جَائزٌ لأَنَّ كُلَّ فالقليلُ فيهِ واجبٌ يجوزُ أَنْ تقولَ : ضَرَبْتُ تريدُ : ضَرباً كثيراً وقليلاً فإِذاَ قلتَ : ضَرَّبتُ انفردَ بالكثيرِ أَلا تَرى أَنكَ إذَا قلتَ : ضَرَبْتُ ضَرباً جازَ أَن يكونَ مرةً ومراراً فإِذَا قلتَ : ضربةً انفرد بمرةٍ واحدةٍ
    ● [ بَابُ دخولِ التاءِ علَى فَعَّلَ ] ●

    فإِذا أدخلتَ التاءَ على ( فَعَّلَ ) صارَ للمطاوعةِ نحو : كَسّرتهُ فَتَكَسَّرَ وأَما تَقَيَّسَ وتَنَزّرَ فكأَنهُ جرى على ( نُزرَ فَتَنَزَّرَ وَقُيِّسَ فَتَقَيَّس مثلُ . كُسِّرَ فتكَسَّرَ وإِذَا أَرادَ الرجلُ أَن يدخلَ نفسَهُ في أَمرٍ حتَى يُضافُ إليه يقولُ : تَفَعّلَ نحن : تَشَجّع وتَمَرّأَ أَي : صَارَ ذَا مُروةٍ وقَد يجيءُ تَقَيَّسَ وتَنَزَّرَ مثلُه إذَا أَدخلَ نفسَهُ في ذَلِكَ وقَد يشاركُ ( تَفَعَّلَ ) اسْتَفعَلَ نحو : تَعَظَّمَ واسْتعظَمَ وتَكَبَّر واسْتكبَر وتجيءُ : تَفَعّلْتُ بمعنى : الإستثباتِ ويُشاركُها استَفْعَلتُ : نحو : تَيَقّنتُ واستيقنتُ وتَبَيّنتُ واستبينتُ وتَثَبّتَ واستثبتَ وقولُهم : تَقَعَّدتْهُ إِنّما هُوَ : رَيَّثْتهُ عَنْ حاجتهِ وعُقْتُهُ ومثلهُ : تهيبني البلادُ وأمَّا : تنقّصتهُ فكأنهُ الآخِذُ مِنَ الشيء الأوّلَ فالأوّلِ ومثلُهُ : يَتَجرَّعهُ ويَتَحسَّاهُ وأَما ( تَعَقَّلهُ ) فنحو : تَقَعَّدهُ لأَنهُ يريدُ : أَن يَختِلهُ عن أَمرٍ يعوقهُ عنهُ ويَتَملَّقه نحو ذلكَ لأَنهُ إِنَّما يُريدُ أَنْ يُديرَهُ عَنْ شيءٍ وقالوا : تَظلمني أَي : ظَلَمني مَالي كما قالوا : جِزْتُ وجَاوزتُهُ ونَهيتُهُ واستنهيتهُ مثلُ : عَلَوته واستعلَيتهُ والمعنى واحدٌ وأَمَّا تَخَوَّفهُ فهوَ أَن تُوقعَ أَمراً يقعُ بكَ فَلا تأمنهُ في حالِكَ التي تكلمتَ فِيهَا و ( خافهُ ) ليَس كذلكَ وأَما يتَسَمَّعُ ويَتَبصّرُ ويَتحَفَّظُ ويَتَجرّعُ ويتدَخّلُ ويَتعَمّقُ فجميعهُ عَملٌ بَعْدَ عَملٍ في مهلةٍ وتَنَجَّزَ حَوائجَهُ واستَنْجَزَ في معنىً واحدٍ
    ● [ بابُ افتراقِ : فَعَلْتُ واَفْعَلتُ ] ●

    تقول : دخلَ وأَدخلهُ غيرُهُ وخافَ وأَخفتُه وجَالَ وأَجلتُه ومَكُثَ وأمكثتهُ وفَرِحَ وأَفرحتهُ وفرَّحْتُهُ يشتركانِ
    ومِنَ العربِ مَنْ يقولُ : أَملحتهُ والكثيرُ مَلّحتهُ وَظَرُفَ وَظَرَّفتُهُ ولا يستنكرُ ( أَفعلتُ ) فيها فأمَّا : طَرَدتهُ : فَنَحيتهُ وأَطردتهُ : جعلتَهُ طريداً وطَلَعتُ : بَدوتُ وأَطلعتُ : هَجمتُ وشَرقتِ الشمسُ بدَتْ وأَشرقتْ : أَضاءَتْ : وأسرعَ : عَجِلَ كَثَقُلَ كأَنهُ غَريزةٌ كَخَفّفَ وقالوا : فَتَن الرجلُ وفَتَنتهُ وحَزِنَ وَحَزنْتُهُ لم يردْ أَن يقولَ : جَعَلتُه حزيناً ولكنْ جلعتُ فيهِ حزناً مثلُ كَحَلْتُهُ جَعلتُ فيهِ كُحلاً وإذا أردتَ ذلكَ قلتَ : أَحزنتهُ : وأَفتنتهُ ومثلهُ : شَتِرَ الرجلُ وشَتَرْتُ عينهُ فإِذَا أَردتَ تغيرَ شَتر الرجل قُلتَ : أَشترتهُ وعورتْ عينهُ وعُرتهُا وبعضهم يقولُ : سَوِدتُ وسَدتُها مِنَ السوادِ وقد اختلفوا في هذَا البيتِ لنصيبٍ فقالَ بعضُهم :
    ( سَوِدتُ فَلَمْ أَملكْ سَوَادِي وتَحْتَهُ ... قَمِيصٌ مِنَ القُوهيّ بِيضُ بَنائقُه )
    وقالَ بعضُهم : سُدْتُ : يريدُ فَعُلتُ وجملةُ هذَا أَنكَ إذا أردتَ تغييرَ ( فَعَلَ ) قلتَ : أَفعلُ فَقَط وقالوا : عَوَّرتُ عينَهُ مثلِّ فرَّحته وسوَّدته ومثلُ : فَتَنْتهُ جَبَرَتْ يَدهُ وجَبَرتُها وَرَكَضَت الدابةُ وَركضتُها ونَزَحتِ الرَّكْيَّةُ وَنَزَحْتُها وسَارتِ الدابةُ وسَرتُها ورَجُسَ الرجلُ وَرَجَستُه ونَقَصَ الدرهمُ ونَقَصتُهُ وغَاضَ الماءُ وَغِضْتُهُ وقَد جاءَ فَعَّلتهُ إذَا أَردتَ أَن تجعلَهُ ( مُفْعِلاً ) نحو : فَطَّرنهُ فأَفطرَ وَبَشَّرْتُهُ فأَبشرَ وهَوَ قليلٌ وأَما خَطَّأتهُ فإنّما أَردتَ : سميتُهُ مُخْطِئاً مثلُ فَسَّقتهُ وَزَنَّيتُهُ وحَيَّيتهُ وسَقَّيتهُ قلتَ لَهُ : حَياكَ اللّهُ وسَقاك ويَا فَاسقُ ويَا زَاني وأَفَّغتُ بهِ قلتَ لَهُ أُفٍّ لك وقالوا : أَسقيتهُ في معنى سَقَّيتُهُ ودَخلَ ( أَفعلُ ) علَى ( فَعَّلَ ) كدخولِ فَعَّلَ عليهِ
    القسمُ الثاني : ما فيهِ زائدٌ مِنْ بنَاتِ الثلاثةِ :
    وليسَ علَى وزنِ ذَواتِ الأربعةِ وهو ما أُسكنَ أَوله ودخلَ عليهِ أَلفُ الوصلِ وهيَ تجيءُ على ثمانيةِ أَبنيةٍ : انْفَعلَ افْتعَلَ استفعلَ افَعالَلتُ افْعَلَلتُ افْعَوْعَلَ افْعَوَّلَ افْعَنللْتُ
    الأولُ : انْفَعلَ هذَا البناءُ يجيءُ للمطاوعةِ نحو : قَطعتُهُ فانقطعَ وكسرتهُ فانكسرَ وقالوا : طردتُه فذَهبَ استغنى بهِ عَنْ انطردَ وقَد يجيءُ : افْتعَلَ ( في معنى ) ( انْفَعَلَ ) نحو : غمتُه فاغْتَمَّ يجوزُ فيهِ انفعل وافْتعلَ
    الثاني : افْتَعلَ : حكمُ افْتعَلَ وبابهُ أَن يكونَ متعدياً وقَدْ يجيءُ في معنى ( انْفَعلَ ) في المطاوعةِ فمتى جاءَ على معنى المطاوعةِ فهوَ غيرُ متعدٍ فإذا قلتَ : شَويتهُ فاشْتَوى فهوَ علَى معنى : انشَوى وإِذَا قلتَ : اشتويتُ اللحمَ أَي : اتخذتُ شِواءً وشويتُ مثلُ : أَنضجتُ وكذلكَ اختبز وخَبزَ واطَّبخَ وطَبَخَ واذَّبحَ وذَبَح فذبحَ بمنزلةِ قولهِ : قَتَلهُ واذَّبحَ بمنزلةِ قولهِ : اتخَذَ ذبيحةً والأَجودُ في ( افتعلَ ) أَن يقع متعدياً على غيرِ معنى الإنفعالِ وحَبستهُ بمنزلةِ : ضبطْتهُ واحتبستهُ اتخذتُهُ حبيساً واصطَبَّ الماءَ بمنزلةِ استقِهِ تقولُ اتخذْهُ لنفسِكَ وكذلكَ : أكْتَلْ واتَّزِنْ وقَد يجيءُ على وَزنته وكِلْتهُ فاكتالَ واتَّزنَ وقد يجيءُ فيما لا يرادُ بهِ شيءٌ مِنْ هذَا نحو : افْتقَر فأمَّا كسبَ فإنهُ أَصابَ واكتسبَ : هُوَ التصرفُ والطَّلبُ والإجتهادُ بمنزلةِ الإضطرابِ
    وقد جاءَ : افْتَعلتُ على ( تَفَعَّلْتُ ) قَالوا : ادَّخَلوا واتَّلجوا يريدونَ معنى : تَدخلوا وتولجوا
    وقالوا : قرأتُ واقترأَتُ وخَطفَ واخْتَطفَ بمعنىً واحدٍ وأَما انتزعَ فهي خَطْفةٌ كقولِكَ استَلبَ وأما ( نَزَع ) فإنهُ تحميلُكَ إِياهُ وإن كانَ على نحوِ الإستلابِ وكذلكَ : قَلعَ واقْتَلعَ وجَذَبَ واجْتَذَبَ
    الثالثُ : استفعلَ :
    وهُوَ طَلبُ الفعلِ نحو : استنطقتهُ فنطَقَ لأَنَّ : استنطقَ مأخوذُ مِنْ ( نَطقَ ) واستكتمتهُ فكتمَ واستخرجتهُ فَخَرجَ واستعطيتهُ طلبتُ العطيّةَ ومثلهُ استعتبت واستفهمتُ وَهوَ متعدٍّ وفِعْلُ المطاوعِ يجيءُ على ( فَعَلَ ) إِنْ كانَ الماضي علَى ( فَعَلَ ) بلا زيادةٍ وإن كانَ الماضي علَى ( أَفعلَ ) كانَ فِعْلُ المطاوعِ عَلى ( أَفعلُ ) نحو : استنطقتهُ فَنطَق لأنه استنطقته مأخوذ من ( نطق ) فإن قلت : استَفْتَيْتُهُ قلت : فأفتى لأَنَّ الماضي : أفتى ومنهُ أُخذَ اسْتَفْتَى وكذلكَ : استخبرتهُ فأَخبرَ لأَنكَ تريدُ : سألتهُ أَن يخبرَ وكذلكَ : استعملتهُ فأعلمني فَعَلَى هذَا يجري هَذا فافهمهُ وقالوا : اسَتَحَقَّهُ طَلَب حَقَّهُ واستخفَّهُ : طَلَب خفتَهُ واستعجلَ : مَرَّ طالباً ذاكَ مِنْ نفسهِ ويجيءُ : اسْتَفْعَلتُ أيضاً على معنى : أَصابهُ الفعلُ أي : أَصبتُ كذَا نحو : استَجَدتهُ : أَصبتهُ جيداً واستكرمتهُ أَصبتهُ كريماً واستعظمتهُ أَصبتهُ عظيماً وقد جاءَ في التحولِ مِنْ حالٍ إلى حالٍ نحو : استنوقَ الجملُ واستتيستِ الشاةُ
    وقَد جاءَ : استفعلَ ( في معنى ) تَفعَّلَ قالوا : تَعَظَّمَ واستعظمَ وتَكبَّرَ واستكبرَ وتَيقَّنتُ واستيقنتُ وتثبَّتُّ واسْتَثْبتُّ وقَد جاءَ علَى معنى : ( أَفَعَلَ وفَعَّلَ ) وذلكَ نحو : استخلفَ لأَهلهِ كما تقولُ : أَخلفَ لأَهلهِ واستعليتُهُ بمعنى عَلَوْتُهُ
    الرابعُ : افْعَاللتَ :
    يجيءُ هذَا الضربُ في الألوانِ نحو : احماررتُ احمِراراً واشْهَابَّ اشهيباباً وكذلكَ جميعُ هذَا الضربِ وقد مضَى ذكرهُ وتجيءُ . أَشياءُ مستعملةً بالزيادةِ فَقَط نحو : أقطَارَّ النبتُ وأقطر وارعويتُ واشْمَأززتُ
    قَد ذكرهُ سيبويه في الرباعي وإن كانَ مهموزاً فليسَ هذَا موضعَهُ وهو ثلاثي
    الخامسُ : افْعَلَلتُ :
    وَهُوَ مقصورٌ من افْعَالَلتُ نحو : احمررتُ وما أَشْبهَهُ ويجيءُ الشيءُ مستعملاً بالزيادةِ فقط
    السادس : افْعَوعَلَ :
    قالَ الخليل : كأَنَّهم يريدونَ بهِ المبالغةِ والتوكيد وذلكَ : خَشُنَ واخْشَوشنَ واعشوشبتِ الأرضُ واحْلولَى ورُبّما بُنيَ عليه الفعلُ فلم يفارقُهُ نحو : اعروريتُ الفَلْو إذا ركبتهُ بغيرِ سَرجٍ
    السابعُ : افْعَوَّلَ :
    نحو : اجْلَوّذَ واعلوَّط كذَا قالَ سيبويه : وقالوا : الاعِلواط : ركوبُ العُنُقِ والتَقَحمُ علَى الشيء
    الثامِنُ : افْعَنللَ :
    نحو : اسْحَنْكَك ومعناهُ اسودَّ فهو بمنزلةِ : اذلولى إذا أريدَ بهِ الإِلحاقُ باحْرَنجَمَ واقَعنْسَسَ مِثْلهُ
    ● [ بَابُ مَصادر ما لحقتهُ هذهِ الزوائدُ ] ●

    أَفْعَلتُ مصدرهُ إفْعالٌ أَلفهُ مقطوعةٌ افْتَعَلْتُ : افْتِعالٌ أَلفهُ موصولةٌ مثلهُ في فعلهِ انْفَعَلتُ : انْفعالٌ نحو : انطلقتُ انطلاقاً واحمررتُ : احمراراً واحماررتُ : احميراراً واشْهاببتُ اشهيباباً واقْعَنسَسْتُ اقْعِنْسَاساً واجْلَوَّذْتُ اجْلوَّاذاً استفعلتُ استفْعَالاً وكذلكَ كلّ مَا كانَ على وزنهِ ومثالهِ يخرجُ علَى هذَا الوزنِ وهَذا المثال فَعَّلتُ : ( تَفْعيلٌ ) التاءُ بدلٌ مِنَ العينِ الزائدةِ في ( فَعَّلتُ ) والياءُ بمنزلةِ الألفِ في الأَفعَال
    وقالَ ناَسٌ : كَلَّمتهُ كِلاَّماً وحَمَلّتُهُ حِمَّالاً شبهوهُ بالإِفعال في متحركاتهِ وسَواكنهِ
    تَفَعَّلتُ ( تَفَعُّلٌ ) ضَموا العينَ لأَنهُ ليسَ في الكلامِ اسمُ على : ( تَفَعّلٍ ) وفيهِ : تَفَعُّلٌ
    مثلُ التَّنُوطِ وهو طائرٌ ومَنْ قالَ : كِذَّاباً قالَ : تَحَملتُ تِحمَّالاً فَاعلتُ : مُفَاعلةً الميمُ عوضٌ مِنَ الألفِ التي بعدَ الفاءِ والهاءُ عوضٌ مِنَ الألفِ التي في المصدرِ قبلَ آخرهِ
    ومَنْ قالَ تِحمّالاً فهوَ يقولُ : قِيتَّالاً وقالوا : مَاريتهُ مِراءً وقَاتلتهُ قِتَالاً وجاءَ فِعَالٌ علَى ( فَاعلتُ ) كثيراً لأَنَّهُم حذَفوا الياءَ التي جاءَ بها أُولئكَ في قِتيالٍ ( ومُفَاعلةٌ ) لا تنكسرُ
    تَفَاعلتُ : ( تَفَاعلٌ ) : ضموا العينَ ولَم يكسروها لئلا يشبه الجمعَ ولم يفتحوا لأَنهُ ليسَ في الكلامِ ( تَفَاعِلٌ ) في الأسماءِ ولو فتحوا لكانَ لفظُ المصدرِ كلفظِ الفِعْلِ
    ● [ بَابُ ما لحقتهُ الهاءُ عوضاً ] ●

    وذلكَ أَقمتُ إِقامةً كانَ الأصلُ إِقواماً فحذفتِ الألفُ وكذلكَ : استَعنتهُ استعانةً كانَ الأصلُ : استفعالاً وأَريتهُ : إِراءةً وإِنْ شئتَ لم تُعوضْ قالَ تَعالى : ( وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ) وقَالوا : اخترتُ اختياراً فلم يلحقوا الهاءَ حينَ أَتموا
    وقالوا : أَريتهُ : إِرَاءً مثلُ : إِقاماً وأَمَّا : عَزَّيتُ : تَعْزيةً فلا يجوزُ حذفُ الهاءِ منها ولا مما لامهُ ياءٌ أو وَاوٌ وكانَ أَصلُ تَعزيةٍ تَعزّيٌ فَحَذْفت زَاياً مَنَ الزاي المشددةِ والمشددةُ حرفانِ وقَد يجيءُ في الأولِ نحو الاحواذِ والإستحواذ ونحوه على الأصل ولا يجوز الحذفُ فيما لامهُ همزةٌ نحو : تَجزئةٍ وتَهنئةٍ لأَنَّهم أَلحقوهما بأخيتهما الياءِ والواو قالَ أبو العباس : الإِتمامُ أَجودُ وأَكثرُ عَنْ أبي زيدٍ وجميعِ النحويينِ فيقولونَ : هَنَّأتهُ وخطَّأتُه تخْطئاً وتَهْنِئاً وتَخْطِئةً وتَهْنِئةً
    ● [ بَابُ ما جاءَ المصدرُ فيهِ مِنْ غيرِ الفعلِ ] ●
    لأَنَّ المعنى واحدٌ

    وذلكَ : اجتوروا تجَاوراً وتجاوروا اجتِواراً وانكسَر كَسْراً وكُسِرَ انكساراً ( واللهَ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرض نَباتاً ) كأَنَّه قالَ : فَنبتم نَباتاً ( وَتَبتَّلْ إليه تَبْتِيلاً ) كأَنهُ قالَ : بَتّلَ
    وفي قراءةِ ابن مسعودِ : ( وأَنْزِلَ الملائكةُ تَنِزْيِلاً ) لأَنَّ أُنزلَ ونُزّلَ واحدٌ
    قالَ القطامي :
    ( وَليسَ بأَنْ تَتَبَّعَهُ اتِّباعَا ... )
    فجاء به على ( اتبع ) وقال رؤبة :
    ( وقَدْ تَطَوَّيْتُ انطواءَ الحِضْبِ ... )
    فجاءَ بهِ على ( انفْعلَ ) ومثلُ هذهِ الأشياءِ ( تدَعهُ تركاً ) لأَنَّ المعنى واحدٌ
    ● [ بابُ ما يكثرُ فيهِ المصدرُ مِنْ ( فَعَلْتُ ) ] ●

    وتلحقُ الزوائدَ وتَبنيهِ بناءً آخرَ علَى غيرِ ما يجبُ للفعلِ تقولُ : في الهَدْر التَّهدار وفي اللَّعِبِ التَّلْعَابُ والصَّفْقِ التَّصْفَاقُ والتَّرْدَادُ والتَّجْوَالُ والتَّقْتَالُ والتَّسْيَارُ فأَما : التِّبْيَانُ فلم تزدِ التاءُ للتكثيرِ ولو كَانَتْ لذلكَ لفتحت ولكنَّها زيدتْ لغيرِ علة وكذَلكَ التِّلْقاَءُ إنَّما يُريدُ : اللُّقيَانَ
    ذِكرُ الفِعْل الرّباعي وهوَ القسمُ الثاني مِنْ أَولِ قِسْمةٍ
    الرباعي عَلَى ضربينِ : أَحدهما : لا زيادةَ فيهِ والآخرُ ذو زيادةٍ : الأولُ : الذي لا زيادةَ فيهِ نحو : دحرجتُه : دَحْرَجةً وزَلزلتُه : زَلْزَلةً بهِ نحو : حَوْقلتهُ : حَوقَلةً وزَحولتُهُ : زَحْوَلةً مأخوذُ مِنَ ( الزِّحْلةِ ) وإنَّما أَلحقوا الهاءَ عوضاً مِنَ الألفِ التي تكونُ قبلَ آخرِ حَرْفٍ وذلكَ أَلفُ زِلزالٍ وقالوَا : زَلِزالٌ والكسرُ الأَصلُ نحو : القِلْقَالِ وسَرْهفتهُ سِرْهَافاً كَأنَّهم أَرادوا مِثالَ الإِعطاءِ لأَنَّ أَعطى على وَزْنِ : دَحْرجَ وسَرْهفَ فإذَا قلتَ : سِرْهَافاً فصارَ علَى وزِن : إكْرَاَمٍ في سَواكنهِ ومتحركاتِه لا في زوائدِه
    وزلزالٌ على مِثَالِ : تَفْعيلٍ
    الثاني مِنَ الرباعي : وهوَ ما لحقتهُ الزيادةُ ففيهِ ما جَاءَ بالزيادةِ علَى مثالِ : اسْتَفعلتُ ( فمصدرُه يجيءُ على مثالِ مصدرِ اسْتَفْعَلَ ) وذلكَ نحو احْرَنجمتُ احْرنجَاماً واطمأنَنتُ واطْمئنَاناً والطمأنينةُ والقُشعَريرةُ ليسَ واحدٌ مِنْهما بمَصدر علَى ( اطْمأنَنتُ ) واقشعررتُ كَما أَنَّ النَّباتَ ليسَ بمصدرٍ علَى ( أَنْبتَ ) وتدخلُ التاءُ على ذواتِ الأربعةِ كما دخلتْ على ذواتِ الثلاثةِ نحو : تَدَحْرجَ وتَدحرجنَا تَدحرجاً والكلامُ يقلُّ في ذواتِ الأربعةِ
    ● [ بَابُ ما لا يجوزُ أَنْ تعديَهُ مِنَ الثلاثي والرباعي ] ●

    وذلكَ انْفَعَلْتُ نحو : انْطَلقتُ انطلاقاً وانْكمَشتُ لا تقولُ فيهِ فَعَلْتُهُ مثلُ : كسرتهُ فانكسرَ لا يجوزُ : احرنجمتُه لأَنّهُ نظيرُ انفعلتُ ( في بنَاتِ الثلاثةِ زادُوا فيهِ نوناً وأَلفَ وصلٍ وليسَ في الكلامِ ) أفَعَنللْتهُ ولاَ ( افْعَنْلَيتهُ ولا افْعلَلَتُهُ ولا افْعَاللتُه ) وهو نحو : احمررتُ واشهاببتُ ونظيرُ ذلكَ من بناتِ الأربعةِ اطمأننتُ واشْمأزَزْتُ وأَما ( افعَوعلَ ) فقد يتعدى
    قالَ حَميدُ الهلالي :
    ( فلمَّا أتى عَامانِ بعدَ انفصالِه ... عِنِ الضرعِ واحْلَولى دِمَاثاً يُرُودُها )
    وافَعَوَّلَ أَيضاً يتعدى نحو ( اعلوَّطتهُ ) وكذلكَ ( فَعْلَلْتُهُ ) صَعْرَرتهُ لأَنهُ علَى بناءِ دَحْرجتهُ وهوَ ملحقٌ بهِ وكذلكَ فوعلتهُ مُفَوْعلةً نحو : كَوكبتهُ مَكَوكبةً وقالوا : اعروريتُ الفَلْو فَعْرّوهُ
    واعْلَم : أَنّ ما لا يتعدى في جميعِ الأفعالِ أَقلُّ مما يتعدى
    قالَ سيبويه : إنّما كثَر المتعدي لأَنَّهم يدخلونَ المَفعولَ في الفعل ويشغلونه بهِ كما يفعلونَ ذلكَ بالفاعِل
    ● [ بابٌ نظيرُ ( ضَرَبتُه ) ضَرْبةً ] ●
    مِنْ هذهِ الأَبوابِ كُلُّ المصادرِ

    المصادرُ تجيءُ علَى أَفعالِها على القياسِ لا تتغيرُ نحو : اسْتَفْعَلتُ اسْتفعَالاً وأعطيتُ إعطاءَةً وانطلقتُ : انطلاقةً واستخرجتُ : استخراجةً وتقولُ : قَاتلتُه مُقَاتلةً ولا تقولُ : قِتَالةً لأَنَّ الأكثرَ في ( فَاعلتُ ) مُفَاعلةً ولو أَردتَ الواحدَ من ( اجتورتُ فقلتَ : تَجَاورةً جازَ لأَنّ المعنى واحدٌ ومثلُ ذلكَ تَرَكَهُ تَرْكَةً واحدةً
    واحرنجمتُ احْرنجامةً واحدةً واقشعررتُ اقشعرارةً ونظيرُ ذلكَ مِنْ بناتِ الأربعةِ : دحرجتُه دَحْرجَةً واحدةً وزَلزلةً واحدةً
    ذِكْرُ المشتقِّ مِنْ ذواتِ الثلاثةِ علَى مثالِ المضارعِ مما أَولُه ميمٌ :
    اعلَم : أَنهم يشتقون للمكانِ والمصدرِ والزمانِ مِنَ الثلاثي ولا يكادُ يكونُ في الرباعي إلاّ قليلاً أَو قياساً
    الأولُ : الثلاثي : يجيءُ علَى مثالِ الفِعْلِ المضارعِ على ( يَفْعِلُ ) ويَفْعَلُ فتقعُ الميمُ موقعَ حرفِ المضارعة للفصلِ بينَ الإسمِ والفعلِ
    الضربُ الأولُ : وهوَ ما كانَ ( علَى ) فَعَلَ يَفْعَلُ فإنَّ موضِع الفعلِ مَفْعِلٌ مثلُ يَفْعِلُ :
    وذلِكَ مَجْلِسٌ ومَحْبِسٌ والمصدرُ مَفْعَلٌ وذلكَ قولُهم : إنَّ في ألفِ درهمٍ لمِضْرباً أَي : لَمَضْرَباً وقالَ عزّ وجلَ : ( أَينَ المَفَرُّ ) والمكانُ ( المِفَرُّ ) والمَبِيتُ : المكَانُ والمَعَاشُ المصدرُ
    وقَد جاءَ مَفْعِلُ يرادُ بهِ ( الحينُ ) جَعلوا الزَّمانَ كالمكانِ وذلكَ قولُهم : أَتتِ الناقةُ علَى مَضْرِبها وأَتَتْ علَى مَنْتجها تريدُ الحينَ ورُبّما بنوا المصدرَ على المَفْعِلِ قالَ جَلَّ وعَزَّ : ( إليَّ مرْجِعُكم ) وقالوا : المَحِيضُ يريدونَ : الحَيْضَ
    والمَعْجِزُ يريدونَ : العَجْزَ وقالوا : المَعْجِزُ القياسِ ورُبّما أَلحقوا هاءَ التأنيثِ فقَالوا : المَعْجَزةُ كما قالوا : المَعْيِشةُ ويدخلونُ الهاءَ في المَوْضِعِ أَيضاً : نحو المَزلَّةِ أَي : مَوضعُ الزّللِ وقالوا : المَعْذرةُ والمَعْتبةُ وقالوا : المَعْصِيةُ والمَعْرِفَةُ
    الضربُ الثاني :
    ما كانَ على ( يَفْعَلُ ) مفتوحاً اسمُ المكانِ علَى مثالِه على القياسِ مفتوحٌ كما أَنَّ ( يَفْعِلُ ) كانَ فيهِ مكسوراً وذلكَ قولُكَ : شَرب يَشْرَبُ والمكانُ : مَشْرَبٌ ويَلْبَسُ والمكانُ : مَلْبَسٌ والمصدرُ مفتوحٌ أَيضاً لأَنَّه كانَ يُفتَحُ معَ المكسورِ فهوَ في المفتوحِ أَجدرُ وقَد جاءَ الكسرُ للفرقِ
    وقالوا : علاهُ المكبرُ وقالَوا : مَحْمِدَةٌ فأنثوا وكسروا وحكم ( يفْعُلُ ) حكمُ ( يَفْعَلُ ) وتنكبوا أَنْ يقولوا : ( مَفْعُلٌ ) لأَنهُ ليسَ في الكلام اسمٌ مثلُ ( مَفْعُلٍ ) تقولُ في ( يَقْتُلُ ) ( ويقومُ ) : المَقْتَلُ والمَقامُ في المكانِ وقالوا : المَلامةُ في المصدرِ وقالوا : المَرَدُّ والمَكَرُّ يريدونَ : الكُرُورَ والرَّدَّ وقالوا : المَدْعَاةُ والمأْدبةُ يريدونَ : الدَّعاءَ إلى الطعامِ وقالوا : مطْلِعٌ يريدونَ الطُّلوعَ كما قالوا : في بَابِ ( يَفْعِلُ ) المَرْجِعُ وبَابُ : يَفْعُلُ حقهُ أَنْ يشتركَ فيهِ ( يَفْعَلُ ) ويَفْعَلُ بَلْ كانَ ( يُفْعِلُ ) أَحقُّ بهِ لأَنُّ ( يَفْعِلُ ) أُختُ ( يَفْعُلُ ) أَلاْ تَراهما يجيئانِ في مضارعِ ( فَعَلَ ) ولكنْ جاءَ في الأكثرِ على ( يَفْعل ) لخفةِ الفَتحةِ وأَنهُ لمّا كانَ لا بُدَّ من تغييرِ يَفْعَلُ غيروا إلى الأَخفِّ فإذَا جاءكَ شيءٌ على قياسِ ( يَفْعَلُ ) فاعلم : أَنَّ الخفةَ قصدوا
    وإنْ جاءَ على قياسِ ( يَفْعِلُ ) فاعلم : أَنَّهُ أَحقُّ بهِ لأَنَّهما أُختانِ أَعني : يَفْعِلُ ويَفْعُلُ وقالوا : مَطْلِعٌ يريدونَ : الطُلوعَ وهيَ لغةُ بني تميمِ
    وأَهلُ الحجازِ يفتحونَ وقَد كسروا الأَماكنَ أَيضاً في هذَا وذلكَ المَنْبِتُ والمَطْلِعُ لمكانِ الطُّلوعِ وقالوا : مَسْقِطُ رأْسي للموضعِ والسقوطِ المَسْقَطُ
    قالَ أبو العباسِ : يختلفُ الناَسُ في ( المَطْلِعِ ) فبعضُ يزعمُ : أَنَّ المَطلعَ : هو المكانُ الذي يطلعُ فيهِ ويجعلُ المصدرَ ( المَطْلعَ ) وبعضُهم يقولُ كما قالَ سيبويه وأَمَّا المَسْجِدُ فاسمُ البيتِ ولستَ تريدُ بهَ موضِعَ جبهتِكَ ولو أَردتَ ذلكَ لقلتَ : مَسْجَدٌ ونظيرُ ذلكَ : المُكْحُلة والمِحْلَبُ والمِيسمُ اسمٌ لوعاءِ الكُحْلِ وإنَّما دخلتْ هذهِ الميمُ في ( مِيْسَم ) ومِحْلَبٍ لمعنى الإرتفاقِ وكذلكَ : المُدُقُ صارَ اسماً كالجُلمودِ وكذلكَ المَقْبُرةُ والمَشْرقُةَ ومَوضعُ الفعلِ مَقْبَرٌ وكذلك المَشْرُقَةُ وهي الغُرْفَةُ وكذلكَ : المُدْهنُ والمَظلِمةُ بهذهِ المنزلةِ إنّما هوَ اسمُ ما أَخذَ منكَ
    وقالوا : مَضْرَبةُ السيفِ جَعَلُوهُ اسماً للحديدة وبعضُهم يقولُ : مَضْرُبةٌ والمِنْخِرُ بمنزلةِ المُدْهنِ والمَسْرُبَةُ والمَكرُمةُ والمأثُرةُ بمنزلةِ : المَشْرُقةِ وقَد قالَ قومٌ : مَعْذَرُةٌ كالمأْدُبةِ ومثلهُ : ( فَنَظَرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ ) ويجيءُ المِفْعَلُ اسماً وذلكَ ( المِطْبخُ ) والمِرْبَدُ وكُلُّ هذهِ الأبنيةِ تقعُ اسماً للذي ذكرنَا من هذهِ الفصولِ لا لمصدرٍ ولا لموضعِ فِعْلٍ
    ● [ بَابُ ما كانَ مِنْ هذَا النحو ] ●
    مِنْ بناتِ الياءِ والواوِ التي فيهِ لاماتٌ

    الموضعُ والمصدرُ فيهِ سواءٌ يجيءُ على ( مَفْعَلٍ ) وكانَ الأَلفُ والفتحُ أَخفٌّ علَيهم مِنَ الياءِ والكسرةِ وذلكَ نحو : مَغْزَىً ومَرْمَىً وقَد قالوا : مَعْصِيةٌ ومَحْمِيةٌ ولم يجىء مكسوراً بغيرِ الهاءِ وأَما بناتُ الواوِ مثلُ : يَغزُو فيلزمُها الفتحُ لأَنَّها ( يَفْعُلُ ) وإنْ كانَ فيها ما في بَناتِ الياءِ مِنَ العَلَّةِ
    ● [ بَابُ ما كانَ من هَذا النحوِ ] ●
    من بناتِ الياءِ والواوِ فيهِ فاءٌ

    المكانُ منِ ذواتِ الواوِ يُبنى علَى ( مَفْعِلٍ ) وذلكَ قولُكَ للمكانِ المَوْعِدُ والموَضِعُ والمَورِدُ وفي المصدرِ المَوجِدةُ والموْعِدةُ ومَوْحِلٌ لإِنَّ هَذا البابَ يَفعَلُ منه لا يصرفُ إلى يَفْعُلُ
    وقال أكثر العرب في وَحِلَ وَوَجِلَ مَوْجِلٌ ومَوْجلٌ لأَنَّ هذهِ الواوَ قَد تَعَلُّ فشبهوهُ بواوِ وَعَد
    وقالَ سيبويه : حدثَنا يونس وغيرُه : أَنَّ ناساً مِنَ العربِ يقولونَ في ( وَجِلَ ) يَوْجَلُ ونحوِه : مَوْجَلٌ قالَ : وكأَنَّهم الذينَ يقولونَ : يوْجَلُ ( فلم يعلوا الواوَ ) وقالوا : مَوَدةٌ لأَنَّ الواو تَسلمُ في ( يَوَدُّ ) وليستْ مثلَ ( واوِ يَوْجَلُ ) التي قَد يعلُّها بعضُهم فتح ومَوْحَدٌ فتحَ لأَنَّهُ اسمٌ معدولٌ عن واحد فشبهوهُ بالأسماءِ نحو : مَوْهبٍ ومَوألةٍ وأَما بناتُ الياءِ فإنَّها بمنزلةِ غيرِ المعتلَّ لأنَّها تتمُّ فَلا تَعَلُّ أَلاَ تراهم قالوا : مَيْسَرةٌ وقالَ بعضُهم : مَيْسُرَة
    ● [ بَابُ ما يكونُ ( مَفْعَلَةٌ ) بالفتحِ والهاءُ لازمةٌ لَهُ ] ●

    وذلكَ إِذَا أَردتَ أَن تُكثِر الشيءَ بالمكانِ نحو : مَسْبَعَةٍ ومَأْسَدَةٍ وَمَذأَبةٍ وليسَ في كُلِّ شيءٍ قيلَ إِلاّ أَنْ تَقيس شيئاً وتعلَم أَنَّ العربَ لم تتكلم بهِ ولم يجيئوا بمَثَل لهذَا في الرباعي ولو قلتَ من بنَاتِ الأربعةِ مثلَ قولِكَ : مَأْسَدةٌ لقلتَ : مُثَعْلَبةٌ لأَنَّ ما جاوزَ الثلاثةَ يكونُ نظيرَ المُفْعَلِ ( منهُ بمنزلةِ المَفْعُولِ ) وقالوا : أَرضٌ مُثَعلبةٌ ومُعَقْربةٌ ومَنْ قالَ : ثَعالةٌ قالَ : مُثْعَلةٌ ومُحْيَأَةٌ مِنَ الحَياتِ وَمَفْعَاةٌ فيها أَفاعٍ ومَقْثَأَةٌ : فيها القِثَّاءُ
    ● [ باب نظائِر ما ذكرنا ] ●
    مِما جاوزَ بناتَ الثلاثةِ زيادةٍ بزيادةٍ أَو غيرِ

    فالمكانُ والمصدرُ يُبنى من جميعِ هَذا بناءَ المفعول وكانَ بناءُ المفعولِ أَولى بهِ لأَنَّ المصدَر مفعولٌ والمكانَ مفعولٌ فيهِ فيضمونَ أَوَّلَهُ كما يضمونَ المفعولَ كما أَنَّ أَولَ بَناتِ الثلاثةِ كأَولِ المفعولِ منها في فتحهِ إِلاّ أَنَّهُ على غيرِ بنائهِ وهوَ مِنَ الرباعي عَلى بنائِه يقولونَ للمكانِ : هَذا مُخْرجُنَا ومُمْسَانَا وكذلكَ إذا أردتَ المصدَر وتقولُ أيضاً للمكانِ : هَذا مُتَحاملنا وتقولُ : ما فيهِ مُتُحامَلٌ أَي : تَحَاملٌ ويقولونَ : مُقَاتَلُنَا وكذلك تقولُ إذا أردتَ المُقَاتلةَ : أي : القِتَالَ
    ومذهبُ سيبويه : أنَّ المصدَر لا يأتي علَى وزنِ ( مَفعول ) ألبتةَ ويتأولُ في قولهم : دَعْهُ إِلى مَيْسُورَةٍ وإِلى مَعسورةٍ أنَّهُ إِنَّما جاءَ علَى الصفةِ كأَنهُ قالَ : دَعْهُ إِلى أَمرٍ يُؤسرُ فيهِ وإِلى أَمرٍ يَعْسُر فيهِ وغيرهُ يكونُ عندَهُ على ( مَفْعولٍ ) ويحتجُّ بقولِهم مَعْقولٌ يرادُ بهِ العَقْلُ ولا أَحسبُ الصحيحَ إِلاّ مذهبَ سيبويه
    وقَد تأولَ سيبويه للمعقولِ فقالَ : كأَنهُ عُقِلَ لَهُ شَيءٌ أي : حُبِسَ لَهُ لُبّهُ وشُدِّدَ قَال : ويستغنى بهذَا عن ( المَفْعَلِ ) الذي يكونُ مصدراً
    ● [ بَابُ ما عالجتَ به ] ●

    المِقَصُّ الذي تقصُّ بهِ والمَقَصُّ : المكانُ والمَصدرُ وكُلُّ شيءٍ يُعالجُ بهِ مكسور الأولِ كانت فيهِ هاءُ التأنيثِ أو لم تكنْ وذلكَ : مِخلَبٌ ومِنْجَلٌ ومِكْسَحَةٌ ومِسَلَّةٌ والمِصفَى والمِخْرز والمِخْيطُ ويجيءُ علَى مَفْعال نحو : مِقْراضٍ ومِفْتاحٍ ومِصْباحٍ وقالوا : المِفْتَحُ والمِسْرَجة
    ● [ بابُ ما لا يجوزُ فيهِ ( ما أَفْعَلَهُ ) ] ●

    لا يقالُ : ما أَحْمرَهُ ولاَ ما أَعرجهُ إِنّما تقولُ : ما أشدَّ حمرَتَهُ وما أَشَدَّ عَرَجَهُ وكَذا جميعُ الألوان والخِلَقِ وما لم يكنْ فيهِ ( ما أَفعلهُ لم يكنْ فيهِ ) أَفْعِلْ بهِ
    وكذلكَ : أَفعلُ منهَ وكذلَك أيضاً فَعُولٌ ومِفْعَالٌ نحو : رَجلٍ ضَرُوب ورَجلٌ مِحْسَانٌ لأَنَّ هذا في معنى : ما أَحسنَهُ لأَنَّكَ إِنما تريدُ المبالغةَ وأَمَّا قولُهم : ما أَحمقهُ وأَرْعَنهُ وأَنوكهُ وفي الأَلدِّ : ما أَلدَّهُ فإِنَّ هذا عندهم مِنْ قلةِ العِلْمِ ونقصانِ الفطنةِ وليسَ بلونٍ ولا خِلْقَة في جسدٍ إِنّما هُوَ كقولِكَ : ما أَنظرهُ تريدُ نَظَر التفكيرِ وكذلك ما أَلسنَهُ تريدُ البَيانَ والفصاحةَ
    ●[ بَابُ ما يستغنى فيهِ عن ما أَفعَلةُ بمَا أَفْعَلَ فِعْلَهُ ]●
    وعن أَفْعَلَ منه بقولهم ( أَفْعَلُ منه فِعْلاً )

    لا تقول في الجواب : ما أجوبَهُ إِنَّما تقولُ : ما أجودَ جوابَهُ ولا تقولُ : هَذا أجوبُ مِن هذا ولكنْ أجود منهُ جواباً وكذلك : أَجوب بهِ إِنّما تقولُ : أَجودْ بجوابهِ ولا يقولونَ : في ( قَالَ يَقيلُ مِنَ النَّومِ ما أقيلَهُ إِنّما يقولونَ : ما أَكثرَ قائلَتهُ وما أَنوَمهُ في سَاعةِ كَذا وكذَا كما قالوا تَركتُ ولَم يقولوا : وَدَعْتُ هَذا مذهب سيبويه
    وقال أبو العباس : الخِلَق على خلافهِ
    والقياسُ يوجبُ ما قالَ أبو العباسِ
    ● [ بَابُ ما أَفعلَهُ علَى معنيينِ ] ●
    أَحدهما على معنى الفاعل والآخر على معنى الصفةِ

    تقولُ : ما أَبغضني لَهُ وما أَمقتني لَهُ وما أَشهاني كذلكَ تريدُ : أَنكَ ماقتٌ وأنكَ مبغضٌ وكذلكَ ما أَمقتُه لي أي : هُوَ ماقتٌ لي فهي في المعنى ( فَاعِلٌ ) وأَمَّا ما كانَ في المعنى ( المفعولُ ) فقولُكَ : ما أَمقتَهُ وما أَبغضَهُ إليَّ إِنَّما تريدُ : أَنه مبغضٌ إليكَ وممقوتٌ كما تقولُ : ما أَقبحهُ إِنما تريدُ أنهُ قبيحٌ في عينكَ فكانَ هذا على ( فَعُلَ ) و ( فَعِلَ ) وإِنْ لم يستعملْ
    ● [ بَابُ ما تقولُ العربُ ما أَفعلَهُ ] ●
    وليسَ فيهِ فِعْلٌ وإنما يحفظ حفظاً ولا يقاس عليه

    قالوا : أحنكُ الشاتينِ يعني أَقواهما وأَحنكُ البعيرينِ علَى معنى : حَنِكَ وقالوا : آبلُ الناسِ كُلِّهم كأَنُّهم قَالوا : أَبِلَ وقالوا : رَجلٌ آبَلُ وقد قَالوا : فلانٌ آبَلُ منهِ
    ● [ بَابُ ما يكسرُ فيهِ أَوائلُ الأفعالِ المضارعةِ ] ●

    وذلكَ إِذَا كانَ الفعلُ الماضي على ( فَعِلَ ) مِنَ الصحيح والمعتلُّ مما اعتلتْ عينهُ أَو لامهُ
    قالَ سيبويه : وذلِكَ في لغةِ العربِ إلاّ أَهلَ الحجازِ وذلك نحو : عَلِمَ وأَنا أَعلمُ وأَنْتَ تَعلمُ وشَقيتَ تَشْقَى وخِلْتَ تَخَالُ وَعَضَّتْ تَعِضُّ وأنتِ تَعِضينَ تكسرُ حرفَ المضارعةِ لكسرِ العينِ في ( فعِلَ ) وجميعُ هَذا إِذَا أَدخلتَ فيه الياءَ فقلت : يَفْعَلُ ( فتحتَ كرهوا الكسرة في الياء وفَتحوا تَضْرِبُ ) وما كانَ على وزنِه لفتح العين في ( ضَرَبَ ) وقالوا : أَبى فأَنتَ تِئبى كأنها مِنَ الحروفِ التي يستعمل ( يَفْعَلُ ) منها مفتوحاً فأشبه ما ماضيه ( فَعِلَ ) وقد قالوا : يِئبىَ فكسروا الياء وخالفوا بهِ بابَهُ حينَ فتحوهُ شبهوهُ ( بيِيِجَلُ )
    وأَمَا يَسَعُ ويَطَأُ فإِنَّما فتحوا لأَنهُ ( فَعِلَ يَفْعِلُ ) ففتَحوا للهمزةِ والعينِ كما قالوا : نَفْزَعُ ويَقرأُ فلمّا جاءت علَى مثالِ ما ( فَعَلَ ) منهُ مفتوحٌ لَم يكسروا
    واعلَم : أَنَهُ لا يضمُّ حرفُ المضارعةِ لضم عينِ ( فَعُلَ ) فأَمَّا وَجِلَ يَوْجَلُ ونحوه فأَهلُ الحجازِ يقولونَ تَوْجَلُ وغيرُهم تِيْجَلُ وأَنا إِيْجَلُ ونِيْجَلُ وإذَا قلتَ ( يَفْعَلُ ) فبعضُ العَربِ يقولُ : يَبْجَلُ وبعضُ العَربِ : يَاجَل وبعضُ : يِيجَلُ وكُلُّ شَيءٍ كانتْ أَلفُه موصولةً في الفعلِ الماضي فإِنَّك تكسرُ أَوائلَ الأَفعالِ المضارعةِ نحو : استعفرَ فأَنْتَ تِسْتَغْفِرُ واحرنَجَمَ فأَنتَ تِحْرَنجِمُ واغْدَودَنَ فأَنْتَ تِغْدَودِنُ واقْعَنسَسَ فأنا اقْعَنسِسُ وكذلكَ كُلُّ شيءٍ مِنْ ( تَفَعَّلْتُ ) أَو ( تَفَاعلت ) يجري هذا المَجرى لأَنَّه كانَ في الأصلِ عندهم مما ينبغي أَن يكون أَولهُ أَلفاً موصولة لأَنَّ معناهُ معنى ( الإنفعالِ ) ومن ذلكَ قولُهم : تَقَى الله رَجُلٌ ثُمَّ قالوا : يَتَقِي الله أجروهُ علَى الأصلِ وإنْ كانوا لم يستعملوا الألفَ فحذفوا الحرفَ الذي بعدها من ( اتَّقَى )
    ● [ بَابُ ما يُسكنُ استخفافاً في الإسمِ والفِعْلِ ] ●

    وذلكَ قولُهم في فَخِذٍ : فَخْذٌ وفي كَبِدٍ : كَبْدٌ وعَضِدٍ : عَضْدٌ وكَرُمَ كَرْمَ وعَلِمَ عَلْمَ إِنَّما يفعلونَ هَذا بما كانَ مكسوراً أو مضموماً وهي لغةُ بكر بن وائلِ وأُناس من تميم وقالوا : في مَثَل : لم يُحرمْ مَنْ فُصْدَ لَهُ أَي : فُصدَ لَهُ بِعيرٌ يعني : فَصَدَ البَعير للضيفِ وقالوا في عُصِرَ عَصْرٌ وإِذَا تتابعتِ الضمتانِ أيضاً خَففُوا يقولونَ في الرُّسُلِ : رُسْلٌ وعُنُقٍ عُنْق وكذلكَ الكسرتان وقالوا في إبِلٍ : إبْلٌ ولا يسكنون ما توالت فيهِ الفتحتانِ نحو : جَمَلٍ وما أَشبَهُ الأولَ وليسَ علَى ثلاثةِ أَحرفٍ قولُهم : أَراكَ مُنْتَفْخاً يريدُ : مُنْتَفِخَاً وانْطَلْقَ يا هَذا بفتحِ القَافِ لئلا يلتقي ساكنانِ وأَنشد :
    ( أَلاَ رُبَّ مولودٍ ولَيسَ لَهُ أَبٌ ... وَذي وَلَدٍ لَمْ يَلْدَهُ أَبوانِ )
    أَرادَ لَم يُلِدْهُ
    فأسكنَ اللامَ فلمَّا أسكنَها التقى الساكنانِ ففتحَ الدالَ لإلتقاء الساكنين وزعموا أنَّهم يقولونَ : وَرِدٌ وورْدٌ وكَتِفٌ وكَتْفٌ وهَذه لغةٌ ومِما أُسكنَ مِنْ هَذا البابِ قولُهم : شِهْدَ وَلِعْبَ في : شَهِدَ : ولَعِبَ ومثلُ ذلكَ : نِعْمَ وبِئْسَ إِنَّما هُما ( فَعِلَ ) ومثلُ ذلك فيها وَنِعْمَتْ وبعضُ العربِ يقولُ : نِعْمَ الرجلُ ومثلُ ذلكَ : غَزْيَ الرجلُ لا يحوّلُ الياءَ واواً لأَنَّها إِنَّما خُففتْ والأصلُ عندَهم التحريكُ

    صفحة رقم [ 33 ] من كتاب الأصول في النحو Fasel10

    كتاب : الأصول في النحو
    المؤلف : أبي بكر محمد بن سهل بن السراج النحوي البغدادي
    منتدى الرسالة الخاتمة - البوابة
    صفحة رقم [ 33 ] من كتاب الأصول في النحو E110


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر - 11:02